الأسد يصدر مرسوماً بإقامة أول علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما بإقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان،لأول مرة منذ استقلالهما عن استعمار فرنسا عام ·1943 وتقرر أن يسافر وزير الخارجية البناني فوزي صلوخ إلى دمشق اليوم الأربعاء ليتفق مع نظيره السوري فاروق الشرع على إجراءات فتح سفارة سورية في بيروت وأخرى لبنانية في دمشق·، فيما توقع مسؤولون سوريون تبادل السفيرين قبل نهاية العام الحالي· وقال المرسوم، الذي وزعت نصه وكالة الانباء السورية، ''تُنشأ علاقات دبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية وتُنشأ بعثة دبلوماسية للجمهورية العربية السورية بدرجة سفارة في عاصمة الجمهورية اللبنانية''· وأضاف ''على وزيري خارجيتي البلدين اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك وفق الاصول التشريعية والقانونية في كلا البلدين''· وقال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ إنه سيزور دمشق يوم الأربعاء لمناقشة آلية إقامة العلاقات مع نظيره السوري وليد المعلم· وذكر مسؤول في الخارجية اللبنانية أن الوزيرين وصلوخ سيصدران بيانا مشتركا يحدد تاريخ سريان مفعول التبادل الدبلوماسي، سيذاع في كلا البلدين في آن واحد وفق وفق اتفاقية فيينا بشأن التبادل الدبلوماسي· وصدر المرسوم تنفيذاٌ لاتفاق بين الأسد ونظيره اللبناني ميشال سليمان خلال اجتماعهما في أغسطس الماضي في دمشق· وفي اول تعليق علي المرسوم ، قال القيادي قي ''قوى 14 مارس'' المناهضة لسوريا و ذات الاكثرية في مجلس النواب اللبناني، النائب وليد جنبلاط ''إنه تطور إيجابي وبداية طريق طويلة لبناء علاقة صحية خطوة بعد خطوة في اطار الترجمة العملية للتعهدات التي قطعها الاسد لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته دمشق مطلع سبتمبر الماضي· وأضاف في تصريح للإذاعة البريطانية ''ننتظر استكمال سوريا الإيفاء بتعهداتها عبر ترسيم الحدود مع لبنان تمهيدا لاستعادة مزارع شبعا ووضعها تحت السيادة اللبنانية''· و قضية التبادل الدبلوماسي ليست الملف الوحيد العالق بين لبنان وسوريا، فهناك ملفات ترسيم الحدود وكشف مصير المفقودين ومراجعة الاتفاقات السابقة وقد عهد بها الأسد وسليمان الى لجان متخصصة· وتطالب ''الاكثرية'' بأن تبدأ عملية ترسيم الحدود من مزارع شبعا لتأمين مطلب الامم المتحدة للعمل على انهاء احتلال اسرائيل لها فيما اعلنت سوريا رغبتها في بدء العملية من الشمال رافضة أي ترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي· كما طالبت الاكثرية بإلغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري بعد التبادل الدبلوماسي بدعوى تأسيسه في عهد ''هيمنة'' سوريا على لبنان، فيما قرر الرئيسان ''درس صلاحيات الامانة العامة للمجلس لإلغاء تلك التي تتعارض مع دور البعثات الدبلوماسية''· وكانت الحكومة السورية تحت ضغط غربي لاتخاذ خطوات ينظر إليها على أنها اعتراف بسيادة لبنان بما في ذلك إقامة علاقات دبلوماسية، منذ انسحاب قواتها من لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير عام ،2005 بعد انتشار ها هناك لمدة 29 عاماً· إلى ذلك، كرر الرئيس الاميركي جورج بوش مساء أمس الأول مطالبته سوريا باحترام سيادة لبنان· وقال لصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني في البيت الابيض ''ناقشا ضرورة احترام سوريا سيادة لبنان وإنهاء دعمها للارهاب واقامة علاقات دبلوماسية تامة وكاملة مع الحكومة المنتخبة في لبنان''·