الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي للتعليم يدشن مشروعاً لتدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية

أبوظبي للتعليم يدشن مشروعاً لتدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية
15 أكتوبر 2008 02:00
دشّن مجلس أبوظبي للتعليم مشروعاً لتدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية بالتعاون مع واحدة من أعرق المدارس الفرنسية في العالم· وتم اختيار 40 طالباً وطالبة من بين 451 تقدموا للاختبارات للالتحاق بهذا المشروع الذي أخضع صفين تجريبيين بالصف العاشر من مدرستي المواهب والاتحاد النموذجيتين في أبوظبي· وروعي في اختيار الطلبة تميزهم العلمي وقدرتهم على ممارسة التفكير الإبداعي، بحسب مسؤولين عن المشروع أشاروا إلى أنه تم تقديم كمبيوتر محمول لكل منهم هدية تعزز مستواه العلمي وتواصله مع معلميه عبر الشبكة الإلكترونية· وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لـ''الاتحاد'' أن المشروع جاء بتوجيهات مباشرة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، حيث حدد سموه أهدافاً استراتيجية لهذا الموضوع· وتتضمن هذه الأهداف ''إنشاء قاعدة علمية متميزة من الباحثين والعلماء المواطنين بعد تأهيلهم بصورة دقيقة في الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء من خلال اتباع أساليب علمية متطورة تأخذ بها مدرسة (ليسيه لويس ليجراند) التي يعود تاريخ إنشائها إلى العام 1560م· ولفت الخييلي إلى أن المشروع يجسد عدداً من المعاني والمفاهيم العلمية النبيلة المرتبطة بالتواصل الحضاري بين الإمارات ومختلف شعوب العالم والإفادة من التجارب العلمية البارزة التي سبق تطبيقها بنجاح في الدول الشقيقة والصديقة، مشيراً إلى أن نخبة من أعضاء هيئات التدريس في مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند'' يتولون التدريس في مساقات الرياضيات والعلوم بتخصصاتها المتنوعة· وتعتمد هذه المدرسة عدداً من الأساليب الإثرائية في طرق التدريس والتواصل بين الطالب والمعلم من خلال تجهيزات مختبرية متميزة في كل مادة علمية، بالإضافة إلى تغيير الطرق التقليدية التي كانت سائدة في التعليم، بحيث تتاح أمام الطالب ''قاعدة واسعة من مصادر المعلومات المرتبطة بالمنهاج الدراسي''، كما أن على الطالب التواصل مع قواعد البيانات الإلكترونية عبر الإنترنت بما يعزز من قدرته على اختيار المعلومات التي تناسب الموضوع الذي شرحه المعلم في الصف''· ونظم مجلس أبوظبي للتعليم لقاءين منفصلين مساء أمس الأول مع طالبات وطلاب مدرستي المواهب والاتحاد بحضور أولياء الأمور والأمهات، وكذلك الدكتور ديدييه غازاينادو المستشار الثقافي بالسفارة الفرنسية، والبروفيسور جويل فيلات مدير عام مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند''، وأمل العفيفي مديرة مدرسة المواهب النموذجية وعدد من المسؤولين وأعضاء هيئات التدريس في المشروع· وفي بداية اللقاء أكد ديدييه غازاينادو أن المشروع يمثل ''ثمرة تعاون'' بين الإمارات وفرنسا، كما يعتبر أحد المبادرات الأكاديمية الرائدة بين البلدين خاصة بالنظر إلى ما سيتمخض عنه من آثار إيجابية على طريق ترسيخ نظم وأساليب تدريس متطورة في الرياضيات والعلوم للطلاب والطالبات المواطنين في مدارس أبوظبي· ومن المقرر أن تستغرق الفترة التجريبية للمشروع حوالي 3 سنوات يتم خلالها تأهيل أكثر من 240 طالباً وطالبة وإكسابهم المهارات العلمية اللازمة للتميز في مساقات الرياضيات والعلوم، بل ''وحصد الجوائز العلمية العالمية في هذه المجالات التخصصية''· وأوضح أنه بعد 3 سنوات سيتم إنشاء فصل خاص لهؤلاء الطلاب والطالبات المتميزين من دولة الإمارات، وذلك في مقر مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند'' بباريس، بحيث ينخرطوا في الدراسة التطبيقية في الجامعات الفرنسية ''ونصنع منهم علماء في المستقبل القريب''، لافتاً إلى أنه ليس غريباً على الطالب العربي ''أن يعيد مسيرة المجد العلمي لأجداده السابقين الذين أبدعوا في الرياضيات والعلوم والفلك ومختلف العلوم''· وقال جويل فيلات، إن مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند'' من المدارس العريقة في أوروبا والعالم، وهي متخصصة في تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية وطبقاً لأساليب إبداعية تعلي من مكانة العقل وترفع من قدرة الطالب على مواجهة التحديات التي يشهدها التعليم في المحتوى العلمي للرياضات والعلوم، بل إن منظومة طرق التدريس في هذه المدرسة تركز على التفاعل بين المعلم والطالب من جهة وبين الطالب والمادة الدراسية من جهة أخرى· وأشار فيلات إلى أن هذه المدرسة تميزت طوال تاريخها برفد العالم بعلماء نابغين في الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء، ولا تكاد تخلو دورة من دورات جائزة نوبل العالمية المرموقة من علماء فائزين بها كانوا في يوم من الأيام طلاباً في مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند''· من جانبها، أشارت أمل العفيفي إلى تغير أساليب وطرق التدريس في العالم كله، مؤكدة أن الطرق التقليدية السائدة في السابق لم تعد مناسبة لهذا العصر الذي يعج بالمعلومات ويضع الطالب أمام خيارات متنوعة للحصول على المادة سواءً من الإنترنت أو المكتبات الإلكترونية أو المعلم، وبالتالي لم يعد من المناسب ''أن يظل الطالب بعيداً عن تلك الثورة في طرق وأساليب التدريس ومن هنا جاء هذا المشروع ليمثل باكورة انطلاقة تربوية تعليمية نحو العالمية لمدارسنا''· ولفت أحمد الشحي ولي أمر إحدى الطالبات إلى وجود ''حالة غموض'' يعاني منها الطلاب والطالبات المنتسبين لهذا المشروع خاصة فيما يتعلق بوجود ازدواجية بين منهجين دراسيين ينبغي على الطالب الإلمام بهما وهما منهاج الوزارة، وكذلك منهاج مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند'' وأجاب د· ديدييه بأنه يتفق تماماً مع ولي الأمر خاصة ''أننا لا نزال في مرحلة البدايات وفي كل مرحلة من هذه المراحل يجد الطالب نفسه أمام بعض الصعوبات التي ستزول خلال الفترة التالية''· واشتكت إحدى الأمهات من طول ساعات الدوام المرتبطة بهذا المشروع والتي تمتد حتى الثالثة بعد الظهر يومياً فيما عدا يوم الخميس، مشيرة إلى وجود أعباء كبيرة على الطالبات الملتحقات بهذا المشروع مما ''يعرقل'' من قدرة بعضهن على استيعاب متطلبات إنجاز المشروع· ودعا الدكتور عامر الكندي من مجلس أبوظبي للتعليم إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي اللازم للطلاب والطالبات الملتحقين بهذا المشروع بما يعزز من قدرة كل منهم على التفاعل مع المتطلبات العلمية لدراسة الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية ووفقاً لهذه الآلية التي تقوم بها مدرسة ''ليسيه لويس ليجراند''· وأكدت الطالبة أمل خلفان المنصوري على أنها تشعر بالفخر لالتحاقها بهذا المشروع ''الذي يفتح أمامها أبواب المستقبل الأكاديمي لخدمة الوطن والمساهمة في دفع عجلة التنمية الحضارية''، وأشارت زميلتها ريم مبارك الظاهري إلى أن دراسة الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية تعزز الثقة بالنفس وترسخ الاعتماد الذاتي من جانب الطالب في التعامل مع المادة العلمية، كما أن اتباع طرق وأساليب حديثة ومتطورة تجعل الطالبة تحظى بمساحة أكبر من التفكير الإبداعي للمادة العلمية دون التركيز على الحفظ· وفي ختام اللقاء، لفتت أمل العفيفي إلى أن التميز أصبح خياراً استراتيجياً للطالب المواطن ''ولا بديل عن هذا الخيار خاصة في ضوء ما نحظى به من تشجيع من قبل قيادتنا الرشيدة على مواكبة التجارب العالمية والتفاعل معها والإفادة منها وتطويعها لخدمة التنمية الوطنية''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©