أنجزت سوق دبي المالي وبورصة ناسداك دبي أولى مراحل الاندماج وتكامل النظم بين السوقين بعد أن تمكنا أمس من ربط عمليات التداولات على الأسهم عبر منصة واحدة وإتاحة الأوراق المالية المدرجة أمام أكثر من 567 ألف مستثمر، بالإضافة إلى تعهيد خدمات التقاص والتسوية.
وأفادت مصادر السوقين بأن عملية تحويل تداول الأوراق المالية المدرجة في ناسداك دبي إلى سوق دبي المالي التي تعد الخطوة الأولى نحو تكامل السوقين، تمت بنجاح ومن دون أي عقبات فنية، بالإضافة إلى ما يرتبط بها من تعهيد عمليات التقاص والتسوية والوصاية، وذلك بعيداً عن تأثير هذه الخطوة على أداء الأسهم التي لم تشهد صعوداً لافتاً، خاصة على الأسهم النشطة في ناسداك دبي مثل سهم موانئ دبي العالمية الذي صعد بنسبة 2,09%، مع ثبات سهم ديبا دون تغيير.
وفيما قلل خبراء من عدم انعكاس عملية الربط بين السوقين وإتاحة الفرصة لأول مرة لأكثر من نصف مليون مستثمر في سوق دبي المالي من التداول مباشرة على الأسهم المدرجة في ناسداك دبي، إلا أنهم توقعوا أن تشهد الأسواق تحسناً تدريجياً مع اعتياد المتعاملين على التداول في أسهم ناسداك دبي وخاصة من المستثمرين الأفراد. وقالت مصادر في بورصة ناسداك دبي لـ “الاتحاد”إنه لم يكن متوقعاً أن تشهد الأسهم المدرجة في البورصة صعوداً قوياً مع أول يوم للتداول المشترك مع سوق دبي المالي عبر منصة اكستريم، مشيرة إلى أن العملية ستستغرق وقتاً لحين يعتاد المستثمرون على الأسهم والتعامل على الأسهم الدولارية.
وأنجزت شركة سوق دبي المالي في مايو الماضي عملية شراء ثلثي أسهم بورصة ناسداك دبي من كل من بورصة دبي المحدودة ومجموعة ناسداك أو ام اكس العالمية. وكانت الشركة قد أعلنت في ديسمبر 2009 اعتزامها تملك كامل أسهم بورصة ناسداك دبي. وينتظر الانتهاء من شراء الثلث المتبقي من تلك الأسهم تزامناً مع إنجاز تكامل النظم مع بورصة ناسداك دبي. وقد قطعت تلك العملية شوطاً كبيراً، ويعد تعهيد تداول الأوراق المالية المدرجة في بورصة ناسداك دبي إلى منصة سوق دبي المالي إحدى المحطات الرئيسية على طريق إنجازها.
وقال عيسى كاظم، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة سوق دبي المالي في بيان صحفي أمس إن تحويل تداول الأوراق المالية المدرجة في ناسداك دبي إلى سوق دبي المالي، وما يرتبط به من تعهيد عمليات التقاص والتسوية والوصاية، يمثل التطور الأبرز على صعيد تكامل النظم بين السوقين بما سيعود بفوائد جمة على مختلف المشاركين. وأكد كاظم: “إن إنجاز هذه الخطوة يقربنا إلى حد بعيد من الانتهاء من مختلف مراحل تكامل النظم الأمر الذي يصب في النهاية في صالح تعزيز وترسيخ مكانة دبي كمركز فاعل لأسواق المال في العالم”.
وأوضح : “إن عملية التعهيد التي قامت بها ناسداك دبي تعد تطوراً مهماً بالنسبة للأسواق المالية في الإمارات والمنطقة، حيث تنطوي على العديد من المزايا لمختلف المشاركين في سوق دبي المالي وبورصة ناسداك دبي من مصدرين ومستثمرين ووسطاء”.
ولفت إلى أن تداول الأوراق المالية المدرجة في ناسداك دبي عبر منصة سوق دبي المالي من شأنه أن يتيح أدوات وخيارات استثمارية متنوعة للمستثمرين، كما يفتح الباب أمام قاعدة المستثمرين الضخمة في سوق دبي التي تزيد على 567 ألف مستثمر للتداول في الأوراق المدرجة ببورصة ناسداك دبي الأمر الذي سيعزز من مستويات النشاط والسيولة في تلك البورصة.
وبدأت بورصة ناسداك دبي، عمليات تداول أسهمها المدرجة عبر منصة التداول في سوق دبي المالي، وذلك مع افتتاح السوق في الساعة العاشرة صباحاً، وهي الخطوة التي تم التحضير لها منذ ديسمبر من العام الماضي، حيث تأتي في إطار خطة الاندماج بين البورصتين والتي تعد خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة الخليجية.
وتم أمس تحويل عمليات التداول والمقاصة والتسوية والكفالة فيما يتعلق بالأسهم المدرجة في بورصة ناسداك دبي إلى نظم سوق دبي المالي، وذلك وفق هيكلية التعهيد التي تم تصميمها بغرض تعزيز السيولة بمستويات أكبر في بورصة ناسداك دبي في التوقيت المناسب.
وقال جيف سينجر، الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك دبي: “ستجمع الهيكلية الجديدة ما يزيد على نصف مليون من المستثمرين الأفراد في سوق دبي المالي مع المؤسسات الاستثمارية العالمية في بورصة ناسداك دبي. ومن شأن خطة التعهيد هذه تعزيز مكانة دبي كمركز فاعل لأنشطة رأس المال العالمي، كما ستقدم للمستثمرين مستويات ممتازة للسيولة وتتيح للمصدرين اختيار الأطر التنظيمية”.
وأوضح أن عملية الربط والتعهيد التي تمت بين السوقين لن تقود إلى تخلي أي من السوقين عن هويتيهما، بل ستحافظ بورصة ناسداك دبي على هويتها باعتبارها بورصة مستقلة خاضعة للمعايير التنظيمية العالمية لسلطة دبي للخدمات المالية، والتي صادقت على عملية التعهيد في الأسبوع المنصرم، فيما سيظل سوق دبي المالي خاضعاً للمعايير التنظيمية لهيئة الأوراق المالية والسلع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ورحبت سوق دبي المالي ببدء تداول الأوراق المالية المدرجة في بورصة ناسداك دبي عبر منصة التداول “اكستريم” الخاصة بسوق دبي المالي، وذلك في إطار اتفاق قامت ناسداك دبي بموجبه بتعهيد خدمات التداول والتقاص والتسوية والوصاية إلى سوق دبي المالي، مالك غالبية أسهم بورصة ناسداك دبي.
ووفقاً لعملية تعهيد الخدمات بات بمقدور المستثمرين تداول الأوراق المالية المدرجة في بورصة ناسداك دبي عبر منصة تداول سوق دبي المالي، وباستخدام رقم المستثمر الصادر نفسه من سوق دبي المالي.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأوراق المالية ستتداول عبر منصة سوق دبي المالي بالدولار الأميركي وليس بالدرهم، وذلك من خلال 11 شركة وساطة مشتركة بين السوقين، أي مرخصة من قبل الهيئات التشريعية لكل سوق. كما تعتمد البورصتان على 4 بنوك تسوية مرخصة، اثنان منهما مشتركة بين السوقين.
وتمت عملية تسوية الصفقات المنجزة على أسهم ناسداك دبي وفق النظام المعتمد في سوق دبي المالي وهو T Pl s2 عوضاً عن النظام المطبق في ناسداك دبي وهو T Pl s3.
إلى ذلك رحبت الشركات المدرجة في بورصة ناسداك دبي بتداول أسههما عبر منصة سوق دبي المالي متوقعة أن تعزز هذه الخطوة من السيولة المتاحة للتداول في أسهمها أمام قاعدة واسعة من المستثمرين الأفراد والمؤسساتيين.
وقال متحدث باسم موانئ دبي العالمية، الشركة الأنشط من حيث حجم التداول على الأسهم المدرجة في بورصة ناسداك دبي: “يسرنا قيام كل من بورصة ناسداك دبي وسوق دبي المالي باتخاذ إجراءات فعالة لتسهيل تداول المستثمرين الإقليميين في الأسهم المدرجة في بورصة ناسداك دبي، بالإضافة إلى زيادة السيولة. ونحن نتطلع للعمل مع بورصة ناسداك دبي لاجتذاب سيولة أكبر من الأسواق الإقليمية، وضمان تطبيق تدابير التبادل فيما يتعلق بالإدراج المزدوج المقترح”.
كما أعلنت شركة ديبا المختصة بمقاولات أعمال الديكور في العالم، أهمية هذه الخطوة التي من شأنها أن تسهم في جذب المزيد من السيولة لأسهم الشركة من قبل المستثمرين الأفراد الذين يتداولون بصورة رئيسية في سوق دبي المالي.
وقالت الشركة إنها قامت ببعض التغييرات تتضمن توفير أسهم ديبا لجميع الوسطاء المسجلين في سوق دبي المالي، فيما يؤمل أن تشجعهم هذه الخطوة على تقدم هؤلاء الوسطاء للحصول على عضوية ناسداك دبي.
واعتبر مهند سويد، الرئيس التنفيذي لشركة ديبا المحدودة إن:” هذا الإنجاز يمثل تغييراً محورياً بالنسبة لشركتنا ومساهمينا، ونتوقع أن يسهم ذلك في تحسين مستوى السيولة المتاحة لأسهمنا، فضلاً عن تشجيع المستثمرين الأفراد على دفع وسطائهم المعتمدين في سوق دبي المالي إلى التسجيل في ناسداك دبي لتمكينهم من تداول أسهم ديبا وغيرها من الأسهم المدرجة في سوق ناسداك دبي. وفي الحقيقة، فقد تشجعنا على إجراء هذه التغييرات مدفوعين بالخطوات الإيجابية التي يتخذها كل من سوق دبي المالي وناسداك دبي لزيادة السيولة وفتح السوق أمام مجموعة أوسع من المستثمرين”.
وأما على الصعيد التنظيمي لإدراج أسهم ديبا، فلن يكون هناك أي تغيير، بل ستبقى الشركة خاضعة لأنظمة وقوانين “سلطة دبي للخدمات المالية”. وستتم الاستعانة بسوق دبي المالي لتقديم خدمات المقاصة والتسوية والحفظ الأمين لسهم ديبا، مما سيقلص مدة التسوية من 3 أيام إلى يومين.
وقال إنه بهدف تيسير عملية تداول الأسهم، تسعى الشركة إلى الحصول على الموافقة لإعادة تسعير الأسهم العادية للشركات المدرجة في ناسداك دبي من الدولار الأميركي إلى الدرهم الإماراتي. وفي حال الحصول على الموافقة، ستعمد ديبا إلى تقسيم السهم الواحد إلى سهمين، لتمنح المستثمرين بذلك سهماً إضافياً عن كل سهم عادي متداول مستحق، ووافق مساهمو ديبا على المقترح الذي أعدته الشركة في 15 مارس الماضي، ومن ثم تم تأجيله ريثما تصدق عملية دمج منصة التداول في سوق دبي المالي.
كلام صور: أسهم ناسداك دبي على منصة تداول سوق دبي المالي
عدد اليوم
