الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«كابوس هوندا» يطلق العنان لأحلام باتون ومعانقة مجد «الفورمولا-1» في 2009

«كابوس هوندا» يطلق العنان لأحلام باتون ومعانقة مجد «الفورمولا-1» في 2009
28 ديسمبر 2009 23:07
شكل انسحاب فريق هوندا الياباني من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1، لعام 2009 نتيجة الأزمة المالية العالمية بداية لسلسلة طويلة من المفاجآت فرض آخرها نفسه تحديداً في الجولة قبل الختامية في البرازيل والتي شهدت تتويج سائق غير مرشح بطلاً للعالم تمثل في البريطاني جنسون باتون، لم يكن هذا التتويج الفردي الفصل الأخير في قصة “مفاجآت 2009” بل امتدت لتشمل انتزاع فريق “براون جي بي” اليافع لقب الصانعين مخترقاً الحصار المضروب من قبل الثنائي الشهير ماكلارين مرسيدس وفيراري. تحول كبير وتمثلت نقطة التحول عام 2009 في إقدام مدير فريق هوندا السابق، البريطاني روس براون، على شراء الحظيرة اليابانية التي بات اسمها “براون جي بي”، ولم يكن انسحاب فريق بعراقة هوندا متوقعاً خصوصاً ان الصانع الياباني فرض نفسه علامة راسخة في عائلة الفئة الأولى لفترات متقطعة منذ 1964، لكن الحقيقة صدمت الجميع عند إعلان القرار الصعب في الخامس من ديسمبر 2008. وشكل انسحاب هوندا التي عجزت عن سداد مبلغ 500 مليون دولار أميركي نظير المشاركة في البطولة، صدمة أنذرت جميع المعنيين بهذه الرياضة، فولدت فكرة “تقليص النفقات” كدافع للاستمرار في أكثر الرياضات كلفة في العالم. وأثارت خطوة براون “الخبير” ارتياح المعنيين وخففت من حدة الجو العام، خصوصاً أنها أنقذت مصير 700 موظف في الشركة اليابانية. وأبصرت “براون جي بي” النور وحافظت على سائقي هوندا، البرازيلي المخضرم روبنز باريكيللو وباتون بعد أن كان الأخير تحديداً واجه خطر الغياب عن بطولة 2009، مع العلم بأنه فكر جدياً بالاعتزال قبل سنوات نتيجة فشل الحظيرة اليابانية في تأمين سيارة قادرة على المنافسة على اللقب العالمي بشقيه، الخاص بالسائقين والخاص بالصانعين. سيارة جديدة وكان الفريق الياباني قرر التركيز مبكراً على صنع سيارة جديدة أفضل لعام 2009 بعد موسم مخيب للآمال في 2008، وما هي الا أيام حتى تحول “كابوس هوندا” إلى ما يشبه الحلم بالنسبة إلى باتون عندما سطر “براون جي بي” بداية نارية في بطولة العالم باحتلاله المركز الأول في جائزة أستراليا الكبرى، المرحلة الافتتاحية، متقدماً على باريكيللو. وصعد باتون (29 عاماً) في سباقه الـ 154 إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج للمرة الثانية في مسيرته منذ 2006 عندما فاز مع هوندا بالذات بسباق جائزة المجر الكبرى. وبات “براون جي بي” أول فريق مبتدئ ينتزع المركزين الأول والثاني في السباق الافتتاحي منذ 1954 عندما فاز الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو بسباق فرنسا الكبرى تحت لواء مرسيدس، تلاه زميله الألماني كارل كلينج في المركز الثاني. ولم تمض سوى أيام حتى أعاد باتون الكرة في كوالالمبور عندما انطلق من المقدمة قبل أن يحرز لقب بطل سباقها الذي لم يكتمل بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت وحولت المضمار إلى برك مائية، ويحتفظ السائق البريطاني بصدارة الترتيب العام. وسعى باتون إلى إحراز فوزه الثالث على التوالي في الصين غير انه حل ثالثاً تاركاً المركز الأول للألماني الصاعد سيباستيان فيتيل، سائق ريد بول - رينو، والمركز الثاني لزميل الأخير الأسترالي مارك ويبر. وقبل جائزة البحرين الكبرى، الجولة الرابعة من السلسلة، رشح باتون فريق ريد بول لتشكيل أكبر خطر عليه وعلى حظيرته في حلبة صخير، غير أنه ما لبث أن محا تلك الشكوك وسيطر على السباق محققاً انتصاره الثالث في أربع جولات. رياح التغيير ولا شك في أن السائق البريطاني استفاد، شأنه شأن عدد آخر من السائقين، من رياح التغيير التي عصفت بقواعد اللعبة وطاولت تعديلاً كاملاً في نظام الشكل الانسيابي وعودة إلى استخدام إطارات ملساء بالإضافة إلى ادخال نظام استعادة الطاقة الحركية. كما لا يمكن إغفال قرار الاتحاد الدولي للسيارات بخصوص “نواشر” السيارات التي استخدمتها فرق براون وتويوتا ووليامز والذي اعتبرها مطابقة للمواصفات التي تنص عليها لوائح فورمولا -1، ما اضطر باقي الفرق إلى البدء في العمل على تطوير سياراتها على الفور وهو الأمر الذي استغرق أسابيع عدة. ومع انتقال المنافسات إلى أوروبا، احرز باتون (172 سباقاً و7 انتصارات و7 انطلاقات من المقدمة) المركز الأول في إسبانيا (برشلونة) وموناكو وتركيا، ومنذ ذلك لم تطأ قدما السائق النقطة الأعلى من منصة التتويج بيد انه جمع بعدها من النقاط ما أمن له لقباً عالمياً أول كان في الأمس القريب بعيد المنال. عاشر بريطاني وبات باتون عاشر بريطاني يحرز اللقب العالمي بعد أن سبقه إليه مايك هاوثورن عام 1958 (فيراري)، وجراهام هيل عام 1962 (بي ار ام), وجيم كلارك عام 1963 (لوتوس كلايمكس), وجون سارتيز عام 1964 (فيراري)، وجاكي ستيوارت عام 1969 (ماترا فورد)، وجيمس هانت عام 1976 (ماكلارين فورد)، ونايجل مانسل عام 1992 (وليامس رينو)، ودايمون هيل عام 1996(وليامز رينو)، ولويس هاميلتون عام 2008 (ماكلارين مرسيدس). من جانبه، دخل براون التاريخ بعدما قاد “براون جي بي - مرسيدس” لأن يصبح أول فريق يتوج بلقب الصانعين في أول موسم له، ولم يكن الانتصار المستحق الذي حققه براون الأول له على الإطلاق اذ ان الرجل الذي بدأ مشواره الشغوف في رياضة المحركات عام 1976 والذي يدين بالكثير إلى مواطنه فرانك وليامس الذي ضمه إلى طاقمه الميكانيكي سنة 1978، توج عامي 1994 و1995 بلقب السائقين مع الألماني ميكايل شوماخر عندما كان مديراً تقنياً في بينيتون، ثم كرر الأمر ذاته عندما لحق بالأخير إلى فيراري حيث توج مع فريق “الحصان الجامح” بستة ألقاب للصانعين وخمسة للسائقين. والمؤكد أن الانتصار الذي سطره براون حمل طعماً مختلفاً عن ذاك الذي خطه مع بينيتون وفيراري كون الفريق، بطل 2009، حمل اسمه وكان مالكه والمشرف عليه. وبدا أن لقصة المجد اليافعة تتمة، تحديدا في 20 أكتوبر الماضي، عندما أكد باتون انه يريد البقاء مع “براون جي بي”، مشيراً إلى ان المال ليس دافعاً قوياً بالنسبة اليه، وبعد أقل من أشهر، تسارعت الأحداث الدراماتيكية عندما اشترى المصنع الألماني العملاق مرسيدس 1،75 في المئة من أسهم “براون جي بي” (45،1 في المئة لدايملر و30 في المئة ل”ابار للاستثمار”. اما الحصة المتبقية فتعود إلى براون ونيك فراي وأعضاء أخرين)، واطلقت على الفريق اسم “مرسيدس جي بي” تمهيداً لمشاركته في بطولة الموسم المقبل. وسيبقى روس براون مديراً للفريق الذي حافظ على مقره الحالي في براكلي الإنجليزية عوضاً عن الانتقال إلى ألمانيا. وفي 18 نوفمبر، نصح براون سائقه باتون بالبقاء تحت جناحه في الموسم المقبل وعدم الانتقال إلى ماكلارين إلا ان اليوم نفسه شهد الإعلان عن انتقال السائق البريطاني إلى الحظيرة البريطانية - الألمانية ليزامل مواطنه لويس هاميلتون. ولم يكن قرار رحيل باتون مفاجئاً لأن مفاوضاته مع براون لم تثمر بعدما طالب السائق برفع راتبه السنوي إلى 5ر6 مليون يورو، وهو مبلغ لم يكن روس مستعداً لدفعه.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©