تعاني منطقتنا العربية في الوقت الحالي من حروب طائفية وأعمال إرهابية وعنف بصورة أصبحت تمثل تهديداً حقيقياً لاستقرار دولنا العربية. ولعل أبرز هذه الاضطرابات الطائفية فضلاً عن وقوع الأعمال الإرهابية والتفجيرات تجري في اليمن وسوريا والعراق في الوقت الحالي. وبالنظر إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الأعمال نجد أن المحرك المشترك يتمثل في زيادة النفوذ الإيراني «المدمر» في الدول الثلاث من خلال أذرع محددة، ففي اليمن تدعم إيران ذراعها الرئيسة المتمثل في الحوثيين، أما في العراق فإن ذراعها تتمثل في «الحشد الشعبي»، وفي سوريا دعمت إيران النظام من خلال دفع أعداد كبيرة من حرسها الثوري، فضلاً عن تورط حزب الله إلى جانب النظام.
وفي الإطار نفسه نجد أنه في الدول الثلاث قوى إرهابية أخرى تتمثل في جماعات موالية لـ«القاعدة» وأخرى تمثل «داعش»، وهي جماعات إرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، وقد يتساءل البعض عن كيفية حضور هذه الأطراف في نفس المناطق، وأفكار كل هذه الجماعات سواء الموالية لإيران أو للإخوان تشترك في واقع مؤلم أساسي وهو أنها عامل هدم وتدمير ولا تعترف بالوطن، بل إن الهدف بالنسبة إلى إيران هو إعادة تاريخها الفارسي القديم وهيمنتها على المنطقة وبالنسبة إلى الإخوان نفس التفكير بعدم الإيمان بالوطن، وأن الهدف هو السيطرة على مقدرات المنطقة.
نأمل أن يعود من يناصر هذه الجماعات إلى رشده بالتوقف عن إشعال الفتن والحروب والاضطرابات، وأن تقف الأمة العربية موحدة الصف لمواجهة كل هذه المؤامرات التي تستهدفها من خلال كل هذه الجماعات والأفكار القائمة على نشر الطائفية وبث سموم الإرهاب.
كريم حسن - أبوظبي
عدد اليوم
