السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البوسنة تحيي الذكرى الـ 15 لمجزرة سريبرينيتسا

البوسنة تحيي الذكرى الـ 15 لمجزرة سريبرينيتسا
11 يوليو 2010 22:49
شارك عشرات الآلاف من البوسنيين أمس في إحياء الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة سريبرينيتسا والتي دعا في مناسبتها الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة آخرون إلى توقيف الصربي راتكو ملاديتش. وهذه المأساة التي وقعت في يوليو 1995 وقتل فيها نحو ثمانية آلاف بوسني مسلم واعتبرت المجزرة الأشد دموية التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، اعتبرتها محكمة الجزاء الدولية عملية إبادة. وبدأت المراسم المدنية والدينية لإحياء المجزرة قبيل الظهر. وتم دفن رفات 775 من ضحايا المجزرة وضعت في نعوش لفت بقماش أخضر هو لون الإسلام، بعد الظهر في مقبرة بوتوكاري التذكارية قرب سريبريتيتسا شرق البوسنة. وبذلك بلغ عدد الضحايا الذين تم دفن رفاتهم نحو 6500 من نحو 8000 شخص قتلوا في هذه المجزرة وذلك بعدما تم التعرف إليهم بفحص الحمض الريبي النووي. وكان دفن 3749 من ضحايا المجزرة في مقبرة بوتوكاري. وحضر عدد كبير من القادة الأجانب إحياء الذكرى بينهم الرئيس الصربي بوريس تاديتش. وفي رسالة تمت قراءتها أمام الحشد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما المجرزة بأنها “وصمة في ضميرنا الجماعي” ودعا إلى توقيف الجنرال السابق راتكو ملاديتش القائد العسكري لصرب البوسنة عندما وقعت المجزرة. وقال أوباما “لا يمكن قيام سلام دائم دون عدالة” ودون “ملاحقة ومحاكمة أولئك الذين اقترفوا الإبادة”. وأوضح أن ذلك “يشمل راتكو ملاديتش الذي قاد المجازر ولا يزال طليقاً”. وكان القضاء الدولي دان ملاديتش بتهمة الإبادة، خصوصاً لدوره في مجزرة سريبرينيتسا غير أنه لا يزال فاراً. وقد يكون مختبئاً في صربيا، وتؤكد بلغراد أنها تبذل كل ما في وسعها للعثور عليه. وفي رسالة أخرى لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تليت أيضاً أمام الحشد، أكد كاميرون أن المسؤولين عن المجزرة “سيلاحقون بلا هوادة حتى يمثلوا أمام القضاء”. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حضر إلى سريبرينيتسا “على العدالة توقيف الجنرال ملاديتش خصوصاً”. وبين الحضور كان هناك عدد كبير من أقارب الضحايا الذين لا يزالون يعانون آثار تلك الحقبة التي استولت خلالها القوات الصربية البوسنية على جيب سريبرينيتسا المسلم رغم أنه كان يخضع لحماية الأمم المتحدة. ودفنت خديجة محمدوفيتش الأحد رفات زوجها عبد الله وابنيها المير وأزمير اللذين كانا في الـ 17 والـ 20 من العمر في زمن الواقعة. وقالت المرأة التي تتذكر كيف ظلت أياماً تنتظر بلا جدوى عودة زوجها وابنيها، “لم أكن أتخيل أن هناك شخصاً قادراً على ارتكاب مثل هذه الجريمة”. أما رامزة غورديك التي تبلغ الـ 63 من العمر وفقدت بدورها ابنها وزوجها فتقول “كيف أنسى وكيف أسامح؟ إنني أفكر فيهم كل يوم. أفكر فيهم حين أرى فتى يشبههما وحين أرى في متجر سيدة تبتاع ثياباً لأطفالها”. وأوضح الرئيس الصربي أمس أن حضوره إلى سريبرينيتسا يمثل “بادرة مصالحة و(يهدف إلى) إقامة جسر بين شعبي الدولة السابقة” يوغوسلافيا. وبعد سنوات من نفي المجزرة، تبنى البرلمان الصربي في مارس الماضي قراراً يدين مجزرة. في غضون ذلك قلد حزب رادوفان كرادجيتش، الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي يحاكم في لاهاي بجريمة ارتكاب إبادة جماعية، ميدالية أمس الأول عشية الذكرى السنوية الـ 15 لمجزرة سربرينيتسا. وبمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه، كرم الحزب الديمقراطي الصربي (قومي متطرف، معارض) كلاً من كرادجيتش ورئيس برلمان صرب البوسنة خلال الحرب مومتشيلو كرايشنيك الذي حكم عليه بالسجن 20 عاماً بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وساهم هذان الزعيمان في تأسيس الحزب عند تفكك يوغوسلافيا السابقة مطلع التسعينيات. «المؤتمر الإسلامي» تدعو إلـى منع تكرار المذبحة جدة (وام) - أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي تضامنه مع شعب البوسنة والهرسك في الذكرى الأليمة لضحايا مذبحة الإبادة الجماعية التي شهدتها مدينة سربرينتشا في عام 1995 نتيجة سياسات التطهير العرقي والعدوان. وشدد أوغلي في تصريح أمس على أن “المأساة التي عاناها شعب البوسنة تذكرنا جميعاً وتذكر أجيال المستقبل بمسؤوليتنا المشتركة عن العمل معاً لمنع تكرار مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية في المستقبل”. وكان الأمين العام قد رحب في مارس 2010 باعتماد البرلمان الصربي إعلان سربرينتشا بوصفه خطوة مهمة على طريق مداواة جروح شعب البوسنة، وهو ما قد يسهل عملية المصالحة ويساهم في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
المصدر: سريبرينيتسا، البوسنة والهرسك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©