الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نجوم توهجت في سماء القارة السمراء

نجوم توهجت في سماء القارة السمراء
11 يوليو 2010 23:09
حينما يفشل الكبار في جذب الأنظار تصبح الفرصة متاحة أمام الوجوه الجديدة التي لا نعلم عنها الكثير، والوجوه القديمة التي لم نلتفت إليها كثيراً، وسجل مونديال جنوب أفريقيا سقوطاً مدوياً لكبار النجوم، وصعوداً لافتاً لأسماء أخرى، حيث بزغ نجم لويس سواريز، ومواطنه دييجو فورلان، ومن اليابان جاء هوندا ليعلن عن تمتع الكرة اليابانية بمواهب يمكنها التمرد على الصورة النمطية للأداء الذي لم يكن يعرف سوى السرعة والروح القتالية. وفي صفوف ألمانيا تألق النجم التركي الأصل مسعود أوزيل، كما نجح باستيان شفاينشتايجر في التأكيد على نجوميته التي لم تكن اخترقت الفضاءات العالمية قبل المونديال، ولكن عشاق البوندسليجا والمنتخب الألماني يعلمون جيداً من هو "شفايني"، والقائمة تطول وتشمل الكثير من الأسماء الأخرى التي استخرجت شهادات ميلاد نجوميتها في جنوب القارة السمراء. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. ما تأثير تألق هؤلاء النجوم على مستقبلهم الكروي؟، حيث تشير التوقعات إلى أن بورصة الانتقالات الصيفية سوف تشتعل عقب نهاية مباريات المونديال مباشرة، وسيكون هؤلاء النجوم هم من يتسببون في رفع مؤشرات، وتحويل جميع الإشارات إلى اللون الأخضر تعبيراً عن حجم المكاسب "الكروية" التي سوف يتمتع بها النادي الذي ينجح في اقتناص أي منهم، وفي الوقت ذاته سوف ترفع الأندية التي ما زال هؤلاء النجوم يوجدون في صفوفها من حالة الطوارئ، فإذا كانت في حاجة إلى الاحتفاظ بخدماتهم فسوف تفعل شريطة أن تعوضهم مالياً، وإذا كانت العروض الخارجية مغرية فسوف تجلس إدارات هذه الأندية على طاولة المفاوضات أملاً في الحصول على أفضل عروض مالية ممكنة . جيان.. قاتل الأحلام عاشت القارة السمراء الحلم مع النجم الغاني جيان أسامواه، ولكنه أهدر ركلة الترجيح التاريخية أمام أوروجواي في الدقيقة الأخيرة للشوط الثاني الإضافي خلال مباراة دور الثمانية، لتفوز أوروجواي بركلات الترجيح، وتبكي أفريقيا حلم التأهل إلى دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخها، وعلى الرغم من ذلك تقدم جيان بكل ثبات لتسديد الركلة الأولى في سباق ركلات “المعاناة” الترجيحية ونجح في تسجيل الضربة التي لم تشفع لمنتخب النجوم السوداء الذي اكتفى بالوصول إلى دور الثمانية، وكأن القارة السمراء “مربوطة على الدرجة الثامنة”. ونجح جيان خلال المونديال الأفريقي في تسجيل 3 أهداف رفع بها رصيده من الأهداف الدولية إلى 25 هدفاً في 50 مباراة، وكان النجم الفرنسي الكبير مارسيل ديساييه قد توقع أن يسطع نجم لاعب أفريقي ليصبح فيما بعد “سوبر ستار أفريقيا” وكان يقصد بذلك جيان أسامواه. النجم الغاني الموهوب الذي تلقى عروضاً عدة للاحتراف في أندية مان يونايتد، وأرسنال، والميلان للتعاقد معه، وهو من مواليد أكرا الغانية في 22 نوفمبر 1985، وانضم إلى فريق ليبرتي الغاني لعام واحد في بداية رحلته الكروية، ومنه انطلق في عام 2003 إلى أودينيزي الإيطالي الذي أعاره إلى مودينا في الدرجة الثانية بالدوري الإيطالي. وفي عام كانت هناك أندية عدة ترغب في الحصول على خدماته وقام بالفعل بالتوقيع على عقد للانضمام إلى لوكوموتيف موسكو مقابل 10 ملايين دولار في صفقة احتلت المركز الرابع في لائحة أغلى الصفقات في تاريخ الكرة الروسية، ولكن العقد لم يتم تفعيله لينتقل إلى رين الفرنسي في 2008. وجاء كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم من 10 أسماء مرشحة للحصول على جائزة أديداس كأفضل لاعبين في المونديال الحالي ليكون بمثابة الاعتراف الرسمي بتألقهم اللافت، وهؤلاء النجوم هم دييجو فورلان (أوروجواي، 10)، أسامواه جيان (غانا 3)، أندريس إنييستا (إسبانيا 6)، ليونيل ميسي (الأرجنتين، 10)، مسعود أوزيل (ألمانيا 8)، آريين روبن (هولندا 11)، باستيان شفاينشتايجر (ألمانيا 7)، ويسلي شنايدر (هولندا 10)، دافيد فيا (إسبانيا 7)، تشابي (إسبانيا 8). ووفقاً لما نقلته الصحف البريطانية فإن رغبة فرناندو توريس في الرحيل عن النادي جعلت روي هودجسون المدير الفني الجديد للفريق يضع قائمة باللاعبين الذين يمكنهم سد الفراغ الذي سيتركه المهاجم الإسباني. فورلان.. نجومية متأخرة لم يكن بإمكان المتألق دييجو فورلان أن يفرض نفسه على الساحة العالمية، على الرغم من تألقه الكبير منذ سنوات عدة في الدوري الإسباني إلا من خلال المونديال، ففي بلد مثل إسبانيا لا يمكن إلا للقلة القليلة من عشاق الساحرة المستديرة أن يتلفتوا إلى نجم يتألق خارج أسوار الريال، أو يبدع بعيداً عن معقل البارسا، وجاءت المشاركة المونديالية بمثابة طوق النجاة للنجم الكبير الحاصل على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا في مناسبتين، وهداف الدوري الإسباني في مثلهما على الرغم من أنه يلعب لأندية الوسط وليس لاعباً في صفوف البارسا أو الريال، وفي المونديال واصل فورلان مسيرة التألق على المستوى الدولي، ويبرهن على أنه العنصر الأكثر تأثيراً على منتخب بلاده في مونديال جنوب أفريقيا. كما برهن فورلان على أنه يعشق التحدي برغبته الدائمة في صنع الفارق مع الكيانات الكروية المتوسطة على مستوى الأندية والمنتخبات، فقد تألق خلال الموسم المنتهي مع أتليتكو مدريد وتمكن بأهدافه المؤثرة من قيادته لقهر ليفربول ثم فولهام ليتوج الفريق المدريدي بلقب “يوروبا ليج” عن جدارة واستحقاق. وتشير التقارير إلى أن فورلان قد يفكر مجدداً في العودة إلى الدوري الإنجليزي بعد تجربة لم تكن براقة بما يكفي مع المان يونايتد، ويبدو أن توتنهام هوتسبيرز سيكون هو وجهته المقبلة في صفقة قد تصل قيمتها إلى 18 مليون جنيه استرليني، حيث يؤثر عامل السن في قمة مثل هذه الصفقات، وقد يفضل فورلان الاستمرار مع فريقه الحالي، وربما تتجه بوصلة أحد الأندية الأوروبية الكبيرة نحوه من جديد. بطاقة فورلان تشير إلى أنه من مواليد مونتفيديو عاصمة الأوروجواي في 19 مايو1979، وبدأ مسيرته ناشئاً في صفوف بينارول بأوروجواي، وانتقل عام 1998 إلى إندبندنتي الأرجنتيني الذي لعب له جده من قبل، وتمكن من تسجيل 40 هدفاً في 91 مباراة، ثم استجاب إلى الإغراءات الأوروبية وانتقل إلى مان يونايتد عام 2001 ليسجل 17 هدفاً في 98 مباراة، ومنه ذهب إلى فياريال الإسباني عام 2004 ليعيد اكتشاف نفسه مجدداً حيث أحرز 60 هدفاً في 125 مباراة، وكانت محطته الحالية مع أتليتكو مدريد قد بدأت عام 2007، وخلال هذه الفترة نجح في هز شباك المنافسين 86 مرة خلال 153 مباراة، وعلى المستوى الدولي شارك في 103 مباراة دولية محرزاً 66 هدفاً. هوندا.. لمسة إبداع يابانية فاجأ المدرب الفرنسي أرسين فينجر الأوساط الكروية حينما قال إن النجم الياباني هوندا هو أحد أفضل لاعبي وسط الميدان في المونديال، وعلى الرغم من أن المدير الفني لأرسنال يملك الرؤية التي تمكنه من الحكم جيداً على اللاعبين إلا أن البعض شعر بأنه يبالغ قليلاً في تقديره لهوندا. وبمرور الوقت ثبت بالدليل العملي أن هوندا هو لمسة الإبداع الأهم في صفوف منتخب لم يكن يعلم عن كرة القدم سوى الانضباط والسرعة واللياقة البدنية المرتفعة وكثير من المقومات الأخرى التي لم يكن للمهارة مكان بينها، ووفقاً لتقارير صحف بريطانية فإن هوندا بات مطلوباً في الدوري الانجليزي، ومن المتوقع أن تصل قيمة صفقة الحصول على خدماته 20 مليون جنيه استرليني، ويأتي ليفربول على رأس الأندية المهتمة به. وخلال مباريات اليابان في المونديال تمكن هوندا صاحب التمريرات الدقيقة، والمراوغات المجدية، والهدوء ورؤية الملعب من صنع الفارق مع منتخب بلاده، ووصل “هوندا” إلى قمة تألقه بالحصول على لقب أفضل لاعب في مباراة اليابان والدنمارك التي نجح خلالها في قيادة منتخب بلاده لتلقين المنتخب الأوروبي الكبير درساً في فنون كرة القدم. وعاد هوندا ليتألق في مباراة دور الستة عشر أمام باراجواي، ولكنه لم يجد المعاونة الكافية في ظل مباراة دفاعية مغلقة من الجانبين، ولكنه حصل على لقب أفضل لاعب في المباراة التي انتهت لمصلحة المنتخب اللاتيني بركلات الترجيح، ليودع “هوندا” المونديال ببصمة تاريخية على المستوى الفردي بحصوله على لقب أفضل لاعب في مناسبتين، وهو شرف كبير قد لا يحصل عليه أفضل نجوم أميركا اللاتينية أو أوروبا. بطاقة “هوندا” تشير إلى انه من مواليد 13 يونيو 1986 (24 عاماً) ، وقبل يوم واحد من مباراة اليابان وكوريا في الدور الأول بالمونديال احتفل هوندا بعيد ميلاده، وكان النجم الياباني قد بدأ مسيرته الكروية عام 1999 ناشئاً في صفوف جامبا أوساكا أحد أهم معاقل الكرة اليابانية، وبدأ مسيرته الاحترافية عام 2005 في صفوف ناجويا الياباني، ثم انتقل إلى فينلو الهولندي عام 2008، واستقر مؤخراً مع سسكا موسكو الروسي في صفقة تمتد 4 سنوات مقابل 6 ملايين يورو، وعلى المستوى الدولي نجح هوندا في تسجيل 6 أهداف في 19 مباراة، في حين تشير الإحصائية العامة لمشواره الكروي إلى مشاركته في 191 مباراة أحرز خلالها 42 هدفاً. وعقب عودته إلى بلاده لقي هوندا حفاوة بالغة على المستويين الجماهيري والإعلامي تقديراً للدور الكبير الذي لعبه خلال المونديال والانطباع الجديد عن الكرة اليابانية الذي كان لهولندا الفضل الكبير في ترسيخه لدى جماهير الكرة العالمية. سواريز.. المثير للجدل سجل نجم منتخب أوروجواي حضوراً لافتاً في المونديال، فقد تألق بشدة على المستوى الفني وصنع الفارق مع منتخب بلاده بمهاراته الكبيرة وتحركاته التي لا تهدأ وأحرز 3 أهداف مؤثرة في مسيرة المنتخب الذي كان يجسد أحلام وطموحات المجتهدين الذين لا يراهم ولا يرشحهم أحد لصنع المفاجأة، وبعيداً عن الناحية الفنية تسبب سواريز في إثارة موجة جدل عالمية حينما منع هدف غانا في الثانية الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي بدور الثمانية، فقد تعمد الإمساك بالكرة بيديه ليتم طرده، ولكن ركلة الجزاء الغانية لم تدخل المرمى، لتفوز أوروجواي في سباق ركلات الترجيح وتتأهل بفضل سواريز الذي قال عنه البعض إنه بطل قومي، فيما وصفه البعض الآخر بالغشاش الذي أصاب مبدأ اللعب النظيف في مقتل. وتسعى أندية توتنهام ومان يونايتد للحصول على خدمات النجم الأوروجوياني، ويبدو أن المهمة لن تكون سهلة لإقناع أياكس بالتنازل عن خدماته، وتشير التوقعات إلى أن القيمة المالية لصفقة الحصول على سواريز لن تقل عن 30 مليون جنيه أسترليني وكان سواريز المولود في سالتو بأوروجواي في 24 مايو 1987 (23 عاماً) قد بدأ مسيرته الكروية في صفوف ناسيونال الأوروجوياني عام 2005 ونظراً لتألقه اللافت انتقل إلى جرونين الهولندي في العام التالي بمقابل مالي لم يتجاوز 800 ألف يورو، ونجح في جذب الأنظار مجدداً بعد أن أحرز 10 أهداف في 29 مباراة، فانتزعه فريق أياكس في عام 2007 بمقابل مالي للصفقة بلغ 7.5 مليون يورو، وواصل سواريز تألقه وأصبح من أفضل نجوم القارة العجوز في معدلات التهديف، فقد أحرز خلال الموسم الأخير مع أياكس 35 هدفاً في 33 مباراة، كما سجل 40 هدفاً في مختلف المسابقات، وهي حصيلة قياسية لمهاجم في موسم واحد. كما تشير إحصائيات الأهداف إلى أن سواريز أحرز 124 هدفاً في 195 مباراة طوال مسيرته الكروية. وعلى المستوى الدولي شارك مع منتخب بلاده في 34 مباراة. مولر.. مستقبل «المانشافت» هو الرابح الأكبر من بين جميع الوجوه الشابة التي شاركت في المونديال، فقد أحرز 4 أهداف قبل أن يصطدم الألمان بالإسبان في مباراة ضياع الحلم، وهي المباراة التي غاب عنها الشاب الألماني الواعد ليؤكد الجميع أن غيابه لم يكن في مصلحة منتخب الماكينات في إشارة إلى انه كان يمكنه أن يصنع الفارق في المواجهة المصيرية الأمر الذي ساهم في رفع شعبيته كثيراً، ومن أهم ما قيل عن مولر خلال المونديال إنه يؤدي بشخصية اللاعب الناضج الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه يشارك في المونديال للمرة الرابعة مثلاً، على الرغم من أن المونديال الأفريقي كان محطته الدولية الأولى مع الألمان على صعيد البطولات الكبرى، وبعد تألقه اللافت يبدو أن البايرن أدرك جيداً انه يملك كنزاً لا يمكن التفريط به، خاصة انه سجل بصمة رائعة مع العملاق البافاري طوال الموسم المنتهي، وساهم في حصوله على الثنائية المحلية “الدوري والكأس” فضلاً عن وصوله إلى نهائي دوري الأبطال الأوروبي، ويكفي أن الأسطورة كارل هاينز رومينيجه وصفه بأنه لاعب ظاهرة، وارتفع سعر موللر في بورصة الانتقالات عقب المونديال إلى حدود الـ 40 مليون جنيه استرليني، وسط أنباء عن رغبة تشيلسي اللندني، ومان سيتي في الحصول على خدماته ورصد ما يكفي من أموال لإقناع البايرن بالتنازل عن خدماته، إلا أن فرص الاستمرار مع البايرن تبدو كبيرة، فالجميع في معقل النادي البافاري يراهنون على أن مولر هو مستقبل البايرن، وهو يمثل المستقبل المشرق للمنتخب الألماني في الوقت ذاته، خاصة أن صفوف المانشافت متخمة بالعناصر الشابة، ولن يستطيع أحد إيقاف طموحاتهم في يورو 2012 و مونديال 2014 إذا استمر هذا المنتخب على استقراره الفني خلال الاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة. وخلال المونديال المنتهي نجح مولر في تسجيل 5 أهداف في 6 مباريات وهي أفضل نسبة تهديف لمهاجم شاب في البطولة، وخلال مباراة منتخب بلاده الأخيرة أمام أوروجواي حصل مولر على لقب أفضل لاعب في المباراة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©