الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الألعاب الشعبية.. تنشيط للأبدان وتنمية للقدرات

مهرجان الألعاب الشعبية.. تنشيط للأبدان وتنمية للقدرات
11 يوليو 2010 20:03
تؤكد ملامح الصغار وأصواتهم وضحكاتهم أثناء تحليقهم كالفراشات خلال ممارستهم الألعاب الشعبية، مقدار سعادتهم وحماستهم بتأدية هذه الألعاب التي تعود بهم إلى ماضي الأجداد وتعزز الحنين إلى حياتهم، وتحقق لهم أجواء ممتعة ومفيدة قوامها فرحٌ لا يوصف خلال مهرجان الألعاب الشعبية الذي يعتبر المهرجان رقم 3 ضمن المهرجانات الخمس التي يطلقها “نادي تراث الإمارات” في ملتقى السمالية الصيفي 2010 لأبناء الدولة. يُعرف عن الألعاب الشعبية في الدولة أنها تتلون وفق الجغرافية، فالطبيعة الصحراوية واشتغال الناس بالغوص والرعي، عوامل يمكن أن نجدها في الألعاب الشعبية التي كانت سائدة. فضلاً عن أن الهدف من ممارستها لم يكن يقتصر على تنشيط الجسم وتنمية المواهب والقدرات فقط، إنما كذلك تنمية العلاقات الاجتماعية وخلق التوازن النفسي وتجسيد الهدف الواحد والآمال المشتركة، وممارستها في ظل المنافسة الشريفة عبر مناخ أسري وعفوي يعكس قوة المجتمع وتماسك أفراده. كان المهرجان قد اختتم فعالياته -(غطت أنشطة للفتيات والفتيان)- مؤخراً استعداداً لإطلاق المهرجان الرابع المتصل بالفروسية والهجن. وتمثل الختام بحفل كبير تم خلاله توزيع الجوائز على المتسابقين في الألعاب الشعبية، والذين يخصص لهم النادي مجموعة من كبار الاستشاريين في التراث وخيرة المدربين من المواطنين الشباب. حول فعاليات المهرجان، يقول سعادة علي عبدالله الرميثي- المدير التنفيذي للأنشطة في النادي: “أقام النادي مهرجان الألعاب الشعبية تحت شعار “تراثنا: ماض متألق ومستقبل يزهو به الوطن” وانطلق تحديداً يوم 4 يوليو واستمر لغاية 8 يوليو، وتضمن مجموعة فعاليات هي: عروض لألعاب زمان، مثل (اليواني، الرنج، شد الحبل، القبة والمسطاع، الجري على قدم واحدة، وغيرها). وعروض الألعاب الخاصة بالبنات، مثل (خوصة بوصة، المريحانة، الدايرة، الشبير، وغيرها). كما أقمنا مسابقة الألعاب الشعبية على مستوى الدولة، وتمت دعوة الإعلاميين في أبوظبي وباقي إمارات الدولة لمتابعة حفل الختام الذي صاحبه معرض متخصص لكل ما له صلة بالألعاب الشعبية معزز بالصورة والكلمة. وبالطبع تمّ في الحفل تكريم الفائزين وتوزيع الجوائز عليهم”. تشكل الألعاب الشعبية أهمية كبرى لنمو الطفل واتزانه النفسي والجسدي، خاصة حين تراعي في تقسيماتها عدة اعتبارات يشير إليها د. ماهر القيسي- المستشار التربوي في النادي، يقول: “تقسم الألعاب الشعبية وفق عدة تصنيفات نعتمدها بحسب الفئة العمرية (ألعاب الأطفال دون العاشرة)، وهناك (ألعاب الصبيان والبنات بين 6 و 16 سنة). وبحسب الزمان (ألعاب الصيف، والشتاء، وطوال العام). كما تقسيم الألعاب بحسب طبيعتها (ألعاب ذهنية وعقلية وجسدية وعضلية وألعاب ترفيهية). كذلك بحسب عدد اللاعبين (الألعاب الفردية، والجماعية). وبحسب جنس اللاعبين (الفتيان، والفتيات، الألعاب مشتركة). وثمة ألعاب تستلزم توفر أدوات كسعف النخل والدلاء والحصى والكرات والحبال والعلب المعدنية وغيرها. في حين يتميز أداء بعض الألعاب الشعبية بترديد بعض الأغاني والأهازيج. وكل ما سبق من ألعاب تراعي جغرافية البيئة من حيث: ألعاب ساحلية أو صحراوية أو جبلية أو ريفية”. تعمل الألعاب الشعبية على تنمية قدرات الصغار خلال اللعب، فضلاً عن تركيز نشاطهم الذهني ومنحهم فرصة اكتساب الكثير من المهارات والمعرفة التي كان أجدادهم يلمون بها. عن ذلك، يقول المشارك خليفة: “بالطبع اكتسبت مهارة جديدة حين مارست لعبة “التّبة”مع زملائي وتقاذفنا الكرة الصغيرة وتناقلناها ضرباً بعصا في يد كل منا لتسجيل أهداف في مرمى الخصم”. أما زميله المشارك زايد فيقول: “تعجبني لعبة “الدحروي” التي تعتمد في أدائها على تقنيتي الحركة والسرعة، وهي تصنع من قطعة “الرنج” تؤخذ عادة من عجلات الدراجة الهوائية -بعد تعطلها- ويقوم اللاعب بوضع قطعة حديدية في وسط العجلة ويمررها أمامه لتسبقه ويجري خلفها”. من جهته، يقول المشارك هزاع: “استمتعنا كثيراً بممارسة لعبة “النطة” وتسمى في بعض دول الخليج “بوساق”، حيث نمسك بساقنا اليسرى ونجري خلف بعضنا لنقبض على أحدنا”. بينما تعالت صيحات وأهازيج الصغيرات خلال ممارستهن ألعابهن الشعبية بإشراف المدربات والمشرفات في مركز أبوظبي النسائي، تقول المشاركة شمسه: “أحب لعبة “الحلقة” فهي جميلة وسهلة إذ نتحلق في دائرة ممسكات بأيادي بعضنا وتردد إحداهن أهزوجة أو أغنية بمفردها، والفتيات يرددن معها أغان وطنية وشعبية قديمة”. بينما زميلتها المشاركة مهرة فتقول: “كلنا نحب ممارسة لعبة “الشبير”، فهي من الألعاب التي تحبها الفتيات، حيث تجلس لاعبتان متقابلتان على الأرض وتمدان أصابع اليد اليمنى على هيئة “شبر” لتشكلا حاجز تقفز فوقه الفتيات، ومن تتعثر أو تسقط تخرج من المنافسة”. أما المشاركة مهرة، فقد اتجهت إلي تدعوني شخصياً للمشاركة معها وزميلاتها في لعبة شعبية قديمة، تقول في ذلك: “تعتبر لعبة “الطابور” أو كما تسمى أيضاً “القطار” إحدى أجمل ألعابنا فهي ممتعة ومسلية ونغني خلالها بعض الأهازيج التراثية مثل “ياجرادة طيري طيري والحقي العصفور”. فيما يلاحظ الزائر للسمالية مثلي كيف تعزز الألعاب الشعبية روح الجماعة لدى الفتيان والفتيات وتشجعهم على المنافسة النبيلة التي تعلمهم الارتقاء نحو الفوز في اللعب، بل وكذلك الدراسة والحياة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©