الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخرس».. أفضل وسيلة لتبريد الماء وتخزين المالح والتمر

«الخرس».. أفضل وسيلة لتبريد الماء وتخزين المالح والتمر
11 يوليو 2010 20:06
أدرك إنسان الإمارات منذ زمن بعيد أهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها وترشيد استهلاكها، وكان في سعي دائم وراء أماكن تواجدها، بسبب شحها وخاصة في سنوات الجفاف، لا سيما و أن المصدر الأساسي للمياه في الإمارات هو الأمطار التي تهطل أحيانا على شكل سيول عنيفة تشق طريقها بقوة، جارفة أمامها كل ما يعترضها. فهذه المياه كانت تتسرب إلى باطن الأرض فتغدي المياه الجوفية، مما يسهل فيما بعد أمر إخراجها من جوف الأرض عبر العيون والآبار التي يحفرها الإنسان. وكان البعض يحاول إدخار مياه الأمطار من خلال مجار مخصصة في أسقف البيوت تنتهي عند مزاريب خاصة يضعون أسفلها أواني فخارية تتجمع فيها المياه. لذلك لم يكن في السابق من وسائل للتبريد أو أي شيء من شأنه حفظ الماء، فكان من الطبيعي أن يسعى الإنسان إلى صنع مواد وأدوات تؤدي الغرض حتى يتمكن من حفظ الماء ليساعده على الشرب طوال اليوم، لذلك لجأ الكثير من الأجداد إلى القيام بصنع أداة لتخزين وتبريد الماء وهو “الخرس” الذي يوجد في كل بيت، والذي يُصنع من الفخار أو الطين المحروق، كما كانت بعض أنواعه تستخدم في تخزين التمر، فقد كان يتسع لما وزنه (60-90 ) منًا، والمقصود بالمن هو أربعة كيلو جرامات. والخرس هو خزان شبه مستدير له فتحة واسعة تغلق بغطاء خشبي، وكانت تعد إحدى المكونات الرئيسية للمنزل الإماراتي وكان يوضع في المزرعة أو تحت شجرة بالبيت. لكن استخداماته تعددت فقد كان بعض الأهالي يستخدمه لغرض ثان وهو “تخزين المالح والتمر”، وكانت المراكب “الأبوام” القديمة تستخدمه بشكل رئيسي في تخزين المياه والتمور وغيرها في أسفارها الطويلة، ويتميز الخرس بخاصية الحفاظ على نقاء الماء، خصوصاً عند هبوب رياح الكوس أو السهام. يذكر أن الخرس يمتاز بأنواع مختلفة فهناك الصغير والكبير، ولكل منها استخدامه الخاص حيث أن الصغير وهو الأكثر استخداماً، كان يستخدم لحفظ الماء، والكبير كان يستخدمه الأهالي في تخزين المالح، حيث يحافظ عليه بشكل جيد. أما طريقة صناعته فهو يصنع من الفخار ومادة مشابهة للجص، ومن ثم يتم تعريضها لدرجة حرارة عالية لمدة طويلة نسبياً، لتجف تماماً وتصبح قوية، وبعد الانتهاء من صناعتها، يتم تنظيفها بشكل جيد حتى تصبح صالحة للاستخدام. ويبقي الماء مهماً في حياتنا اليومية ويعد أهم أسباب استمرار الحياة على سطح الأرض، وقد أكثر القرآن الكريم من ذكره، فتحدث عن أهميته وطرق تكونه وتوزيعه على مناطق الأرض ووسائل تخزينه ودوره في الحفاظ والإبقاء على الكائنات الحية. والدور المهم الذي يلعبه الماء في الحياة ندركه عندما نقارن حال الأرض قبل وبعد نزول الماء عليها، فهي جرداء قاحلة في غياب الماء، وخضراء يانعة بعد نزوله عليها. لكن ماهو أكيد إن الماء هو الحياة فكان وجوده كافياً لتقدم الإنسان واستقراره، ومع رقي الإنسان وانتقاله من مرحلة الصيد والرعي إلى الزراعة إزدادت حاجته إليه. فارتبطت حياة الناس وطقوسهم ومعتقداتهم بعالم المياه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©