الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«يونيفل» بين فكي كماشة طرفي النزاع

«يونيفل» بين فكي كماشة طرفي النزاع
11 يوليو 2010 22:50
بعد أربع سنوات على الحرب الاخيرة بين إسرائيل و”حزب الله” تجد القوة الدولية المؤقتة في جنوب لبنان “يونيفل” نفسها بين فكي كماشة طرفي النزاع من جهة، وفي مواجهة إشارات عدائية هي الأكثر جدية منذ بدء تفويضها مصدرها السكان المحليون من جهة أخرى. وقال مدير معهد كارنيجي للشرق الأوسط بول سالم إن “يونيفل عالقة اليوم بين طرفين مسلحين يستعدان لنزاع جديد محتمل، وتشعر الى حد ما بأنها في مأزق. يضاف الى ذلك تعرضها لمضايقات من أهالي الجنوب، ما دفع البعض الى طرح اسئلة حول وجودها”. ومنذ تشكيلها العام 1978 في خضم الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان، نسجت “يونيفل” علاقات جيدة مع سكان الجنوب اللبناني، لا سيما عبر تقديم خدمات في قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية، الى جانب مهمة حفظ السلام. الا أن الأمم المتحدة أحصت في الأيام الأولى من شهر يوليو أكثر من عشرين حادثاً بين “يونيفل” ومدنيين اقدموا على قطع طرق لمنع الجنود الدوليين من دخول قراهم، ورشقوهم بالحجارة وتسببوا بجرح بعضهم وكسر زجاج عدد من الآليات. وفي قرية تولين، هاجم سكان دورية فرنسية بالعصي والحجارة، وصادروا أسلحتها لوقت قصير، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لتهدئة الوضع. وكان الأهالي يحتجون على تدريب للقوة الدولية انتشر بموجبه عدد كبير من الجنود لمدة 36 ساعة بين القرى. ويشير سالم الى “مصطلحات كبيرة استخدمت للتعامل مع هذه الأحداث، ما أثار قلق الدول المساهمة في يونيفل، وخصوصاً فرنسا”، ثاني أكبر المساهمين في القوات الدولية. ويضيف أن الحوادث الأخيرة “أعطت الانطباع ان الجنود الدوليين هم رهائن الى حد ما”. ويلخص أبو عماد (40 عاما) من قرية الصوانة المجاورة لتولين موقف السكان المحتجين بالقول “نحن لسنا ضد يونيفل لكنهم بدأوا يستعملون معنا اللغة الأمنية بدخولهم منازلنا ليلاً والتفتيش والتصوير واستخدام الكلاب البوليسية”. وتناقل مسؤولون في “حزب الله” الذي يتمتع بنفوذ واسع في جنوب لبنان هذه الاتهامات ايضاً. وتساءل وزير الزراعة اللبناني المنتمي الى “حزب الله” حسين الحاج حسن في حديث تلفزيوني الخميس الماضي عن هدف يونيفل “او بعض وحدات دول معينة فيها من تصوير مواطنين بالفيديو او فوتوغرافياً على الطرق”، معتبراً أن “تصرفاتهم غير مفهومة”. وأضاف “ان وظيفة يونيفيل مؤازرة الجيش وليس التقدم عليه، ولم يكن الانتشار الأخير في القرى بطريقة غير سليمة منسقاً مع الجيش”. في المقابل، نفى متحدث باسم “يونيفيل”ان يكون الجنود الدوليون قد دخلوا المنازل. وانعقد مجلس الأمن الدولي امس الاول لمناقشة الموضوع واصدر بياناً دعا فيه “جميع الأطراف الى السهر على احترام حرية تحرك يونيفيل بموجب التفويض المعطى لها وقواعد الاشتباك” في جنوب لبنان. ويقول سالم إن ما حصل اخيراً “تسبب باهتزاز صورة اليونيفيل بعض الشيء”. ولعل هذا ما دفع قائد “يونيفيل” الميجور جنرال البرتو اسارتا كويباس الى توجيه رسالة مفتوحة الى الجنوبيين تحدث فيها عن “ظلال” القتها الأحداث الاخيرة على “الجو الايجابي” الذي تعمل فيه “يونيفيل”. وتلى ذلك اجتماع مصالحة بينه وبين عدد من رؤساء البلديات في المنطقة الحدودية. في الوقت نفسه، أكدت الحكومة اللبنانية حرصها “على سلامة قوات الأمم المتحدة وعلى العلاقة الطيبة والوثيقة القائمة بينها وبين المواطنين اللبنانيين طيلة عقود”. وقال سالم “من المؤكد أن أحداً لا يريد رؤيتهم يرحلون، إن وجود هذه القوات هو الذي يحول حالياً دون قيام نزاع جديد”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©