الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد الحكيم

زايد الحكيم
21 يناير 2017 22:53
كنت في صباي ممن يحبون رواية الأخبار التي تنشر عن الشيخ زايد رحمه الله في الصحف، وبعد ذلك ألصقها على جدران غرفتي حتى غدت الجدران مغطاة بالكامل من الأعلى بصوره وأخباره، وبلغ بي الشغف بهذه الشخصية المسكونة بالصفاء أن أجمع بعض أحاديثه التلفزيونية، وفي غمرة استمتاعي اليومي بأحاديثه التي تدخل القلب من دون استئذان اكتشفت أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه دائماً ما يذكر فضل الله عليه وعلى الإمارات ويثني على الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وأنه في كل حديث يتوجه بالشكر لله تعالى ولمست عمق إيمانه، ووسطيته الدينية التي جعلته رمزاً للتسامح وتقبل الآخر، والتي كانت أيضاً سبباً في أن يوزع من المال الذي حبا الله به الإمارات على المسلمين وغير المسلمين ولا زلت أعود لهذه الأحاديث عبر ذاكرة اليوتيوب فأجد أن هناك ملمحاً دينياً في شخصيته يحتاج بالفعل إلى دراسة منفردة ومتفردة في آن، ومن ثم التوقف عند الكثير من عباراته التي سجلها له التاريخ وحفظتها الأجيال، فالشيخ زايد رحمه الله من أكثر الشخصيات التاريخية في عصره إيماناً، وهو ما يبرزه في صورة الإنسان المحب للإنسانية المتعاطف مع قضاياها المشفق على الذين شردتهم الحروب وألقت بهم فيضانات الطبيعة في مهب الريح، فقد كان ينبري لإرسال المساعدات الإنسانية ويغدق على كل هؤلاء دون أن يفكر في عقيدة أحد، فهو يرى أن المال الذي وهبه الله للإمارات هو مال الله وكل من يستحق له منه نصيب، فأرسى مبادئ التكافل وشجع على العطاء وبنى مؤسسات عريقة هدفها الأساسي هو مساعدة كل محتاج، وأعتقد أن هذه الروح التي كان يعمل بها الشيخ زايد رحمه الله إنما تعبر عن شخصيته الفريدة وأسلوب حياته والرحمة الإنسانية التي انطبع عليها منذ أن قيض الله له نعيماً وملكاً كبيراً ومنحه أسباب الخير، فكانت قراراته تمثل دائماً دهشة في كل الأوساط العالمية فحظي باحترام تاريخي من النادر أن يحظى به حاكم على هذه الأرض وقد ساند القضايا العربية بكل حكمة، وحافظ على علاقات الأخوة بين الدول العربية وبعضها وناصر القضية الفلسطينية وعبر عبر سنوات حكمة عن شخصية استثنائية، وبعد سنوات من رحيل حكيم الأمة، فإن الكتب التي تحدثت عنه كثيرة، والدراسات التي نشرت عن استراتيجيته في الحكم والإدارة أيضاً كثيرة، لكن الجانب الديني في حياته يحتاج إلى قراءة من نوع خاص، فالبعد الديني لديه من وجهة نظري يعد القوة النفسية التي كان ينطلق منها، والتي كانت تحركه دائماً نحو الخير ونحو توفير أسباب السعادة لشعبه، ومحاولة إسعاد شعوب العالم لأنه امتلك منظومة من القيم والتقاليد المتفردة، فحركته إرادة الخير نحو كل عمل صالح، فعلت في داخله قيم التسامح فاستطاع أن يحدث توازناً في جميع علاقاته بدول الجوار والعالم بوجه عام، ويكسب احتراماً من نوع خاص، حيث باتت كلماته التي كان يرتجلها دستور حياة، فقد كان يتكلم من قلبه دائماً، يذكر الله عن محبة ورهبة وإخلاص، وهذا الأسلوب الذي اعتمده الشيخ زايد رحمه الله لم يكن إلا صورة طبق الأصل من قبله النقي، وأخلاقه الكريمة، فهو سيظل مادة ثرية للباحثين والكتاب والمفكرين لأن شخصية بهذه القيمة ستظل في القلوب والعقول على مر الأيام، إن فكر زايد المستنير هو الذي فجر طاقات الإبداع في نفوس أبناء الإمارات، وشخصية زايد الإنسان المؤمن السخي الفيلسوف الحكيم هي الرصيد الباقي من قيم الخير والعطاء في هذا العصر. محمد عمر الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©