مكاتب الحج في رأس الخيمة تدمج حملاتها لتخفيف الخسائر

عمدت مكاتب الحج في رأس الخيمة المرخصة من قبل إدارة الحج في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى دمج حملاتها لهذا العام وتقليصها بالتالي من 15 إلى ،5 وذلك لتخفيف الخسائر الناجمة عن تراجع أعداد المواطنين والوافدين الراغبين بأداء الفريضة بعد ارتفاع الأسعار فاقت 100% نتيجة تقليص حصة الدولة من الحجاج إلى ما دون النصف وارتفاع أسعار الناقلات وإيجار الغرف في السعودية· وأدى انخفاض عدد حجاج الدولة من 17 ألفاً من المواطنين والمقيمين في العام الماضي إلى 6228 حاجاً العام الجاري إلى ارتفاع تكاليف نفقات الحج إلى أكثر من 100% مقارنة بالسنوات الماضية، حيث بلغت العام الحالي بالنسبة للحج العادي جواً 30 ألف درهم للمواطن و37 ألفاً للوافد، في حين تراوحت قيمة الحج الفاخر بين 70 ألفاً و120 ألف درهم· وشكا عدد من المواطنين والمقيمين من ارتفاع تكاليف نفقات الحج، معتبرين أنها حرمت أكثر من 5 آلاف شخص من أداء الفريضة هذا العام لأن التكاليف تفوق المقدرة المالية لكل منهم· وأكدوا أن هذا الارتفاع جاء تزامناً مع موجة ارتفاع في الأسعار طالت كل شيء، مطالبين هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالتدخل السريع لدى السعودية لزيادة عدد حجاج الدولة لتمكينهم من أداء الفريضة العام الحالي· في سياق متصل أكد أصحاب مكاتب الحج في رأس الخيمة أن تقليص عدد الحجاج وارتفاع تكاليف الإقامة وأداء المناسك في السعودية أدى إلى تكبدهم خسائر مالية كبيرة· وقال مقاول حملة ابن العود للحج والعمرة راشد حسن محمد العود الطنيجي إن مكتبه كان يشهد خلال الـ 45 سنة الماضية التي عمل خلالها مقاول حج وعمرة إقبالا كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين ''لكن هذا العام تقلص العدد كثيراً حيث بلغ عدد المسجلين لديه حتى الآن 5 حجاج فقط في مقابل 500 حاج مواطن ووافد أدوا فريضة الحج براً وجواً العام الماضي· ولفت إلى أن سبب رفع الأسعار لدى مقاولي الحج يعود إلى أن إيجار الحافلة التي تسع 50 راكباً كان 13 ألف درهم العام الماضي خلال فترة نقل الحجاج من الإمارات إلى السعودية وبالعكس، في حين وصل سعر الحافة ذاتها هذا العام إلى أكثر من 20 ألف درهم، وكذلك تذاكر الطيران التي ارتفعت أسعارها· وأوضح أنه إضافة لذلك، ارتفاع إيجار الغرف الفندقية التي ''كنت أستأجرها في السعودية من 5 آلاف ريال سعودي إلى 35 ألفاً خلال العام الحالي، كما بلغت قيمة إيجار الخيمة في أماكن المناسك هذا العام 55 ألف ريال سعودي في مدة 5 أيام''· وأوضح أن تكلفة الحاج الوافد العام الماضي بلغت 5500 درهم للسفر جواً و3 آلاف درهم للسفر البري، وكانت تشمل الإقامة وتناول 3 وجبات يومياً والتنقل بين أماكن المناسك في السعودية، لكن ''أصبحت الآن للأسف 37 ألف درهم، مما أثر على مقاولي الحج وكبدهم خسائر مالية كبيرة''، مشيراً إلى أنه بالمقابل كانت تقل تكلفة الحج بالنسبة للمواطن عن 2500 درهم· ودعا الطنيجي الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى مطالبة السعودية بزيادة عدد حجاج الدولة مراعاة لظروف الحجاج المالية التي لا يستطيعون تحملها حالياً· ويقسم قانون مزاولة المهنة في الدولة شركات حملات الحج إلى 4 فئات، وهي خاصة وأولى وثانية وثالثة، حيث يحق للخاصة حمل 1500حاج، والأولى 1000حاج، والثانية 500 حاج، والثالثة 200 حاج· من جهته، قال المواطن راشد سعيد علي إنه كان ينوي أداء فريضة الحج مع زوجته واثنين من أبنائه هذا العام لأول مرة لكنه تراجع بعد أن عرف من قبل موظفي أحد مقاولي الحج في مدينة رأس الخيمة بتكلفة الحج للمواطن الواحد التي بلغت 30 ألف درهم، مضيفاً أنه لم يصدق كلام الموظف بداية· وأيده المواطن محمد زيد، حيث قال إن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف عدد كبير من المواطنين عن أداء فريضة الحج هذا العام· وطالبت المواطنة آمنة سعيد الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الدولة بالتدخل السريع لدى السعودية في زيادة كوتا الإمارات، حيث تسبب العدد المحدد في حرمان عدد كبير من أداء هذه الفريضة الهامة، موضحة أن سبب تقليص عدد حجاج الدولة هذا العام جاء نتيجة هدم عدد من الفنادق والمساكن القديمة القريبة من أماكن أداء المناسك في السعودية ''لكن هذا كان مفترضاً أن يكون تم قبل عام من موعد موسم الحج''· ومن جانبهم، أجمع كل من الوافدين محمد معتز وسامح يوسف وماجد عمر على أنهم كانوا يرغبون في أداء فريضة الحج لأول مرة في هذا العام، لكن ارتفاع الأسعار الذي وصفوه بـ''الجنوني'' أدى إلى تراجعهم، داعين الجهات المختصة في الدولة إلى العمل على مطالبة السعودية للسماح بزيادة عدد الوافدين المقيمين في الدولة من لأداء هذه الفريضة الإسلامية الهامة·