الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البابا تواضروس: الإمارات تقدم نموذجاً رائداً للعالم في التسامح والتعايش الديني المشترك

البابا تواضروس: الإمارات تقدم نموذجاً رائداً للعالم في التسامح والتعايش الديني المشترك
14 مايو 2014 10:02
إبراهيم سليم (أبوظبي) أشاد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بالحفاوة البالغة التي قوبل بها من القيادة الرشيدة، لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الشعب الإماراتي الشقيق، كما شدد على روح التسامح التي تسود ربوع دولة الإمارات العربية، والتي تعد أنموذجا للتسامح الديني في العالم، والتي ليس لها نظير، وأكد على أهمية الدور الإماراتي الداعم لمصر، كما تحدث عن الدور الممكن لعبه في سد النهضة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في فندق الريتزكارلتون بالعاصمة أبوظبي، بحضور إيهاب حمودة سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، حضره ممثلو وسائل الإعلام المحلية والخارجية. بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني حديثه بأنه جاء تلبية لدعوة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، وأنه أتى لتقديم الشكر لقيادة دولة الإمارات وشعبها، على وقوفها بجانب الشعب المصري. وتوجه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في ختام زيارته التاريخية للإمارات كأول دول عربية يقصدها، بالشكر والتقدير والثناء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولشعب دولة الإمارات الكريم، على الدعم الذي تم تقديمه إلى مصر في شتى المجالات عقب ثورة 30 يونيو المجيدة. وقال إن موقف دولة الإمارات تجاه مصر يعبر عن أصالتها، وأكد أن مساندة الإمارات لمصر خلال المرحلة الحالية تأتي استمرارا للعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع البلدين، مشيرا الى أن قيادة الدولة الرشيدة تستكمل المشوار الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع مصر. شكر وعرفان وتقدم قداسة البابا بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لتحقيق المساواة والتآخي بين أبناء الأديان كافة. وأكد أن سياسة التسامح الديني بين الأديان ونشر قيم المحبة والسلام التي تنتهجها الإمارات والتي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إنما تستند في الأساس على الفهم العميق لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والتمسك بمنهج الوسطية، والعمل من أجل أن تكون الأديان أساساً للوفاق والألفة ونبذ العنف والفرقة. وقال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية «على أرض الامارات، وجدت روح السماحة الدينية وهي بلاد حاضنة لكل جنسيات العالم»، مشيراً الى أن هذا شيء نموذجي يقدم مثالا رائعا لبلاد كثيرة على مستوى العالم، وأشاد بالنهضة الكبيرة والتقدم التكنولوجي والنهضة الصناعية التي تتمتع بها دولة الإمارات. وقال: أسرني ما وجدته على أرض الإمارات من تسامح يمثل نموذجاً يحتذى به عالمياً، وبحق إنه النموذج الإنساني الأصيل، وأنه زار عدة كنائس في أبوظبي ودبي والشارقة، وعلم أن هناك العديد من أصحاب الديانات يمارسون عقائدهم بحرية دون تدخل من أحد، أو تمييز بين أصحاب ديانة أو أخرى. وتابع أن مما لاحظه في هذا الشعب الإماراتي وقيادته أنه يتميز بالوفاء النادر وجوده في العالم، لكن الوفاء للمؤسسين للدولة ولكل من يساهم في البناء والاعتراف بالجميل، والأصالة والعراقة المرتبطة والممتزجة بالنهضة الحضارية، مما يعد مثالا يحتذى به في العالم. وتناول قداسته موقف الكنيسة المصرية من سد النهضة، ومدى إمكانية تدخلها لإيجاد حل، وأوضح أن هناك اتفاقيات دولية موقعة بين دول حوض النيل، تحكم استغلاله، وعلى الجميع أن يلتزم بها، ومن حق أي دولة من دول الحوض أن تقيم مشروعاتها التنموية، بشرط عدم الإضرار بمصالح الآخرين، ومن المعروف في تاريخ العالم أجمع أن مصر «هبة النيل»، وأن هناك حالة من القلق في الفترة الأخيرة، بشأن إنشاء سد النهضة،ونحن بصفتنا فإن أي جهد يمكن أن نبذله، أو تلعبه الكنيسة مع شقيقتها في أثيوبيا لن ندخره، في محاولة إيجاد صيغة ملائمة ترضي الجميع، من خلال الحوار،مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد خطوات إيجابية. السلام الاجتماعي وفيما يتعلق بالسلام الاجتماعي بين المصريين جميعهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، وآليات استدامته، أكد قداسة البابا أن ذلك يتم من خلال ثلاثة محاور، «التعليم، والإعلام، والعدالة الاجتماعية والقضائية»، وأن مصر تحتاج إلى تطبيق العدالة بمفهومها الواسع، لضمان حياة جيدة للمصريين، وقال إنه عندما ينحرف الخطاب الديني، ويأخذ منحى التطرف، من أي اتجاه، فإنه يؤثر على السلم الاجتماعي، وما حدث في مصر في الثلاث سنوات الأخيرة يحتاج إلى جهد لإعادة السلام الاجتماعي، وأن هناك توجها من الأزهر الشريف والكنيسة، لتنفيذ خطاب ديني معتدل. وأوضح أن الشرق الأوسط يتوسط العالم، ومصر تتوسط المنطقة، والشعب المصري يتمتع بالوسطية والاعتدال، وهي طبيعته حتى من خلال الجغرافيا، والكنيسة المصرية من أقوى الكنائس في العالم، والأزهر الشريف يتبع المنهج الوسطي، ولذلك فهي خلطة قديمة ممتدة وممتزجة منذ أكثر من 14 قرناً، تخللتها حوادث عادية، ولكن لاتدعو للقلق،وهو أمر عادي، ولذلك فإن المجتمع المصري مسلميه ومسيحييه، يربطهم رباط الألفة والمحبة، والمودة، ولا يمكن لأحد المساس بها،ولا يمكن الفصل بين المسلم والمسيحي إلا إذا توجه أحدهم للمسجد والآخر إلى الكنيسة، ولذلك فإن مصر لا يستطيع أحد أن يؤزم العلاقة بين شعبها،وأكد الدور الذي تلعبه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى جانب الأزهر الشريف، للم الشمل ونبذ العنف، وتقوية أواصر الوحدة الوطنية . وقال إن اليومين المقبلين سيشهدان بدء الاقتراع على الرئاسة المصرية، ومن هذا المكان فإني أدعو كافة أبناء مصر للتوجه إلى مقر السفارة في أبوظبي أو القنصلية في دبي، للإدلاء بأصواتهم وللمشاركة في انتخاب الرئيس القادم، والمشاركة في إعادة البناء. وقدم السفير المصري درعاً تذكارية لقداسة البابا. البابا تواضروس يزور «مصدر» قام البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أمس، بزيارة لمدينة مصدر في ختام زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقدم يوسف أحمد آل علي مدير عام شركة شمس للطاقة شرحاً حول مبادرة مصدر وأهدافها وإنجازاتها. واطلع البابا، خلال جولته في مصدر، على التجارب والدراسات التي يجريها الأساتذة والباحثون، إضافة لجوانب الاستدامة في مدينة مصدر. وأعرب البابا تواضروس الثاني عن سعادته بالزيارة قائلاً: «لقد اطلعنا على الدراسات المهمة التي يجريها الأساتذة والباحثون في معهد مصدر»، مضيفاً أن «هذه التجربة تقدم نموذجاً ناجحاً لمدن المستقبل المستدامة التي تعتمد على الموارد المتجددة كطاقة الشمس، وترسي ثقافة البحث والتطوير لدى أجيال المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©