جوارديولا «أسطورة» 2009 بـ 6 ألقاب

كان عام 2009 ذا طبيعة خاصة للمدرب جوسيبي جوارديولا مدرب برشلونة الإسباني، حيث وضعه ضمن قائمة أفضل مدربي العالم بجوار السير أليكس فيرجسون وجوس هيدنيك وأوتمار هيتسفيلد ومارشيلو ليبي وجوزيه مورينيو مع العلم أنه لا يوجد أحد في هؤلاء حقق ما قام به مدرب البارسا في موسم واحد. الأرقام التي حققها فريق برشلونة 2009 تدل على أمر مهم للغاية أن هناك عقلية لا تمل من تحقيق الانتصارات والبطولات وتتحكم في الفريق الكتالوني، ليس هذا فقط بل إن هذه العقلية انتقلت للاعبي برشلونة الذي بات الفوز بالنسبة لهم طبيعياً ويلعبون عليه في كل مباراة. وعندما تسمع أو تقرأ كلمات جوارديولا قبل أي مباراة أو تعليقاً على أي مواجهة لبرشلونة، تعرف أن هذا النادي سيظل يحقق النجاحات ليس بفضل لاعبيه الكبار فقط ولكن أيضاً بفضل العقلية التي تحكمه فنياً. ودائما يتحدث جوارديولا بتواضع عن المنافس أياً كان هذا المنافس ريال مدريد الذي يضم كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا أو أطلنطي المكسيكي الذي يحتل المركز التاسع في الدوري المكسيكي، ويمتلك القدرة على تحفيز لاعبيه وانتقادهم ونيل ما يريد منهم في أي مباراة بالحجم الذي يرغبه ويريده، ولا يقف أمامه أي عائق فني إلا ويجد الحل له على الفور. المدرب الشاب لبرشلونة ليس ساحراً، لكنه يفهم كيف يتعامل مع هؤلاء النجوم ليونيل ميسي وتشابي هيرنانديز وزلاتان إبراموفيتش وأندريس إنيستا، يعرف كيف يبدع هذا وما مفتاح تألق ذاك ومن ثم تحقيق الفوز الذي هو الشيء المطلوب منه. ولعل ما يزعج جوارديولا هو فكرة عدم تكرار إنجاز الفوز بكل الألقاب في العام المقبل أو الحفاظ على لقب دوري الأبطال الأوروبي الذي فشلت كل الفرق في الحفاظ عليه ومن ثم يصبح برشلونة جوارديولا مثله مثل أي فريق آخر يفوز مرة ويخسر مرة مثله مثل كل كبار القارة، لكن السؤال هل يثبت المدرب الأسطوري من جديد في 2010 أنه يختلف حقاً عن أي أحد. لو كان ريال مدريد تعود دوماً على ضم أفضل نجوم العالم والذين كانوا ما يبدعون أمام أي فريق للبارسا، لأصبح الأمر مختلفاً الآن فالفريق الذي يضم أفضل لاعبي العالم في 2007و2008 فشل أمام نجوم "بيب" الذي جعل البارسا يفوز في بالكلاسيكو 3 مرات متتالية وهو إنجاز من الصعب جداً تحقيقه في أي كلاسيكو في الدوريات العالمية الكبيرة فما بالك لو كان هذا الكلاسيكو هو الأكبر. وذكر موقع "يلا كورة" أن الهزيمة التي مني بها الريال على يد البارسا في الكلاسيكو الأخير ليست فنية بقدر ما هي نفسية فلاعبو مانويل بيللجريني سيطروا ولعبوا في أوقات كثيرة من عمر اللقاء لكنهم لم يؤمنوا أنهم أفضل من لاعبي بيب بعكس الفريق الذي وثق من أنه الأفضل ففاز حتى لو كان هدف الفوز مشكوكاً فيه، فبرشلونة استغل نقاط ضعف كانت قليلة في الملكي خلال المباراة. المدرب الذي كان مبتسماً قبل دقائق من خروج فريقه ضد تشيلسي في نصف نهائي دوري الأبطال في أبريل الماضي لم يكن يتوقع أن يسجل له إنيستا هدفاً تاريخياً في النهاية فهؤلاء قوم لا ينتظرون المعجزات لكن يعملون حسابياً ومن ثم تأتي النتيجة التي يستحقونها حتى ولو كانت متأخرة أو غير عادلة فمن غير العدل أيضاً أن تجتهد ولا تأخذ الجزاء الصحيح. بدأ جوارديولا مسيرته التدريبية مع فريق برشلونة (ب) في 2007 عندما قاد فريقه للتأهل لدوري الدرجة الثانية الإسباني وتسبب نجاحه اللافت في جعل رئيس النادي خوان لابورتا يعلن عن تعيينه خلفاً للهولندي فرانك ريكارد في مقعد القيادة الفنية للفريق. ولم يخسر المدرب الشاب مع برشلونة إلا ست مباريات في موسم ونصف ولم يتذوق طعم الهزيمة أمام أي فريق من الكبار أوروبياً أو في "الليجا". من أرقام المدرب في العام المنتهي أيضاً أنه قام بتصعيد تسعة لاعبين من فريق برشلونة (ب) إلى الفريق الأول وليس هذا فقط بل أن أكثر هذه الأسماء باتت دولية وأساسية في تشكيلة المنتخب الإسباني المصنف الأول عالمياً. ومن الأسماء التي ظهرت في عهده، مدافع البلوجرانا والماتادور سيرجيو بيسكوتيس وبيدرو رودريجيز الهداف الذي سجل في ست بطولات مختلفة في إنجاز تاريخي آخر لبرشلونة، أي أن هذا المدرب يصنع التاريخ من جهة ويخلق نجوم من جهة ويكسب أي لاعب موهوب الثقة ويعطيه الرغبة في أن يكون أسماً كبيراً. ومن إنجازات جوارديولا 2009: الدوري الإسباني (2008-2009)، كأس ملك إسبانيا (2008-2009)، دوري أبطال أوروبا (2008-2009)، كأس السوبر الأوروبي (2009)، كأس السوبر الإسباني (2009)، كأس العالم للأندية (2009)، تصعيد تسعة لاعبين من برشلونة (ب) إلى الفريق الأول، دخول 3 من لاعبي البارسا قائمة أفضل خمسة في تصنيف "الفيفا" (رقم لم يحدث في تاريخ أي نادي). من جانب آخر، ذكر موقع "كووورة" الألكتروني، أنه وصلت إلى خوسيب ماريا أوروبيتج وكيل أعمال جوارديولا العديد من الاتصالات الهاتفية التي تهنئ موكله بالإنجازات الرائعة مع فريقه الكتالوني من قبل عدة شخصيات رفيعة المستوى، وكذلك تشير الأنباء إلى تلقي المدرب الكتالوني العديد من العروض، وكان الميلان ومانشستر يونايتد قد أعربا عن رغبتهما في التعاقد مع المدرب وذلك في الصيف المقبل وفقا لآخر الأخبار التي ورت بخصوص المدرب، ولم يحسم جوارديولا مسألة تجديد عقده مع برشلونة حتى الآن بالرغم من اقتراب عقده من النهاية في 30 من يونيو المقبل.