الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كابيللو «رمز الإخفاق» يحصل على 40 ضعف راتب تاباريز «رابع العالم»!

كابيللو «رمز الإخفاق» يحصل على 40 ضعف راتب تاباريز «رابع العالم»!
11 يوليو 2010 23:10
كان مشهد “فشل نجوم التدريب” في مونديال جنوب أفريقيا 2010 أكثر وضوحاً وأشد إيلاماً من سقوط اللاعبين النجوم، فالفجوة هائلة بين كابيللو الذي حقق الإنجليز على يديه أسوأ نتائج في تاريخهم بالمونديال، وبين أوسكار تابارير المدير الفني لمنتخب أوروجواي الذي حصل على المركز الرابع في المونديال، بينما ودع الإنجليز على يد كابيللو من دور الستة عشر بعد هزيمة مخجلة ومذلة من الألمان برباعية مقابل هدف، حيث يحصل كابيللو على راتب سنوي 8 ملايين يورو، بينما لا يتجاوز الراتب السنوي لتاباريز 200 ألف يورو، ولم تكن هذه المفارقة الغريبة هي الشاهد الوحيد على عمق الفجوة بين مشاهير نجوم التدريب وبين نظرائهم الذين قدموا أنفسهم للعالم للمرة الأولى في مونديال جنوب أفريقيا. فما ينطبق على كابيلو ينطبق حرفياً على مارشيلو ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي الذي نجح بامتياز في القضاء على إنجاز 2006، فقد خرج بطل العالم المتوج بالنسخة الماضية من الدور الأول للمونديال الحالي. لم يكن أشد المتشائمين يتوقع السقوط التاريخي للمنتخب الإنجليزي في المونديال مع كابيللو، فقد استعان به الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ومنحه الراتب الأعلى لأي مدرب في العالم حالياً من أجل تحقيق الحلم الذي يترقبه الإنجليز منذ 44 عاماً، ونجح المدرب الإيطالي في عبور مرحلة التصفيات المؤهلة للمونديال بنجاح منقطع النظير، الأمر الذي رفع من سقف الطموحات الإنجليزية في المونديال، كما سعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى توفير أفضل الأجواء لاستعدادات كابيللو للمونديال، بالإضافة إلى امتلاكه قائمة من أفضل اللاعبين في العالم بفضل تواجدهم في أندية الدوري الإنجليزي أحد أفضل الدوريات في العالم وعلى رأسهم روني. ولكن المشاركة المونديالية لمنتخب كابيللو جاءت مخيبة للآمال، فقد بدأ المسيرة بالتعادل مع المنتخب الأميركي، ثم التعادل مع المنتخب الجزائري وتقديم أسوأ عرض للمنتخب الإنجليزي خلال السنوات الأخيرة، وكانت مباراة الإنجليز ضد سلوفينيا مصيرية من أجل التأهل إلى الدور الثاني، وهو ما تحقق بفضل الفوز الصعب، وفي دور الستة عشر حدث الزلزال الذي جعل الإنجليز يشعرون أن كابيللو خدعهم، فقد تلقى منتخب الأسود الثلاثة هزيمة تاريخية على يد الألمان برباعية مقابل هدف، وتعالت الأصوات للمطالبة بإقالة المدرب الإيطالي وبعد أن هدأت العاصفة اكتشف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم انه مطالب بدفع 16 مليون يورو لكابيللو في حال قرر إقالته، لتهدأ العاصفة وسط توجه بالإبقاء عليه بعد أن تعهد بإجراء إصلاح شامل قبل الدخول إلى تصفيات أمم أوروبا “يورو 2012”. ليبي والعودة الفاشلة يبدو أن قرار عودة مارشيلو ليبي إلى قيادة المنتخب الإيطالي عقب فشل دونادوني في يورو 2008 لم يكن بالقرار الموفق، فقد كان ليبي يرغب في الحفاظ على صورة الإنجاز التاريخي الذي حققه في مونديال ألمانيا 2006 حينما منح الطليان لقب البطولة، إلا انه عاد لقيادة الآزوري مجدداً في مونديال 2010 وتحقق ما كان يخشى منه، فقد خرج المنتخب الإيطالي من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز، حيث تعادل في مباراته الأولى مع باراجواي 1 -1، وفي مباراته الثانية مع نيوزيلندا “المجهولة” بالنتيجة ذاتها، قبل أن يتلقى هزيمة مذلة قوامها 3 -2 على يد المنتخب السلوفاكي الذي كان يشارك في المونديال للمرة الأولى. واعترف ليبي الذي كان يتقاضى 3 ملايين يورو راتباً سنوياً (الثاني في قائمة أعلى الرواتب بين مدربي المونديال) اعترف ليبي بأنه مسؤول عن الإخفاق الكبير في مونديال 2010، وأشارت التحليلات إلى أن أسباب الفشل تراوحت بين اعتماده على تشكيلة غالبية عناصرها من المنتخب الفائز بمونديال 2006 ولم يكلف نفسه عناء تكوين منتخب جديد قادر على المنافسة في جنوب أفريقيا، كما اعتمد ليبي على عدد كبير من عناصر فريق اليوفي الذي قدم أحد أسوأ مواسمه في الدوري الإيطالي، ويضاف إلى هذه الأسباب الإعلان عن رحيل ليبي مبكراً حتى قبل أن يبدأ المونديال مما تسبب في فقدان الثقة بينه وبين اللاعبين. دومينيك بطل الإهانة الفرنسية لعب ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي دور البطولة في “دراما إهانة الكرة الفرنسية” في جنوب أفريقيا، حيث تلقى منتخب الديوك لطمة كبيرة بالخروج من الدور الأول دون أن يحقق فوزاً واحداً، فقد تعادل في المباراة الأولى دون أهداف مع أوروجواي، ثم خسر أمام المكسيك 0 -2، وفي المباراة الأخيرة تكرر السيناريو أمام جنوب أفريقيا (2-1) لتخرج فرنسا من الدور الأول بعد احتلالها قاع مجموعتها. وكان الأداء المتواضع لمنتخب الديوك في ظل القيادة الفنية لدومينيك قد بدأ في تصفيات التأهل لمونديال 2010 واقتناص بطاقة التأهل بلمسة يد هنري على حساب المنتخب الأيرلندي وبدأ التخبط في مرحلة الاستعداد للمونديال حينما رفض المدرب الفرنسي الدماء العربية في المنتخب الفرنسي، فتجاهل بنزيمة، بن عرفة، ونصري. ولم يشأ المدرب الفرنسي الذي بدا تائهاً ضائعاً أن يغادر المونديال دون أن يترك ذكرى سيئة حينما رفض مصافحة باريرا المدير الفني لجنوب أفريقيا، وسبق ذلك أحداث أخرى وشتائم وجهها إليه أنيلكا، ومحصلة تجربة دومينيك طيلة 6 سنوات مع منتخب الديوك “صفر كبير” وكان الإنجاز الأبرز هو التأهل إلى نهائي مونديال 2006، وبعد ذلك فشل دومينيك كروياً، ولم يكن مقنعاً لا للجماهير أو لوسائل الإعلام. ويحتل دومينيك المركز الـ 18 في قائمة رواتب المدربين بالمونديال بحصوله على 560 ألف يورو سنوياً. هيتسفيلد وكيروش يتقاضى المدير الفني للمنتخب السويسري أوتمار هيتسفيلد ثالث أعلى راتب بين مدربي المونديال (مليون و750 ألف يورو سنوياً)، ولكنه فشل في تحقيق الحد الأدنى من طموحات السويسريين، وخرج من الدور الأول مكتفياً بإنجاز الفوز على المنتخب الإسباني في مستهل مبارياته بالمونديال، ولكنه تلقى الخسارة من تشيلي، وفشل في تحقيق الفوز على منتخب هندوراس المتواضع، واعترف هيتسفيلد بتحمل مسؤولية الفشل في إيجاد حلول مناسبة للعقم الهجومي للمنتخب السويسري خاصة انه اكتفى بتسجيل هدف واحد والمفارقة الغريبة أنه كان في مرمى كاسياس!. ولم يكن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بمنأى عن دائرة الفشل في المونديال الجنوب أفريقي، حيث يتقاضى كيروش راتباً سنوياً تبلغ قيمته مليونا و350 ألف يورو وهو السابع في قائمة أعلى الرواتب في المونديال، وما أثار غضب الصحافة البرتغالية أن كيروش فشل في الذهاب بعيداً في المونديال على الرغم من انه يملك قائمة كبيرة من اللاعبين الموهوبين وعلى رأسهم أغلى لاعب في العالم كريستيانو رونالدو، فقد اكتفى كيروش بالفوز على كوريا الشمالية “البريئة” بسباعية، ولم يتمكن البرتغاليون من تسجيل أي أهداف أخرى في المونديال، وجاء الخروج من دور الستة عشر على يد إسبانيا ليدفع صحافة البرتغال للمطالبة برأس كيروش الذي يحصل على حوالي 114 ألف يورو شهرياً في حين يحصل رئيس الدولة بالبرتغال على راتب شهري لا يتجاوز 7 آلاف يورو، ولكن كيروش رفض الاستقالة، بل أصر على ان المنتخب البرتغالي لم يفشل في المونديال. دونجا ومارادونا أسفرت تجربة كارلوس دونجا مع منتخب البرازيل، ومغامرة مارادونا مع منتخب الأرجنتين في المونديال المنتهي عن إهانة كبيرة للكرة اللاتينية التي كانت تتصدر قمة الكرة العالمية بفضل هذين المنتخبين، فقد فشلت البرازيل في تجاوز الدور ربع النهائي، وتلقت هزيمة مفاجئة على يد المنتخب الهولندي، وفي البرازيل لا يوجد أحد على استعداد لتقبل عودة المنتخب وهو لا يحمل كأس البطولة، وواجه دونجا طوال مشواره الذي لم يكن سيئاًَ مع منتخب السامبا الكثير من الانتقادات على الرغم من فوزه بكوبا أميركا، وكأس القارات والتأهل بسهولة إلى المونديال، ولم ينجح دونجا في جلب اللقب للبرازيل بعد أن تخلى عن طابع الأداء المميز الذي يعتمد على الكرة الهجومية، وكان مصيره الحتمي الرحيل عقب المونديال، خاصة أن تعاقده انتهى . وفي الأرجنتين اختلف المشهد قليلاً على الرغم من أن الفشل كان مصير منتخب التانجو في المونديال، فقد تلقى مارادونا ضربة مميتة على طريقة الضربات القاضية في منافسات الملاكمة، ولم يتمالك نفسه عقب الهزيمة المهينة على يد الألمان في ربع النهائي برباعية نظيفة ليلعن انه يفكر في الرحيل، وجاء الاستقبال الدافئ من الجماهير الأرجنتينية عقب العودة إلى بوينس آيرس ليخفف قليلاً من آلام مارادونا الذي نجح بامتياز في أداء دور “خاطف الأضواء” بتصريحاته وتصرفاته المثيرة للجدل، ولكنه فشل خططياً في استغلال قدرات أحد أكثر منتخبات العالم موهبة، فلم نرى ميسي أو تيفيز أو غيرهم من النجوم، وكان لوثار ماتيوس نجم الكرة الألمانية محقاً في هجومه العنيف على مارادونا حينما قال له إن الأحضان والقبلات لا تكفي للمنافسة على لقب المونديال، في إشارة إلى إفراط مارادونا في التعامل مع اللاعبين بطريقة عاطفية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©