الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعارضة السورية والحاجة إلى أسلحة مضادة للطائرات

المعارضة السورية والحاجة إلى أسلحة مضادة للطائرات
13 مايو 2014 22:22
محمد علاء غانم مدير العلاقات الحكومية في المجلس الأميركي السوري في واشنطن في مدينة حلب السورية، استعد تلاميذ إحدى المدارس مؤخراً لعرض فني كمتنفس واستراحة من الأجواء المحيطة التي تمزقها الحرب، ورسم بعض الأطفال مشاهد مبهجة لطيور تحمل العلم السوري في يوم مشمس، بينما وصف آخرون المشاهد المأساوية للحرب التي عاشوها، ورسم أحدهم قلعة حلب العتيقة. ولكن في الثلاثين من أبريل الماضي، دمّر برميل متفجر المدرسة قبيل ساعات من افتتاح المعرض المدرسي، ولقي عدد من الأطفال حتفهم قبل أن يتمكنوا من عرض أعمالهم، وأما المحظوظون منهم فقضوا اليوم الذي كانوا ينتظرونه بشغف في ألم شديد تحت رعاية طبية مركزة. وربما يهتم الأميركيون بمعرفة أن علم بلادهم كان فكرة رئيسة متكررة في المعرض المشؤوم. وأظهرت بعض الرسومات العلم الأميركي على قمة منزل به نوافذ صفراء جذابة، وفي الصورة طائر يحلق على ارتفاع شاهق وفي أعلى المنزل شابة مبتسمة باسطة ذراعيها. ويُكنّ هؤلاء الأطفال السوريون إعجاباً بالولايات المتحدة، وفي خضم الحرب الدائرة المروعة، ينظرون إلى أميركا تحدوهم الآمال والتوقعات، فهل كنا عند حسن ظنهم وأنقذنا الطفولة التي يوليها كثير من الأميركيين أكبر اهتمام؟ وحسب المجلس الوطني السوري، قُتل ما يربو على 20 ألف شخص في هجمات بالبراميل المتفجرة، منذ أن بدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا في مارس عام 2011. وتتكون هذه الأدوات من حاويات كبيرة مملوءة بالمتفجرات والشظايا، التي تنفجر عندما تسقط من ارتفاعات شاهقة، وتتسبب في حدوث تدمير ضخم، ونظراً لأن نظام الأسد وحده يحتكر القوة الجوية، فإنه الطرف الوحيد القادر على استخدام البراميل المتفجرة. ويطالب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم: 2139 بإنهاء «الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق السكنية، بما في ذلك القصف الجوي مثل استخدام البراميل المتفجرة»، وتم تمرير القرار في 22 فبراير الماضي، فيما يعتبر إجماعاً نادراً بشأن سوريا في مجلس الأمن. وعلى رغم ذلك تواصلت الهجمات باستخدام البراميل المتفجرة من دون توقف، وحسبما أفادت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أسقط نظام الأسد براميل متفجرة على ما لا يقل عن 85 موقعاً في مدينة حلب منذ 22 فبراير الماضي. وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 920 حالة وفاة نتجت عن البراميل المتفجرة بين 22 فبراير و22 أبريل الماضيين. وتضمن القرار رقم 2139 تهديداً باتخاذ «خطوات تصعيدية»، إذا لم يتم الالتزام بأحكامه، ولكن المتحدث باسم الأمم المتحدة صرح بأن أي تحرك تصعيدي سيتطلب تفويضاً باستخدام الفصل السابع من مجلس الأمن، الأمر الذي يحول دونه فيتو روسيا، الحليف القوي للرئيس السوري بشار الأسد. وما لم ترغب الولايات المتحدة في التحرك في خارج إطار الأمم المتحدة، فإنها تتخلى بذلك عن الأطفال في أنحاء سوريا تاركة إياهم لرعب البراميل المتفجرة. ولن يتطلب الأمر كثيراً من الولايات المتحدة كي تحدث اختلافاً، إذ يشير أحد الأشخاص إلى أن الضاحية التي يعيش فيها شهدت إلقاء كثير من البراميل المتفجرة وعمليات القصف، ولكن بعد أن أسقطت قوات المعارضة طائرة هليكوبتر تابعة للنظام، توقفت كافة الهجمات الجوية لمدة 15 يوماً. وعليه، من الممكن أن تؤدي زيادة محدودة في قدرات المعارضة على استهداف الطائرات الهليكوبتر إلى إنقاذ أرواح الكثيرين. ولهذا السبب، طلب ممثلو المعارضة السورية مراراً وتكراراً تسليم أسلحة مضادة للطائرات إلى الجماعات الثورية المعتدلة، وبدأ رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا زيارته الأولى إلى واشنطن الأسبوع الماضي ليناشد الرئيس أوباما والشعب الأميركي بشأن هذا المطلب بصورة خاصة. وأشار عدد من التقارير إلى أن البيت الأبيض يعيد النظر في رفضه السابق لتزويد المعارضة في سوريا بأنظمة دفاع جوي محمولة على الأكتاف. ومن شأن هذه الأنظمة، التي تطلق صواريخ أرض جو، أن تمكن الجماعات الثورية السورية من استهداف طائرات النظام، ولكن الاعتراض الأساسي على تزويدهم بها هو خشية سقوطها في أيدي الجماعات الإرهابية بعد ذلك واستخدامها ضد الطائرات المدنية. ويدرس المسؤولون في الإدارة الأميركية في الوقت الراهن استخدام وسائل تكنولوجية مثل أقفال أمنية تعمل ببصمة الأصابع، وأجهزة لتعقب هذه الأنظمة عبر نظام تحديد المواقع إلى جانب «مفاتيح قاتلة» يمكنها تعطيل الأنظمة بشكل فوري. وفي خضم الجدل الدائر بشأن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الأكتاف، كثيراً ما تضيع حقيقة أن هذه الأنظمة باتت منتشرة ومتداولة بالفعل على نطاق واسع، بما في ذلك في أيدي الجماعات الإرهابية. وفي عام 2004، قدر مكتب المحاسبة الحكومية الأميركي أن نحو ستة آلاف من هذه الأنظمة الدفاعية وقعت في أيدي منظمات معادية غير حكومية، وأشارت منظمة «ستراتفور» الاستخباراتية في عام 2010 إلى أن من بين هذه المنظمات تنظيم القاعدة وجماعة الشباب وحزب الله. ولا شك أن توزيع نحو 20 من هذه الأنظمة على الجماعات الثورية السورية المعتدلة، سيجعل طياري نظام الأسد يفكرون مرتين قبل الموافقة على قصف المناطق المدنية بالبراميل المتفجرة. وستكون المخاطر الإضافية على الطائرات المدنية محدودة جداً، خصوصاً لو تم تزويد تلك الأنظمة بالتعديلات التكنولوجية الجاري مناقشتها. ومن أجل آلاف السوريين الذين يقتلون ويصابون من جراء البراميل المتفجرة، ومن بينهم التلاميذ في حلب الذين يعولون على الولايات المتحدة، على الشعب الأميركي أن يؤيد تقديم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة لعناصر يتم اختيارها بعناية في المعارضة السورية. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©