الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«سي آي إيه» تخضع الجواسيس المفرج عنهم لاستجواب طويل

«سي آي إيه» تخضع الجواسيس المفرج عنهم لاستجواب طويل
11 يوليو 2010 00:13
قالت مسؤولة أميركية أمنية سابقة إن السجناء الروس الذين وصلوا أمس الأول إلى واشنطن في إطار عملية تبادل الجواسيس غير المسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة سينقلون إلى مكان آمن للخضوع لاستجواب طويل. فيما تكتمت وسائل الاعلام الروسية عن القضية ككل. وقالت فرانسيس تاونسند التي كانت مستشارة للرئيس السابق جورج بوش للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب “سيتم نقلهم الى مكان آمن.. من جانب عناصر استخباراتية سيتولون استجوابهم وتحضيرهم لحياتهم الجديدة، وسيزودونهم بهوية جديدة”. وكانت تاونسند تتحدث إلى شبكة “سي ان ان” بعدما أكد البيت الأبيض أن تبادل الجواسيس بين الولايات المتحدة وروسيا الذي تم الجمعة في فيينا تم التفاوض في شأنه على أعلى مستوى بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا ومسؤول في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية. وسلمت الولايات المتحدة الجواسيس الروس العشرة الذين اعتقلتهم في نهاية يونيو على أراضيها مقابل ثلاثة أشخاص مدانين بالتجسس لحساب الغرب. ولم يعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة التي حطت بعد الظهر في واشنطن. وأوضحت تاونسند أن الاستخبارات الأميركية قد تعرض على الروس مسكناً ومساعدة مالية، لافتة إلى أن الـ”سي آي إيه” ستخضعهم لاستجواب مكثف “لمعرفة نوع الأسئلة التي طرحها المسؤولون الروس عليهم حين تم اعتقالهم، ثم حين كانوا في السجن وكيفية التعامل معهم”. وتابعت أن هذه الاستجوابات التي قد تستمر أسابيع أو عدة أشهر “ستتيح لنا معرفة الكثير من وجهة نظر استخباراتية مضادة”. وكشف البيت الأبيض أمس الأول أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ شخصيا في 11 يونيو بوجود شبكة جواسيس تعمل لحساب روسيا. وقال متحدث باسم الرئاسة الأميركية رفض كشف هويته إن البيت الابيض كان على علم بوجود هؤلاء الجواسيس منذ فبراير، أي قبل وقت طويل من اعتقالهم في 27 يونيو. وروى أيضا كيفية الاتفاق على عملية التبادل قائلا إن “حكومة الولايات المتحدة أعدت قائمة بأربعة أشخاص كان على الروس الافراج عنهم لأسباب إنسانية وصحية، وعرضناها على الروس”. واضاف المتحدث أن مدير الـ “سي آي إيه” ليون بانيتا “أجرى هذه المفاوضات وقد تلقينا رداً بعيد طرحنا الأسماء”. وتابع أن أوباما تلقى في يونيو “تفاصيل عن الضالعين وما قاموا به خلال العقد الأخير”، وأبلغ أن بعضهم “كان ينوي السفر إلى الخارج خلال الصيف”. ثم ترأس أوباما في 18 يونيو اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لبحث مصير الجواسيس. إلى ذلك، اتصل ايجور سوتياجين، خبير الأسلحة الروسي المفرج بزوجته وأبلغها أنه موجود في فندق في “قرية صغيرة” قرب لندن برفقة روسي آخر، على ما أفاد شقيقه أمس. وكان سوتياجين شقيق الباحث الروسي أبلغ في وقت سابق أمس فرانس برس أن عائلته تشعر بقلق شديد بسبب عدم تلقيها معلومات عنه. واتهم ايجور سوتياجين في 2004 بعد 5 سنوات من توقيفه في العام 1999 بتسريب معلومات سرية تتعلق بنظام الدفاع النووي الروسي إلى شركة استشارات بريطانية كانت تشكل غطاء لـ (سي آي إيه). إلا أنه ما برح يؤكد براءته من التهمة. وحظي بعفو خاص من الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في إطار الصفقة مع واشنطن. وفي روسيا سجل عدم اهتمام مفاجئ للإعلام الرسمي بالقضية التي شكلت مادة دسمة للإعلام الروسي على مدى أسبوعين. وخصصت قنوات التلفزيون الرئيسية في البلاد معظم نشراتها الاخبارية لمتابعة المعلومات الواردة بشأن إعصار يضرب منطقة سان بطرسبورج او لتغطية الاحتفالات بالعيد الستين للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، في ظل تجاهل واضح لمصير الجواسيس العشرة. وذكرت صحيفة “غازيتا رو الالكترونية “ أن هؤلاء الجواسيس اقتيدوا فور وصولهم الى روسيا عقب اطلاق سراحهم الى مقر مجلس قيادة جهاز الاستخبارات الخارجية “اس في ار”. وقال الناطق باسم “اس في ار” “لا تعليق لدينا على هذه الأحداث”. وذكر الموقع الالكتروني الروسي “لايف نيوز” أن جاسوسة واحدة على الأقل من بين الجواسيس العشرة، وهي انا شابمان (28 عاماً) التي استقطبت اهتمام الإعلام بسبب التفاصيل المثيرة والمصورة حول حياتها الجنسية، اتصلت بعائلتها منذ وصولها. وقد توفي سيرجي تريتياكوف (53 عاماً) المدير المساعد لمكتب أجهزة الاستخبارات الروسية في نيويورك بين العامين 1995 و2000 قبل أن يسلم نفسه للولايات المتحدة، وفق ما أعلنت أمس الأول زوجته وأحد أصدقائه. وكتب بيت إيرلي على الانترنت أن تريتياكوف توفي في 13 يونيو في منزله جراء أزمة قلبية. وحين سلم نفسه إلى السلطات الأميركية العام 2000، أعلن سيرجي تريتياكوف أنه خلال الأعوام الخمسة التي قاد خلالها شبكة التجسس الروسية في الأمم المتحدة، ساعد في تحويل 500 مليون دولار الى موسكو وخصوصاً عبر برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي كان مخصصاً للعراق. وأوضح ايرلي أن «سيرجي اعتبر من جانب مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) الجاسوس الأكثر أهمية بالنسبة الى الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفيياتي». وأعلنت وفاته في اليوم نفسه الذي تمت فيه عملية تبادل الجواسيس بين الولايات المتحدة وروسيا في مطار فيينا. واثر اعتقالهم على الأراضي الأميركية مع نهاية يونيو، سرت شائعات عن الدور الذي يمكن أن يكون قد اضطلع به تريتياكوف لجهة تزويد الأميركيين معلومات عن هوية الجواسيس الروس. ولكن خلال إعلانها وفاته لإحدى الإذاعات الأميركية، أكدت أرملته هيلين تريتياكوف أن زوجها لم تربطه أي صلة بالجواسيس المعتقلين.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©