مخرج محصورون يجول بكاميرته في نفسيات ناجين من الموت

استطاع المخرج جونزالو أريخون أن يقنع 16 من ناجي حادث اصطدام وتحطم طائرة في الباراجواي بالحديث معه بعد ثلاثين عاماً من الواقعة، مانحاً كلاً مهنم 24 ساعة من وقته للحديث عن معاناتهم، والتأمل في المعنى الأعمق لما حدث لهم، وصولا إلى تصوير فيلمه ''محصورون'' ليعكس واقع الحال آنذاك· وحاول أريخون من خلال فيلمه ''محصورون'' الذي عرض خامس أيام مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، والذي رفض أن يعتبره وثائقياً سبر أعماق الحقيقة، وإظهار الحالة النفسية التي مر بها الناجون وكيفية تعامل الضحايا مع الحادثة بعد مرور ثلاثين عاماً· واتخذ أريخون من الحقائق والعلاقات الانسانية أساساً لإخراج فيلمه·وقال في مؤتمر صحفي عقب عرض الفيلم ''لقد أدركت خلال تصويري للفيلم أن الجمهور العام لا يعرف التفاصيل الدقيقة للحادثة، كما أدركت أهمية التفاصيل التي مر بها ضحايا الحادث، واعتمدت عليها لربطها مع واقع الحال الذي يعيشونه''·واعتبر مشاهدو الفيلم أنه حمل الطابع الوثائقي بحلة ركزت على العلاقات الانسانية كأساس للموضوع· ولفت أريخون إلى أهمية مهرجان الشرق الاوسط السينمائي في التعرف على مخرجين عرب ومن المنطقة وتبادل الخبرات والخروج بأعمال مشتركة· وأشار مخرج ''محصورون'' إلى أنه انتظر أن يمر الزمن تاركاً مدة ثلاثين عاماً تفصله عن تاريخ وقوع الحدث الأصلي، وهو محور فيلمه، ليتمكن من الغوص أعمق في غموض ما حدث في حادث اصطدام وتحطم الطائرة· كما استمع إلى شهادات بعض الناجين وكأنهم من خلالها يقدمون المساعدة في استخلاص معنى ما من تلك الأيام الاثنين والسبعين التي أمضاها آباؤهم في انتظار الإنقاذ· ومع وجود معظم الناجين في أوقات مختلفة أثناء التصوير شعر الجميع وكأن ما يحدث هو حقيقي وليس فيلماً، بحسب أريخون· وما يزيد عناصر التشويق في الفيلم جمعه لعناصر هامة من عناصر المشاهد التمثيلية التي صورها مدير التصوير سيزار شارلون· وجونزالو أريخون من مواليد عام 1962 في البارجواي، وله العديد من الأفلام الوثائقية مثل: من أجل هذه العيون، استر وماريانا، من خط حدود إلى آخر ،1998 ريودي جانيرو، حرب رأسية ،1999 وداعا كوكليكوتس ،2001 الجانب المظلم لميلوسوفيتش في العام ،2002 بعيداً بعيداً جداً عن روما في العام ،2004 وعدة أفلام لسلسلة المبارزات الكبرى في الرياضة منذ عام 2003 - 2005 وبرازيل لولا، وإدارة الأمل في العام 2005.