أحمد النجار (دبي)
تتحدى المخرجة الإماراتية عائشة الزعابي نفسها، في فيلمها الجديد «وصلنا ولا بعدنا» المقرر عرضه في دور السينما الإماراتية يوم 22 فبراير المقبل، ويمثل العمل امتداداً لرحلتها في عالم الإخراج، لا سيما بعد أن ترشح فيلمها القصير «غافة» إلى سباق المنافسة في «مهرجان دبي السينمائي». وبحسب عائشة، فإن تحديها يجيء عبر خوض تجربة إخراج فيلم كوميدي للمرة الأولى، خاصة أن المنتجين حذروها من الدخول في فخ «مغامرة مجهولة النتائج»، لكنها أرادت أن تفكر خارج الصندوق.
رهان الترفيه
وعن سبب رغبتها بتقديم فيلم كوميدي، قالت عائشة: «دائماً كنت أفكر في تقديم فيلم يحكي عن متاعب السائقين على الطريق، بحكم أنني أصلاً من إمارة رأس الخيمة وأسكن أبوظبي، وعندما أتوجه إلى رأس الخيمة تعترضني مشكلات ومنغصات كثيرة تدخلني في غمار المغامرة، ولهذا السبب قررت أن أصنع أحداثاً ومشاهد ضمن مادة كوميدية مليئة بالنكتة والطرفة، يمكن الرهان عليها لنجاح الفيلم».وأشارت عائشة إلى أن لديها قناعة راسخة بأن الرسالة الحقيقية للسينما، هي إحداث الأثر وصناعة الترفيه فقط، دون أن تخفي عزمها تغيير مفهوم الأفلام الإماراتية، بأنها ليست فقط «دراما أو أكشن»، حيث يمكن وفق الزعابي صناعة فيلم إماراتي كوميدي للترفيه، وليس من أجل تصدير المواعظ والعبرة للمشاهدين.
محور القصة
وبحسب عائشة، فإن أحداث الفيلم تدور حول عائلة إماراتية تخوض مغامرة غير متوقعة، تتخللها مواقف كوميدية مع زوجة ابنهم الأجنبية وابنتها بعد حضورهما إلى أبوظبي من لندن، لإنجاز البحث الأخير من رسالة ماجستير عن دولة الإمارات، وترافق العائلة الزوجة نحو جبل جيس، وفي يوم واحد فقط، يجب تسليم التقرير قبل السادسة مساء، ضمن سياق كوميدي شائق مليء بالأحداث والمواقف الطريفة التي تقودها النكتة والضحك، والفيلم من بطولة فاطمة الحوسني، مريم سلطان، عبد الرحمن محمد، أحمد عبد الرزاق، وريم حمدان، ويحل الإعلامي محمد الجنيبي والممثلة كرستينا ضيفي شرف.
ثلاثية الواقعية والصدق والعفوية
أبرز العناصر الفنية التي اعتمدتها عائشة في رؤيتها الإخراجية لتنفيذ حبكة الفيلم، هي التركيز في صناعة المشهد على ثلاثية الصدق والواقعية والعفوية في تجسيد الحوار وتجويد أداء الممثلين، مشيرة إلى أن أصعب مشهد تصويري، كان تصوير لحظات الغروب، في أعلى «جبل جيس» في إمارة رأس الخيمة، نتيجة وعورة المكان.ونوهت الزعابي إلى أن المشاهد اليوم ينحاز إلى الأعمال التي تقدم وجبة كوميدية خفيفة شعارها النكتة المجردة من أي حمولة درامية أو قضايا تصرف اهتمامه عن جو الفكاهة التي يتوق إليها بشغف وحماسة، وذلك بعد أن شبع من السيناريوهات الملغمة بالقضايا الكبرى وكوميديا النصائح المعلبة درامياً، التي ملأت الشاشة الكبيرة وضاقت بها ذائقته مللاً.
صناعة الضحك
تصنف عائشة نفسها كمخرجة تميل إلى تقديم لون كوميدي جديد، موضحة: «ليست الكوميديا التي أصنعها متاحة سوى للضحك وإمتاع الجمهور، أما كوميديا الموقف التي تتضمن معالجات وقضايا فهي ليست ملعبي في الوقت الحالي. فأنا أميل بشدة إلى الفيلم المتكامل الذي يحتوي فلسفتي الخاصة، سواءً حواراً أو تصويراً».
عدد اليوم
