حجز برشلونة الإسباني بطاقته إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بتعادله مع مواطنه ريال مدريد 1-1 أمس الأول على ملعب “كامب نو” في برشلونة في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبلغ المباراة النهائية. وسجل بيدرو رودريجيز (54) هدف برشلونة، والبرازيلي مارسيلو (64) هدف ريال مدريد، وكان برشلونة فاز 2- صفر ذهاباً في مدريد الأربعاء الماضي.
وهي المرة السابعة التي يبلغ فيها برشلونة المباراة النهائية للمسابقة، بعد أعوام 1992 و2006 و2009 عندما توج باللقب على حساب سمبدوريا الإيطالي وأرسنال ومانشستر يوناتيد الإنجليزيين، وأعوام 1961 و1986 و1994 عندما حل وصيفاً.
في المقابل فشل ريال مدريد في التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة عشرة في تاريخه والأولى منذ تتويجه بلقبه التاسع الأخير عام 2002 على حساب باير ليفركوزن الألماني، وهذه المرة الثالثة التي يتواجه فيها الغريمان التقليديان في المسابقة الأوروبية الأم بعد عام 1960 عندما فاز ريال في ذهاب وإياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه إلى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاماً وفاز في ذهاب نصف النهائي 2- صفر في “كامب نو” قبل أن يتعادلا إياباً في “سانتياجو برنابيو” 1-1، في طريقه إلى لقبه التاسع والأخير.
وتبخر حلم مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو في أن يكون أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن احرزه سابقاً مع بورتو (2004) والإنتر الإيطالي (2010)، على الأقل هذا الموسم الذي يعتبر الأول له على رأس الإدارة الفنية للنادي الملكي.
وغاب مورينيو عن مباراة أمس الأول لطرده ذهاباً، وهو اختار متابعة المباراة من الفندق بحسب صحيفة “ماركا”، خلفه في مقاعد الاحتياط مساعده إيتور كارانكا، واستمرت عقدة النادي الملكي في الفوز على برشلونة في “كامب نو” وذلك منذ 23 ديسمبر 2007 (1- صفر في الدوري).
وكانت الفرص الأخطر في المباراة من نصيب برشلونة، لكنه لم ينجح في هز شباك منافسه طوال 53 دقيقة، ثم افتتح التسجيل عن طريق بيدرو. وبعدها بعشر دقائق أدرك ريال مدريد التعادل بهدف للاعب مارسيلو، لكن ريال مدريد لم يكن قريباً من تفجير المفاجأة وانتزاع بطاقة التأهل.
ولم تشهد مباراة الإياب أجواء متوترة، مثلما كان الحال في مباراة الذهاب، ربما لأن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد، والذي يخضع لعقوبة إيقاف بعد طرده في مباراة الذهاب، قرر متابعة المباراة من الفندق الذي يقيم به بدلاً من الحضور في المدرجات، وربما كان مجرد حضور مورينيو المباراة في ستاد “كامب نو” سيشكل عاملاً يثير غضب جمهور قوامه 96 ألف متفرج، وربما كان يحول التوتر في المباراة إلى عنف.
وعانى لاعبو الفريقين خلال المباراة من صعوبة شيئاً ما في الحركة على أرضية الملعب بسبب الأمطار المتقطعة، وأدرك ريال مدريد أنه لا يمكنه مواصلة الأسلوب الدفاعي الحذر الذي ظهر به في مباراة الذهاب، وبالتالي قرر مورينيو أن يدفع بالثلاثي كريستيانو رونالدو وكاكا وجونزالو هيجوين في الهجوم، علما بأن اللاعبين الثلاثة غابوا عن التشكيل الأساسي في مباراة الذهاب.
وشارك إريك أبيدال الذي اتضح أنه يعاني من ورم في الكبد قبل شهرين من مقعد البدلاء في الدقائق الأخيرة ليلقى هتافات الترحيب من المشجعين. وبمجرد إطلاق الحكم صافرة النهاية احتفل لاعبو برشلونة بدفع المدافع الفرنسي، صاحب الشعبية الكبيرة، إلى أعلى كما لو أنه هو مدرب الفريق.
وأجرى مورينيو 3 تبديلات على التشكيلة التي خاضت مباراة الذهاب فاشرك البرتغالي ريكاردو كارفاليو أساسياً بعد غاب عن المباراة الأخيرة بسبب الإيقاف، وذلك على حساب مواطنه بيبي الذي طرد ذهاباً، ثم لعب البرازيلي كاكا أساسياً على حساب الألماني مسعود أوزيل، والأرجنتيني جونزالو هيجواين الذي استفاد من غياب المدافع سيرجيو راموس بسبب الإيقاف.
في المقابل لعب برشلونة بتشكيلته الكاملة بعدما عاد أندريس إنييستا إلى صفوفه اثر تعافيه من الإصابة التي حرمته من خوض مباراة الذهاب. وجاءت الدقائق الـ20 الأولى خالية من الفرص، حيث احتدم الصراع في وسط الملعب مع أفضلية ميدانية لبرشلونة الذي تحكم في المجريات وقهر لاعبي النادي الملكي بالتمريرات القصيرة السريعة واختراقات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي شكل متاعب كثيرة للدفاع الملكي، وكاد يتسبب في طرد أكثر من لاعب، خصوصاً كارفاليو والفرنسي لاسانا ديارا وتشابي ألونسو.
وعموما استحق برشلونة التأهل إلى المباراة النهائية بالنظر إلى عرضه الرائع، وكان بإمكانه التسجيل في أكثر من مناسبة، لولا تألق الحارس الدولي إيكر كاسياس الذي أبدع في التصدي للهجمات المتتالية لبرشلونة خصوصاً في النصف الثاني من الشوط الأول.
وكانت أول فرصة في المباراة لبرشلونة عندما انبرى تشافي لركلة ركنية تابعها سيرجيو بوسكيتس برأسه من مسافة قريبة كان لها كاسياس في المكان المناسب (22)، وكاد ميسي يفعلها من تسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها كاسياس على دفعتين (32)، ثم تلقى ميسي كرة عند حافة المنطقة، وهيأها لنفسه على صدره، وتلاعب بدفاع النادي الملكي متوغلا داخل المنطقة لكنه سدد بجوار القائم الأيسر (34).
وأنقذ كاسياس مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية لدافيد فيا من حافة المنطقة قبل أن يلتقطها مرة ثانية (35)، وجرب بدرو حظه من خارج المنطقة بجوار القائم الأيمن (35).
وتألق كاسياس مجددا للتصدي لتسديدة قوية زاحفة لميسي (36)، وكانت أول محاولة للنادي الملكي على المرمى تمريرة عرضية لرونالدو باتجاه هيجواين داخل المنطقة غير أن فيكتور فالديز التقطها في توقيت مناسب (40).
واستهل ريال مدريد الشوط الثاني بافتتاح التسجيل عبر هيجواين غير أن الحكم ألغاه بداعي خطأ ارتكبه رونالدو بحق المدافع ماسكيرانو (46). ونجح بيدرو في توجيه الضربة القاضية لريال مدريد بافتتاحه التسجيل للنادي الكاتالوني عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من إنييستا فهيأها لنفسه بيمناه وسددها بيسراه على يسار كاسياس (54).
ودفع كارانكا بالتوجولي إيمانويل اديبايور مكان هيجواين مباشرة بعد الهدف دون أن يتحسن الاداء الهجومي للضيوف، ثم دفع لاوزيل مكان كاكا (60).
ونجح ريال مدريد في إدراك التعادل عندما قطع تشابي ألونسو كرة في منتصف الملعب، ومررها إلى دي ماريا الذي تلاعب بالمدافع ماسكيرانو وتوغل داخل المنطقة وسددها بقوة بيسراه ارتدت من القائم الأيمن، وعادت إليه ليهيأها إلى مارسيلو الذي تابعها بيسراه من مسافة قريبة داخل المرمى (64).
وحاول ريال مدريد الاندفاع نحو الهجوم لهز الشباك الكاتالونية في محاولة لتسجيل هدف ثانٍ يقربه من الثالث جواز سفره إلى النهائي غير أن برشلونة كان الأكثر استحواذاً على الكرة وسيطرة على المجريات، وكاد يهز الشباك الملكية في أكثر من مناسبة.
ساندرو روسيل: ليلة رائعة
برشلونة (د ب أ) - أبدى ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة، سعادته البالغة بتأهل الفريق الكتالوني إلى النهائي ولدى سؤال ساندرو عن موقفه من غياب مورينيو، قال :”لا نهتم بمورينيو، إننا نشعر بسعادة غامرة بعد هذا الإنجاز، لقد كانت ليلة رائعة”. وأضاف :”كرة القدم فازت الليلة، وكذلك برشلونة، لدينا لاعبون متميزون ومدرب رائع، ويمبلي مكان من نوع خاص بالنسبة لنا نظراً لما حققناه في عام 1992 (حيث توج برشلونة بأول ألقابه في دوري الأبطال)”.
عدد اليوم
