حذر الرئيس الأميركي جورج بوش من أن روسيا لن تحظى بثقة المجتمع الدولي ما لم توافق على احترام سيادة جيرانها وسلامة أراضيهم· وفيما اتهمت جورجيا روسيا بخرق مجالها الجوي مرتين الأمر الذي سارعت موسكو إلى نفيه، دار جدل في لوكسمبورج أمس خلال اجتماع أوروبي حول استئناف المفاوضات مع روسيا، وهي مسألة ينتظر حسمها خلال القمة الأوروبية اليوم وغداً·
وأعاد بوش الذي كان يتحدث في حديقة الورود بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني تأكيده على دعم الولايات المتحدة لسلامة أراضي جورجيا بعد حربها في أغسطس مع موسكو وعبر عن دعمه للدول الأخرى التي تشعر بالقلق من الاعتداء الروسي· وقال بوش ''إننا ندعم بقوة ديمقراطية وسيادة جورجيا وسلامة أراضيها· الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متفقان على أن أراضي جورجيا تضم منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية''·
واضاف ''لكي تحظى روسيا باحترام المجتمع الدولي يتعين أن تبدي احتراماً لسيادة جيرانها وسلامة أراضيهم· ويجب أن تقبل روسيا مسؤوليات والتزامات القيادة الدولية''· وقال بوش إن إيطاليا والولايات المتحدة تتخذان إجراءات للوفاء بالاحتياجات الإنسانية للجورجيين الذين نزحوا بفعل القتال ومساعدتهم على العودة إلى ديارهم·
من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الجورجية في بيان إن طائرات عسكرية روسية قدمت من الأراضي الروسية توغلت الاثنين مرتين بشكل خاطف في المجال الجوي لجورجيا ما يكشف حسب البيان ''مواصلة الاعتداء الروسي على جورجيا''·
وأضاف البيان أن ''طائرتين توغلتا مسافة 18 كلم داخل المجال الجوي الجورجي ، قبل أن تعودا باتجاه روسيا''· وكشف البيان أيضاً أن الاختراق الثاني حصل عندما خرقت ثلاث طائرات عسكرية المجال الجوي الجورجي· ونفت روسيا هذه الاتهامات· وقال الكولونيل الكسندر دروبيشفسكي المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية حسب ما نقلت عنه وكالة انتر فاكس الروسية إن ''أي طائرات عسكرية روسية لم تقم ''الاثنين'' بطلعات جوية في أجواء جورجيا''·
وكانت القوات الروسية أنهت في الثامن من أكتوبر انسحابها من مناطق مجاورة لمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين قبل يومين من الموعد المحدد لهذا الانسحاب· وتكون موسكو بذلك قد نفذت الاتفاق الذي تم التوصل إليه بهذا الصدد بين الرئيسين الروسي ديمتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي·
من ناحية أخرى اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي بعد محادثات مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورج أنه ''ربما يكون من الحكمة'' للاتحاد الأوروبي ''الانتظار قليلاً'' قبل أن يستأنف المفاوضات مع روسيا· وقال كوشنير، ''ربما سيكون من الحكمة بعد التطورات الميدانية، أن ننتظر قليلاً مؤتمر جنيف أولاً''·
وأضاف ''اعتقد أن من الضروري أن نستعجل ببطء شديد''· لكنه ذكر أن القرار سيتخذ في القمة الأوروبية اليوم الأربعاء وغداً إمكانية استئناف المفاوضات· وأشار وزير الخارجية الإسباني ميجيل انخل موراتينوس من جانبه إلى ''عدم توافر موقف مشترك'' حول هذه المسألة، لأن بعض البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يفضل ''الانتظار لمعرفة كيف ستكون بداية المفاوضات حول جورجيا (اليوم الأربعاء في جنيف) لتحديد موعد'' لاستئناف المفاوضات· وأضاف ''الجميع موافق على استئنافها، لكن المشكلة تمكن في تحديد الموعد''·
ودعت بلدان عدة منها بولندا والسويد وليتوانيا وبريطانيا إلى الانتظار قليلاً قبل الإعلان عن استئنافها· وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ''نستطيع مناقشة هذه المسألة حينما نشاء، لكني اعتقد أن من الضروري في الوقت الراهن أن نتأكد قبل كل شيء من وضع العناصر التي توافرت في سبتمبر (بين الرئيسين ديمتري مدفيديف ونيكولا ساركوزي) بما فيها محادثات جنيف، موضع التطبيق بالسرعة المطلوبة''·
عدد اليوم
