الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأمن الغذائي والسياحة يسيطران على أعمال اللجنة الإماراتية الأذربيجانية

الأمن الغذائي والسياحة يسيطران على أعمال اللجنة الإماراتية الأذربيجانية
4 مايو 2011 22:02
سيطر ملفا الأمن الغذائي وتنشيط الحركة السياحية على نقاشات اجتماعات اللجنة الاقتصادية الإماراتية الأذربيجانية المشتركة التي بدأت أمس في العاصمة باكو. كما ركز معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، الذي ترأس وفد الدولة المشارك في الاجتماعات، على التطورات التي شهدها قطاع النقل الجوي في الإمارات. وقال المنصوري إن دولة الإمارات تعتزم استثمار نصف تريليون درهم خلال العقد المقبل، لتطوير البنية التحتية لقطاع الطيران، بهدف تعزيز مكانة الدولة كمحرك رئيسي تقود عملية النمو في مجال الطيران المدني على المستويين المحلي والدولي. وأوضح أن دولة الإمارات تمتلك بنية تحتية نموذجية لقطاع الطيران المدني، إذ تمتلك أسرع المطارات وشركات الطيران نمواً في العالم. كما أن هذا التطور الحاصل في قطاع الطيران يدعم بشكل رئيسي قطاع السياحة والضيافة في الإمارات الذي يشهد حركة غير مسبوقة، بحسب الوزير المنصوري. وكانت دولة الإمارات استقبلت العام الماضي حوالي 9 ملايين سائح. ولفت معاليه إلى أن هذا النمو هو نتيجة سياسة الأجواء المفتوحة التي تعتمدها الإمارات، في الوقت الذي تتوسع فيه شركات الطيران الوطنية بسرعة عالية. وأكد المنصوري حرص الإمارات على تبادل الخبرات والمعرفة في قطاعات السياحة والطيران والتجارة مع أذربيجان، والتي تعتبرها واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية في العالم لرجال الأعمال فضلا عن ما توفره من مقومات جاذبة للسياح. وترأس الاجتماعات عن الجانب الأذري معالي شاهين مصتفاييف، وزير التنمية الاقتصادية. حضر أعمال اللجنة المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي، مدير عام وزارة الاقتصاد، وعدد من مسؤولي الوزارة ومسؤولي الجهات المعنية في الدولة من أعضاء الوفد المرافق لوزير الاقتصاد إلى جانب كبار المسؤولين الأذريين. إلى ذلك، قال المنصوري إن أذربيجان تبذل جهوداً حثيثة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أنها تعد نموذجاً متقدماً جداً في التنوع الاقتصادي في العالم نتيجة للسياسات الاقتصادية المنفتحة للقيادة التي تحرص على ترسيخها وتطويرها باستمرار. وأشاد بالمستوى المتقدم الذي وصلت له العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله لما لجمهورية أذربيجان من دور وموقع بين قائمة الدولة المستقلة. وقال المنصوري إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تقدماً ملحوظاً من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين وافتتاح خط الطيران بين الإمارات وأذربيجان من خلال طيران فلاي دبي. وأضاف “لقد طرأت تطورات على الاقتصاد العالمي منذ انعقاد الاجتماع الأول للجنة في باكو تحتم علينا توحيد الجهود المشتركة واستكشاف سبل التعاون المتاحة لتطوير العمل المشترك بين بلدينا، وأن نحرص أكثر من ذي قبل على ترجمة هذه التوجهات إلى واقع ملموس على جميع المستويات والقطاعات لمواجهة التحديات والمتغيرات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية”. ودعا معاليه أعضاء الفريقين الامارتي والأذربيجاني إلى بلورة تطلعات حكومتي البلدين الجادة لتعاون حقيقي ومثمر إلى إجراءات عملية ستشكل الأطر المستقبلية للتعاون بين الجانبين سواء من حيث إقامة المشاريع المشتركة أو توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون في مجالات التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات في القطاعات الزراعية والصناعية والمعلومات والاتصالات، والاطلاع على التجارب الناجحة في كلا البلدين. وشدد على أن اجتماعات هذه اللجنة تعد فرصة لوضع آليات عملية لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي ورفع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين بصورة تلبي طموحات قيادة البلدين، وتذليل الصعاب والمعوقات التي تواجه تطوير العلاقات بين البلدين وبما ينسجم مع الرغبة المشتركة في التعاون مستفيدين من الآفاق الكبيرة المفتوحة للعمل والإنجاز. وازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الخمس الماضية من حوالي 200 مليون دولار عام 2004 إلى حوالي 307 ملايين دولار عام 2010. وقال المنصوري “نأمل زيادة وتيرة التعاون، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار المباشر وزيادة حجم التبادل التجاري بين بلدينا وبما يعكس حجم الطموحات المشتركة في تعزيز هذا التعاون وتنميته، نلاحظ أن حجم التبادل التجاري ما يزال يتركز في معظمه بإعادة التصدير في حين ما يزال تبادل المنتجات الوطنية لكلا البلدين متواضعا ودون الطموحات”. وقال إن مسألة الأمن الغذائي وكيفية تنشيط القطاع السياحي في كلا البلدين هي من أولويات استراتيجية الحكومة والتوجهات الاقتصادية العامة للدولة. وأشار وزير الاقتصاد إلى أن أذربيجان تتمتع بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي تعتبر موضع اهتمام لدولة الامارات للاستثمار الزراعي في هذه الاراضي وتوفير مصدر استراتيجي من المواد الغذائية. وأكد أن الفرصة سانحة للمستثمرين في دولة الإمارات العربية لاستقطابهم إلى اذربيجان والاستثمار في هذا القطاع الحيوي وإدخال التكنولوجيا المتقدمة وخلق المزيد من فرص العمل وتحسين الإنتاجية في أذربيجان ودعم العملية التشغيلية للقطاع الزراعي. وفي مجال تنشيط السياحة بين البلدين، اعتبر المنصوري أن الخطوة الاولى كانت من خلال اطلاق اربع رحلات أسبوعيا لـ “فلاي دبي”، إحدى شركات الطيران الوطنية التي تشهد نموا سريعا والتي تعزز التواصل والترابط الاقتصادي والاجتماعي بين باكو والامارات. وألقى المنصوري الضوء على التطورات الحاصلة في دولة الإمارات التي تشهد مرحلة جديدة من النمو وتعتبر من أوائل الدول التي استطاعت الخروج من الأزمة بجدارة وبأقل خسارة ممكنة. كما أن الأساسيات لدى الإمارات ما تزال قوية كما كانت دائما والنمو في دولة الإمارات يقوده القطاعات التقليدية مثل السياحة والتجارة والنقل والخدمات اللوجيستية. ورغم تحديات الأزمة المالية العالمية، إلا أن دولة الإمارات لم تشهد إفلاس أي مصرف، بحسب المنصوري. ولفت وزير الاقتصاد إلى أن الإمارات هي واحدة من أسرع المراكز المالية نمواً اليوم في العالم، وتمتلك أكبر الموجودات المصرفية على مستوى دول منطقة الخليج، والقطاع المالي في الدولة يمتلك قدرة كبيرة للتنافس والوصول إلى الأسواق العالمية، وهناك عدد متزايد من الشركات التي تقوم بإدارة عملياتها العالمية من دولة الإمارات بوصفها البلد النموذجي الذي يوفر وصولاً أسرع وأسهل لأكثر من ملياري نسمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وأضاف “نمتلك اقتصاد التريليون درهم والناتج المحلي الإجمالي يتوقع أن ينمو أكثر من ثلاثة العام الحالي ونعتمد سياسات اقتصادية ذكية ترتكز على التنويع والانفتاح وتبني مفاهيم اقتصاد المعرفة”. وقال “رغم أننا أكبر رابع دولة مصدرة للنفط في العالم فالقطاعات غير النفطية ساهمت بنسبة 71% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2009. وإضافة الى ذلك لدينا المناطق الحرة في الدولة التي توفر ملكية 100% للشركات إضافة إلى سياسات اقتصادية منفتحة تعتمد على المرونة والانفتاح التي تمكن نمو الأعمال التجارية”. وفي مجال الطاقة البديلة وقطاع الطاقة النووية، تعمل الإمارات على استثمار 20 مليار دولار لتوليد ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الطاقة النووية المدنية. ودعا المنصوري رجال الأعمال والمستثمرين الاذريين ليكونوا جزءا من محركات النمو الاقتصادي في دولة الإمارات والاستفادة من مختلف الفرص الاستثمارية، خاصة في ظل ما تشهد الإمارات من تطورات جديدة في البنية التشريعية من اجل تعزيز بيئة الأعمال في الدولة ومواكبة التطورات الاقتصادية الراهنة. وبين أن الحكومة تعمل من خلال وزارة الاقتصاد على تطوير القوانين التشريعات وهي في المراحل النهائية من صياغة قوانين جديدة وتعديل القائم منها مثل قانون المنافسة والاستثمار الأجنبي والتحكيم والملكية الفكرية والشركات والصناعة والشركات الصغيرة والمتوسطة. بدوره، ألقى شاهين مصتفاييف كلمة أعرب فيها عن تطلع بلاده الى تطوير علاقات التعاون مع دولة الإمارات في جميع القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية فضلاً عن وجود رغبة للاستفادة من الخبرات الموجودة لدى دولة الامارت في مجالات الصناعات غير النفطية والسياحة والمناطق الحرة والطاقة البديلة وإعادة التصدير. وأشاد بما يشهده اقتصاد الإمارات من تطور مطرد يعكس حرص قيادة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على تسخير جميع الإمكانات للنهوض بالاقتصاد الإماراتي. وأكد أن الإمارات تحظى بسمعة دولة تجعل جميع دول العالم تتطلع الى بناء شراكات حقيقية معها في مختلف المجالات . واستعرض ما شهده الاقتصاد الأذربيجاني من قفزة حقيقية خلال الـ17 عاماً الماضية بفضل السياسات الاقتصادية المنفتحة والتي أدت الى تخصيص الاقتصاد الاذري وجعله من الاقتصاديات التي تحظى باهتمام عالمي بين الدول المستقلة. وأكد أن بلاده تسعى خلال الفترة المقبلة الى التركيز على التنوع الاقتصادي والاستفادة من التجارب الدولية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد في الطليعة في هذا الشأن. وقال إن علاقات التعاون بين البلدين شهدت قفزة نوعية بعد تدشين خط فلاي دبي لزيادة عملية النقل بين البلدين، مؤكدا تطابق وجهات النظر بينهما في العديد من القضايا.
المصدر: باكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©