السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخططات قطر تستهدف إضعاف التضامن العربي

4 يونيو 2018 23:53
شادي صلاح الدين (لندن) أكد عدد من المحللين والإعلاميين في بريطانيا أن قرار المقاطعة العربية لدويلة قطر كشف دورها التخريبي في المنطقة، وأفشل مخططات إقليمية وأجنبية لإضعاف التضامن العربي، مشددين على أن المقاطعة شلت حركة النظام القطري وأضعفت من أنشطته المسيئة. وقال المحلل السياسي الدكتور حازم الرفاعي إن المقاطعة أعادت تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة، وكشفت عن الوجه الحقيقي القبيح للنظام القطري، وأفشلت المخطط الإيراني بالتوغل في المنطقة باستخدام حليف قديم متوار عن الأنظار وهو النظام القطري. وأوضح أن الدوحة لعبت دوراً في منظومة ومصفوفات الفوضى الخلاقة حول العالم بدعمها للجماعات المتطرفة، وجماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى أنها قامت خلال السنوات الماضية بدور على كافه المحاور رغم تناقض تلك المحاور ( الليبرالية -الإسلامية -السياسية- الدبلوماسية - المالية - وفي خلق وإدارة منظومة المرتزقة المتأسلمين)، مشدداً على أن المقاطعة العربية تسببت في إفشال هذا الدور، بإلقاء الضوء على تحركاتها ومراقبة التمويلات المتجهة إلى هذه الجماعات. وأكد الدكتور حازم الرفاعي أن ما يساعد النظام القطري على الاستمرار في الوقت الحالي رغم الأثر القوي للمقاطعة انعدام الرأي العام في قطر، وبالتالي فإن تركيز النظام كله على المعركة الخارجية في مواجهة دول المقاطعة، وأعضاء المجتمع الدولي الرافضين لسلوكيات الدوحة. وأكد أن استمرار السياسات الحالية لقطر يعني سقوطها، وخاصة بعد دخولها في «الحلف الإيراني»، وتبنيها نهج «اتقاء العداء مع طهران»، مشددا على أهمية إقامة مؤتمر دولي للحديث عن دور الدوحة في خلق فيلق المرتزقة وتحويل ذلك إلى جريمة دولية لن تستطيع أي دولة الحديث ضدها علنا. ومن جانبه قال الكاتب الصحفي والإعلامي عبد الله حمودة إنه بعد مرور عام على المقاطعة العربية، فإن آثار القرار العربي الخليجي ضد قطر اتضحت معالمه بشكل كبير، مشيرا إلى أن عواقب القرار سياسيا بالنسبة لقطر كانت بارزة بشكل واضح أكثر من الجوانب الاقتصادية، رغم التأثر الكبير الذي عانته الإمارة الصغيرة على الصعيد الاقتصادي وتراجع تصنيفها الائتماني رغم امتلاكها لاحتياطات نقدية كبيرة. وأوضح أن قطر تعاني من عزلة سياسية كبيرة فرضتها على نفسها، مع قيام معظم الدول سواء في المنطقة أو في العالم في التعامل مع النظام القطري بحساسية بالغة، نظرا للاتهامات التي وجهت لها من قبل مجموعة من الدول لها وزنها الإقليمي والدولي، إضافة إلى التغريدة الشهيرة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافا سريعا منه بالدور التخريبي والمشبوه للنظام القطري في المنطقة قبل أن يتراجع بعد ذلك بضغط من وزير خارجيته السابق. وقال إن النظام القطري لا يرغب في حل الأزمة الحالية رغم المعاناة السياسية الكبيرة التي يشعر بها، وخاصة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أن «قطر لا تفكر بعقلها بل بعقول الآخرين، لأن هناك أطرافا في مصلحتها استمرار الوضع الحالي وخاصة من يعملون في قناة الجزيرة، إضافة إلى تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يحاول إشعال الموقف واستغلال ذلك لمصلحته، مؤكدا أن ذلك الأمر ينطبق أيضا على بعض الدول في الغرب التي تقوم بعملية «ابتزاز سياسي» واستغلال الموقف لتعظيم مواردها. وأشار حمودة إلى أن حلحلة الأزمة في المستقبل القريب تبدو صعبة، حيث إن أحد المطالب الرئيسية لدول المقاطعة هي إغلاق قناة الجزيرة ووقف برامجها المحرضة، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الأزمة مع النظام القطري بدأت مع تأسيس قناة الجزيرة، موضحاً أن الموقف زاد تعقيدا الآن لأن مطالب دول المقاطعة من قطر لن تتوقف على المطالب السابقة بل ستزيد إلى قطع العلاقات مع النظام في طهران، وهي أمور لا تبدو ممكنة بالنسبة للدوحة التي تستعين بطهران في تأمينها عسكريا، معربا عن توقعاته باستمرار الأزمة لفترة أطول في ظل استمرار قطر في سياساتها العدائية واستخدام إيران لها «كسلاح» في ظهر أشقائها العرب، وسيطرة وتوجيه النظام الإيراني للسياسات الخارجية لطهران. ومن جانبه، يرى الدكتور أسامة مهدي الصحفي والكاتب السياسي أن قطر باشرت منذ سنوات دورا تخريبيا ضد التضامن العربي وقوة وفعالية مجلس التعاون الخليجي من خلال حملة إعلامية ضخمة وممولة من أموال الشعب القطري عبر قناة الجزيرة وقنواتها ومواقعها الأخرى.. لكنها وبعد ان افتضح أمرها وتم فرض الحصار العربي عليها فأإها لجأت إلى القوى المناهضة للعرب وفي مقدمتها إيران علها تخرجها من ورطتها وحيث تناغم نهج الدولتين المعادي للدول العربية وشعوبها. وأوضح أن قرار المقاطعة أصاب النظام القطري بالشلل منذ أن فرض عليها حيث إن الدوحة طالما كانت تعتقد واهمة أن دول الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، ستغض الطرف عن التجاوزات الكبيرة التي مارستها ضدهما وأنه مهما قام به النظام القطري ضد زعزعة استقرار جيرانه، وتمويله لجمعيات ومراكز بحثية شاذة سياسيا في أوروبا، فان هذا الأمر لن يتجاوز جلسات عتاب أو مجرد التهديد بقطع العلاقات دون تنفيذ ذلك فعلا.. مشيرا إلى أن مثل هذا النمط من العلاقة التي كان النظام القطري يتصورها ويأملها كان مريحا جدا له في السابق، وأتاح لقياداته الاستمرار في التجاوزات ضد جيرانه برغم إدراكه أن الألم الذي تسبب فيه كان أكبر من أن يحتمل. وفيما يتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية، قال الصحفي والإعلامي المقيم في لندن، إنه من المتوقع أن يواصل النظام القطري دعمه واحتضانه للعناصر الإخوانية الإرهابية، باعتبار أن هدف التنظيم يتلاقى أيضا مع هدف الدوحة في إسقاط الأنظمة العربية ونشر الفوضى داخلها. وأضاف أن تنظيم الإخوان استفاد كثيرا من الأزمة الخليجية، حيث استطاعت أذرعه المنتشرة في جميع وسائل الإعلام الممولة قطريا تأجيج الأزمة من خلال تقارير كاذبة ينشروها عن دول المقاطعة، ضاربا المثل بقناة العربي القطرية التمويل التي تتخذ من لندن مقرا لها، إضافة إلى بعض مراكز الأبحاث التي تحصل على أموال من الدوحة وتدعي حيادها لكن حقيقة نشاطاتها تكشف عن تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية بشكل سافر واستفزازي وفي المقابل فإنها لا تشير ولو تلميحا أبدا لأي قضية يمكن أن تثار عن قطر وتبديد حكامها لثروات الشعب على منظمات تضم مرتزقة. وأكد مهدي أن المعركة الحقيقة هي مع إيران، مشدداً على أن طهران تتقرب من كل الدول التي تتوتر علاقاتها مع المملكة العربية السعودية لأهداف يعلمها الجميع، مشيرا إلى أن هذا النهج فشل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومع مصر، والبحرين، إلا أنه نجح مع دول أخرى، ومن بينها النظام القطري الذي تربطه علاقات «قديمة» بنظام الملالي. واختتم مهدي تصريحاته بالتأكيد على أن قرار المقاطعة كان إجراء صائبا لأن تأجيله كان سيسبب مشاكل أكبر، حيث إن الأنظار أصبحت جميعها على الدوحة ومراقبة تمويلها للجماعات الإرهابية وهو ما وضع حداً كبيراً لنشاطاتها الإجرامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©