الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البورصة المصرية تسعى إلى إنهاء ثلاثة أسابيع من الخسائر

البورصة المصرية تسعى إلى إنهاء ثلاثة أسابيع من الخسائر
11 يوليو 2010 21:13
شهدت البورصة المصرية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تدهوراً شديداً لكافة مؤشراتها السعرية مع اضطراب لحركة التداول بسبب الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار نتيجة أزمة “منطقة اليورو” مما ترتب عليه خسائر ضخمة للمستثمرين الأجانب في البورصة المصرية، ناجمة عن فارق أسعار تحويل العملة حيث كان سعر الدولار منخفضاً عند دخولهم للسوق وبعد شرائهم أوراقاً مالية ثم اعادة بيعها وتحويل قيمتها للدولار لم يتمكن كثيرون من استعادة نفس القيمة الدولارية التي دخلوا بها السوق. وآثر عدد من المستثمرين الأجانب خصوصاً الأفراد الانسحاب من البورصة المصرية تخوفاً من تكبد المزيد من الخسائر في ظل ارتفاع الدولار الذي سجل في الايام الماضية 568 قرشا ومرشح للمزيد من الصعود ليصل الى نحو 580 قرشاً خلال شهر رمضان المقبل الذي يشهد ضغوطاً وطلباً متزايدا على الدولار بفعل عمليات الاستيراد وسفر المصريين لأداء العمرة. وفشلت كميات الدولار التي يضخها البنك المركزي المصري والكميات القادمة مع المصريين العائدين من الخارج في وقف الصعود السريع لسعر صرف الدولار. تداعيات أزمة اليونان وتأثرت البورصة المصرية باتجاه العديد من صناديق الاستثمار الأوروبية في مصر لاعادة هيكلة خططها الاستثمارية على ضوء أزمة اليونان المالية وقيام بعض الصناديق بتغطية محافظها المالية في البورصة المصرية لتعويض خسائرها وتسوية مراكزها في الأسواق الأوروبية بعد الأزمة اليونانية مما حرم السوق من قوة شرائية محترفة كانت تلعب دورا في إحداث التوازن وممارسة دور صانع السوق في مراحل الاضطراب أو شيوع الاتجاهات المضاربة ولم تجد مرحلة الاضطراب الراهنة في السوق المصرية مؤسسات محترفة تسهم بقراراتها الاستثمارية الرشيدة في وقف تراجع الأسعار وانهيار المؤشرات بل إن غياب هذه المؤسسات والصناديق كان دافعا لحدوث المزيد من الاضطراب وتراجع المؤشرات. وتتمثل العوامل المحلية في فشل بعض صفقات الاندماج والاستحواذ، التي علق عليها المتعاملون آمالاً عريضة، في دفع أسهم معينة في محافظهم الى الارتفاع أو حصد أرباح رأسمالية جراء عمليات الاندماج والاستحواذ. وعلى سبيل المثال شهد الأسبوع الماضي فشل صفقة الاندماج المرتقبة بين “بايونيرز” القابضة وبنك “بلتون” الاستثماري وتوقف صفقة استحواذ المصرية للاتصالات على حصة فودافون العالمية في شركة فودافون مصر عند مرحلة المفاوضات الأولية وجاء حكم القضاء الاداري ببطلان عقد أرض “مدينتي” لمجموعة طلعت مصطفى القابضة العقارية ليلقي بظلال سلبية على أداء السهم في البورصة المصرية. وساهمت التوزيعات النقدية التي قام بها عدد كبير من صناديق الاستثمار المتعاملة في السوق مع نهاية السنة المالية على حملة الوثائق في نقص السيولة المتاحة للاستثمار في البورصة الى جانب اضطرار بعض هذه الصناديق الى تسييل وتصفية جانب من محافظها لتوفير الأموال اللازمة لصرف الكوبونات النقدية المستحقة لحملة الوثائق وبالتالي قامت بعمليات بيع اضطرارية لجانب من الأسهم التي تمتلكها مما أثر سلبيا على أسعار العديد من الأسهم لاسيما أنه من المعروف أن صناديق الاستثمار تتبع سياسات استثمارية تتسم بالتنوع الشديد بهدف توزيع المخاطر وبالتالي تقوم بشراء أسهم في الكثير من الشركات المتداولة بالسوق وتؤثر قرارات هذه الصناديق البيعية على العديد من الأسهم والشركات فإذا كانت عمليات البيع جماعية ومن جانب عدد كبير من الصناديق فإن تأثر البورصة يكون كبيراً. استقالة ماجد شوقي ويتوقع المحللون انتهاء التراجعات في مؤشرات البورصة المصرية خاصة مع إعلان وزارة الاستثمار المصرية أمس الأول تعيين خالد سري صيام رئيساً للبورصة المصرية اعتباراً من 15 يوليو الحالي وذلك خلفاً لماجد شوقي الذي “أبدى رغبته في إنهاء عمله مع بداية السنة المالية الجديدة”. وبحسب بيان وزارة الاستثمار المصرية فإن رئيس الوزراء أحمد نظيف قرر أيضاً تعيين محمد فريد صالح نائباً لرئيس البورصة. ونقل البيان عن وزير الاستثمار محمود محيي الدين “تقديره لما قام به الأستاذ ماجد شوقي خلال فترة رئاسته للبورصة المصرية وما بذله من جهد في مجال تطوير البورصة”. وكان شوقي قضى خمس سنوات رئيسا للبورصة المصرية وسنة سابقة عليها نائباً لرئيس البورصة. وقال الوزير محيي الدين إن القرارات تمت بالتشاور مع زياد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية. وسجلت كافة مؤشرات السوق تراجعا كبيرا لاسيما مؤشر (EGX30) الأكثر تعبيراً عن نشاط السوق حيث خسر هذا المؤشر نحو 500 نقطة على مدى الأسبوعين الماضيين ليكسر حاجز ستة آلاف نقطة هبوطا ويستقر يوم الثلاثاء الماضي عند 5850 نقطة وهو التراجع الذي كسر نقطة المقاومة الرئيسية والتي وصلت اليها السوق بعد شهور من المعاناة. واذا كان مؤشر (EGX30 ) قد فقد نسبة كبيرة من رصيده بعد ما كان قد سجل 7700 نقطة قبل بداية موجة الهبوط الحالية التي بدأت مطلع ابريل الماضي فإن مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة والذي يشمل الكثير من الشركات المتداولة في السوق وهو مؤشر (EGX70 ) واصل أيضاً نزيف النقاط وسجل منتصف الأسبوع 523 نقطة ليفقد أكثر من 2 بالمئة من رصيده خلال أسبوع واحد. موسم العطلات ويشير استمرار تراجع مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة الى عمق الأزمة وحدة الخسائر للمستثمرين في البورصة المصرية وامكانية استمرار موجة التراجع والاضطراب الراهنة لاسيما أن هذه الموجة تتزامن مع موسم العطلات وسفر معظم المستثمرين الأفراد من بلدان الخليج العربي الى أوروبا لقضاء العطلة الصيفية ثم بدء شهر رمضان الذي يشهد وقتا أقصر للتداول وعزوف المستثمرين عن البورصة مما يؤشر الى أن الموجة المتراجعة سوف تستمر الى ما بعد عيد الفطر المقبل ويعني تكبد المستثمرين مزيدا من الخسائر لا سيما للصناديق والمؤسسات المالية المتعاملة في السوق والتي يصعب عليها اتخاذ قرارات بالخروج أو التغطية المؤقتة من السوق. ويؤكد خالد الطيب، العضو المنتدب لمجموعة “بايونيرز” القابضة، وأحد فريق التفاوض في صفقة الاندماج مع شركة “بلتون” القابضة أن فشل الصفقة لم يؤثر بشكل مباشر على سهم الشركة المتداول في السوق وأن تراجع سعر سهم “بايونيرز” يأتي في اطار موجة التراجع العامة للسوق، مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية للاعلان عن فشل صفقة الاندماج تعود الى الخلاف على استراتيجيات العمل في مرحلة ما بعد الاندماج لا سيما وأن الكيانين المندمجين كبيران وينتج عن صفقة الاندماج كيان عملاق وبالتالي كانت هناك رؤيتان مختلفتان للعمل بعد اتمام الاندماج ولم ينجح المتفاوضون من الجانبين في صياغة رؤية موحدة للعمل في المستقبل. ويؤكد أن هناك أسباباً عديدة في السوق خلقت حالة احباط لدى الكثير من المستثمرين خاصة الأفراد وليس المؤسسات ومنها الأخبار السيئة المتوالية أو التي يراها المستثمرون الأفراد سيئة رغم أنها قد تكون غير ذلك فيما يتعلق ببعض الشركات القائدة المتداولة في السوق وكذلك خروج بعض المستثمرين الأجانب وتصفية محافظهم الى جانب أزمة سعر صرف الدولار وهي أزمة عالمية. ويتوقع خالد الطيب أن تبدأ المؤشرات التحسن التدريجي مع اعلان نتائج أعمال بعض الشركات عن النصف الأول من العام وكذلك بعض الشركات التي تنتهي سنتها المالية في 30 يونيو حيث تسهم الأرباح الجيدة في اعادة التفاؤل لتعويض الخسائر. ويؤكد محمد الأعصر، رئيس قسم التحليل الفني في المجموعة المالية “هيرمس” القابضة، أن هناك نقطة مقاومة رئيسية في مؤشر (EGX30) وهي عند 5600 نقطة عندما يصلها المؤشر سوف يبدأ رحلة صعود جديدة ليصل في دورته المقبلة الى 6300 نقطة وهي المرحلة التي نوصي عندها المستثمرين الأفراد بدخول السوق ونقطة المقاومة هذه سوف يصل اليها المؤشر خلال مدى زمني لا يمكن تحديده أو التكهن به لأن ذلك يتوقف على العديد من العوامل منها سرعة خروج المستثمرين الأفراد أو تغطية محافظهم أو ظهور أحداث جوهرية جديدة مؤثرة على حركة تداول الأسهم أو غيرها من العوامل. ولكن لا يجب إغفال أن لكل بورصة دورات صعود وهبوط موسمية متعارفاً عليها ومنتصف فصل الصيف يمثل تقليدياً وتاريخياً مرحلة هبوط في البورصة المصرية ومعظم البورصات العربية لأنه موسم اجازات يعزف خلاله الكثيرون عن التعامل مع السوق.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©