الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألا يستحق ترامب فرصة للاختبار؟

21 يناير 2017 22:27
لقد كان يوماً متميزاً ذلك الذي رحبنا فيه أنا وزوجتي بصديقينا «مايك» وزوجته «ديبي» لمشاركتنا العشاء في بيتنا بكاليفورنيا. ويمكنني أن أشهد بأن ضيفينا وصديقي عمرنا ليسا من المتشائمين، بل إنهما من ذوي التوجهات المعتدلة الأصيلة، وهما من ذلك النوع من الناس الحريصين على التواصل مع مجتمعهم بكل توجهاته ومشاربه، وهما أيضاً أبوان وموظفان ملتزمان ناجحان وفقاً لكل المقاييس. وفي المقابل، يمكنني أن أصف نفسي بأنني أكثر منهما ميلاً إلى «المحافظة». ودليل ذلك أنني منحت صوتي الانتخابي لدونالد ترامب ولكنهما رفضا ذلك. ولاشك في أن موقفنا المحافظ سائد ومنتشر في أوساط ملايين الأميركيين، وهو الذي منح ترامب فرصة الفوز. وكان نقاشنا حول هذه الأمور شبيهاً بذلك الذي ينشغل به معظم الأميركيين. وكان الضيفان يخفيان مزيجاً من مشاعر القلق والاكتئاب والإحباط أثناء متابعتهما لمراسم تنصيب الرئيس الجديد ترامب. وقد بذلت كل الجهود الممكنة لإزالة مشاعر الخوف التي كانت تعتريهما، ورحت أستعرض لهما التعيينات الإيجابية لبعض الشخصيات التي اختارها ترامب لتسيير إدارته الجديدة. كما أن اختيار نائب الرئيس «مايك بينس» كان موفقاً أيضاً لأنه رجل يتمتع بشخصية ناجحة ورائعة. وشددت على أهمية اختيار ستيف راينس لمنصب رئيس موظفي البيت الأبيض بسبب ما يمتلكه من خبرات ومهارات في هذا المجال. وخلاصة الأمر أن ترامب تمكن من تجميع فريق رائع، ولا يزال يضيف إلى إدارته المزيد من أصحاب الكفاءات. وقد حققت ملاحظاتي هذه بعض النجاح عندما رأيت بعض الابتسامات ترتسم على وجهي ضيفي، ولكنني كنت أشعر أيضاً في قرارة نفسي بأنني لم أتمكن من إقناعهما تماماً بما أقول. ويوصف الرئيس الجديد عادة بأنه كثير الغضب على «الطريقة الجاكسونية» نسبة إلى الرئيس التاسع عشر أندرو جاكسون، ولكنه بعيد الشبه تماماً عن الرئيس أبراهام لينكولن الذي كان يرفع شعار «لا حقد على أحد، والخير للجميع». ويعرف عن ترامب الصَلَف والاعتداد بالنفس، وهو أيضاً شديد القسوة في التعامل مع الخصوم والمعارضين. وربما كانت هذه الخصائص الشخصية هي التي ضمنت له الفوز في الانتخابات. ويكاد يكون من شبه المؤكد أنه لن يغيّر شيئاً من طباعه تلك. على أن الطبائع الشخصية لترامب تكاد تعاكس تماماً طبائع باراك أوباما. ويمكنك أن تتخيل أن تغيير الطبائع السلوكية لجيرانك ليس أصعب من تغيير الطبائع الشخصية لرئيسنا الجديد. ومع كل ذلك، فإن على أولئك الذين يتملكهم القلق من وصوله إلى الحكم أن يدركوا أن تلك الخصائص الشخصية الغريبة التي يتميز بها لن تمثل عنواناً أو أجندة سياسية رسمية للرجل الذي سيحتل البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة. وهناك الكثير من الأسباب التي تدفعنا إلى الترحيب بجرأة ترامب. وذلك لأن حالة الاختناق البيروقراطي في الإدارات الأميركية المتعاقبة تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة حتى باتت تمثل خطراً على ظاهرة التنوع الأيديولوجي الذي نحتاجه حتى نتمكن من تكسير طبقة الجليد التي أصبحت تكتنف حوارنا الوطني. ويمكن لترامب أن يلعب دوراً إيجابياً في هذا المجال. وإذا كنت من أمثال ضيوفي «مايك» و«ديبي»، وبقية الأميركيين الطيبين، فإنني أدعوك لأن تأخذ نفساً عميقاً وتسترخي وتعطي لترامب فرصته. وخاصة لأنه هو الذي أعلن أكثر من مرة عن عزمه الراسخ على فعل كل ما يمكن فعله من أجل هذا «البلد العظيم»، ووعد بأن يفعل كل ذلك ضمن الإطار الدستوري الصرف وباستخدام الأساليب القانونية. وهو منفتح على العمل والإنجاز بمشاركة الشعب الأميركي كله من دون استثناء. *محلل ومقدم برامج حوارية سياسية في قناة NBC الإخبارية التلفزيونية الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©