السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العصيمي في «مائدة مستديرة»: الميزانية تكفي 20? فقط من احتياجات المعاقين

العصيمي في «مائدة مستديرة»: الميزانية تكفي 20? فقط من احتياجات المعاقين
4 مايو 2011 22:43
الحلقة الثانية المعاقون ماذا يريدون؟ هل أنت معاق؟ ممكن لا تسأل كيف لأنك تعلم في قرارة نفسك أن ذلك ممكن. تعلم أنه ليس شرطاً أن يكون المرء مقعداً حتى يصبح معاقاً، وأننا لسنا بما نملك من حواس ولكن بما نستثمر منها. إذن كيف تكون الصورة حين تضع نفسك مع «المعاقين» في ذات الدائرة..هل حصلوا على ما نحصل عليه.. أترانا أنصفناهم، وفي الرياضة تحديداً هل تراهم كأولئك الذين نقيم لهم التماثيل، ونلهث خلفهم حتى ونحن جلوس في بيوتنا أمام شاشات التلفزيون.. هل نعطيهم ما يستحقون أم ننثر بعض الفتات وكأننا نتصدق عليهم.. وهل ترى إنجازاتهم كما يرونها هم.. عنواناً للتحدي؟. هل أنصفهم الإعلام والمسؤولون والمجتمع أم أننا بحاجة إلى نظرة من جديد، بعين لا تكتفي بمشاهدة «إطار الصورة» وإنما بالغوص في التفاصيل؟. أما من الذي أسأل، فهو المسؤول والمشجع والقائم على الهيئة.. هو أنا وأنت، وكل السائرين في ركب الصمت والعجز والكسل.. كل من يرى لكنه لا يبصر ويمشي، لكنه لا يسير ويحرك يده غير أنه لا يمسك. أما لأجل من؟ .. ففي حب فرسان الإرادة .. مَن قهروا اليأس فأشرقت في صدورهم «ألف شمس». أبوظبي (الاتحاد) - منذ قرابة العام، كانت فكرة هذا الملف، وتحديداً في العاصمة الكرواتية زغرب في منتصف يونيو الماضي، حيث كانت بعثة اتحاد المعاقين، تشارك في بطولة العالم للرماية مع أبطال 43 دولة، شاركت في هذا التجمع الكبير للأبطال المعاقين، وكانت البطولة ساحة ثرية لتبادل الرؤى والأفكار، وإجراء مقارنة بين التجربة الإماراتية ومثيلاتها في العالم، من خلال العديد من الحوارات والمقابلات التي أجريناها هناك، وكان منها أكثر من مائدة مستديرة، سواء بمشاركة مسؤولين عالميين أو خاصة بوفد الإمارات. وتكرر اللقاء مع نجوم الإرادة الإماراتيين في مناسبات عديدة، سعياً إلى الوصول إلى مشاكلهم الحقيقية، كما يرونها هم أنفسهم، وفي كل مرة كنا نلتقيهم، كان ماجد العصيمي أمين السر العام لاتحاد المعاقين، هو القاسم المشترك، أما لماذا؟، فالإجابة لن تتحقق إلا برؤية العصيمي والاستماع إليه، عندها ستعرف لماذا يصر الأبطال على تواجده معهم في الكثير من البطولات، ولماذا يقدمونه للحديث عن آمالهم وآلامهم.. ببساطة لأنه منهم.. تدرج على سلم التحدي، وحارب الحياة بسيف الأمل، فانتصر. الحوارات مع العصيمي، كانت كثيرة، لكن أفكاره لم تتغير وقناعاته لم تتبدل، وبرغم قسوته البالغة في طرح قضيته، إلا أنه شديد التفاؤل. العصيمي تحدث لـ«الاتحاد» عن كل شيء، وفي كل مرة تحدث فيها، كان مطلبه وليس مطلبنا ألا يكون دبلوماسياً، وألا يهادن، وألا يقول سوى الحقيقة كل الحقيقة، مهما كانت قاسية. العصيمي تحدث بقوة وسدد في كل الاتجاهات، وحدد مطالب المعاقين في نقاط محددة، كما أثبت أن هؤلاء الأبطال لديهم فكر واع لتطوير رياضتهم من خلال اقتراحات يبحثون لها عن آذان صاغية تسمع لها وتنقذها من الضياع، وكشف عن أفكار لمشاريع استثمارية لخدمة المجتمع ورياضة المعاقين. في البداية، طالب ماجد العصيمي بإنشاء لجنة بارالمبية إماراتية، توازي اللجنة الأولمبية بالنسبة لغير المعاقين، بحيث تكون هي الكيان العام الذي يجمع كافة رياضات المعاقين، على أن تتبعها اتحادات أو لجان لمختلف اللعبات، بدلاً من كونها تابعة لاتحاد المعاقين، وهو ما يجعل الأمر على غير حقيقته، ويرى أن إنجاز ذلك، يحقق الكثير للمعاقين، ويدفع رياضتهم على طريق التفوق من خلال لجنة لها دعمها الذي توزعه هي بدورها على الاتحادات أو اللجان التابعة لها. اتحاد واحد وقال: من غير المنطقي أن يكون هناك اتحاد واحد يجمع حوالي 25 لعبة رياضية، فهذا أمر خارج عن النص، ويجب أن يكون لكل لعبة اتحاد، يقع تحت مظلة رسمية هي اللجنة البارالمبية الوطنية، التي يجب الإسراع بتأسيسها، بدلاً من أن تكون تلك اللجنة تابعة للاتحاد، كما هو حادث الآن. وأضاف: هذا هو المدخل لحل معاناة المعاقين في الدولة، وطرح حلا بديلا على المسؤولين في الدولة في حال تعذر إنشاء تلك اللجنة بإدراج رياضة المعاقين ضمن رياضات اللجنة الأولمبية الوطنية، ومحاسبة الرياضي المعاق بنفس المعايير التي يتم تطبيقها على الشخص غير المعاق، حتى لا يعتقد البعض أننا طامعون فقط في مجرد التواجد. وقال: على الرغم من أن الجميع قد تكون لديه قناعة أن الرياضي المعاق لا يبذل مجهودا كبيرا مثل غيره في الوصول إلى منصات التتويج، إلا أننا مستعدون تماما لتقديم كشف حساب، ولتقديم المستندات والدراسات التي تدل على أن الرياضي المعاق يبذل مجهوداً يكاد يكون ضعف ما يبذله غيره من الرياضيين للوصول لمنصات التتويج. واتفق ماجد العصيمي مع الآراء التي قالت إن المشكلة الأساسية للرياضيين المعاقين تكمن في الدعم المادي، وقال: نحن نعاني من أزمة حقيقية في مسألة الصرف المادي، فميزانية الاتحاد كانت منذ شهور قليلة مليوناً و500 ألف درهم، قبل أن ترفع إلى مليوني درهم، وتلك الميزانية تكفي فقط لـ 20 في المائة من احتياجاتنا الأساسية، فتحت مظلتنا حوالي 25 لعبة رياضية، لها أنشطتها المحلية والخارجية والمفروض علينا دعمها وتهيئة الأجواء للرياضي لكي ينجز فيها ويرفع علم الدولة في المحافل الخارجية. وطالب العصيمي بضرورة إعادة النظر في المخصصات المالية لاتحاد رياضة المعاقين، مؤكداً أن الميزانية ليست كافية على الإطلاق، وطالب الجهات المسؤولة بالدولة بضرورة مراجعة حساباتها وعلى رأسها الهيئة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية. وأبدى دهشته من الإنفاق المبالغ فيه على الرياضات الأخرى التي لا تحقق أية إنجازات، وتساءل كيف يتعاقد نادٍ مع لاعب كرة قدم بمائة مليون درهم ؟ وقال: أعتقد أنه أمر غير منطقي على الإطلاق، فهذا المبلغ يساوي ميزانية اتحاد المعاقين لخمسين سنة كاملة، وهذا هو سر معاناتنا التي لا يسمع لها أحد، وكأننا نتحدث مع أنفسنا. وقال: لولا الدعم الذي يقدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لما استمرت رياضة المعاقين، ولما لعب أبطالنا أو سافروا وخاضوا معسكرات أو شاركوا في بطولات فسموه يتكفل بكافة المصاريف خلال السنوات الأخيرة. وأكد أن المعاقين هم الفئة المظلومة في مسألة الدعم المادي، خاصة إذا ما تمت المقارنة بين الإنجازات التي يحققها هؤلاء الأبطال وبين ما يحققه الآخرون من إنجازات على المستوى الخارجي. وتابع: نحن نصرخ بصوت عال ولكن أعتقد أن الآخرين لا يسمعون هذه الصرخات عن قصد أو دون قصد.. لا أعرف، للدرجة التي سيطرت علينا حالة من اليأس نظراً للملل من الصراخ والآهات دون معنى ودون جدوى. 600 ألف درهم وكشف العصيمي عن تفاصيل الميزانية الخاصة بالاتحاد حيث أكد أن أكثر من 600 ألف درهم تصرف كرواتب موظفين فقط، وباقي المبلغ يتم توزيعه بين اللجنة البارالمبية، والمعاقين، والأولمبياد الخاص والبطولات التي نشارك فيها وننظمها. وطرح أمين سر اتحاد المعاقين بعض الحلول للخروج من هذا المأزق على رأسها مشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة في النشاطات التي ينظمها ويشارك فيها الاتحاد من خلال الرعاية أو الدعم المباشر وغير المباشر، ونوه إلى أن دور مثل هذه المؤسسات في الدعم المادي واجب وطني ومن المؤكد أن كل مؤسسة عليها دور اجتماعي وثقافي ورياضي وإنساني. كما اقترح وجود بعض المميزات الخاصة للشركات والمؤسسات التي تقوم بهذا الدور من جانب الحكومة نفسها، وقال: أعتقد أن الدعم من قبل المؤسسات الخاصة والحكومية ليس موجوداً بكثرة داخل الوسط الرياضي بشكل عام، لذلك فلابد من تحفيز تلك الكيانات على التواجد في هذا المجال، من خلال مميزات حكومية يتم الاتفاق عليها، تمنح للمؤسسة التي تبادر وتساهم في رعاية رياضة المعاقين، كعمل بعض الخصومات مثلاً أو إعطائها بعض المميزات التجارية، ونحن نملك حلولاً ومقترحات كثيرة في هذا الشأن. وضرب ماجد العصيمي مثالاً بالحكومة الأسترالية التي أقرت بعض القوانين التي من شأنها عمل بعض التسهيلات والمميزات للشركات التي توفر الدعم لرياضة المعاقين من خلال الرعاية أو بأي طريقة كانت، وقال: أعتقد أن الحكومة الأسترالية على صواب في هذه الجزئية تحديداً نظراً لعلمها وتأكدها من عزوف الشركات عن التواجد في هذا المجال. هجوم شرش وشن العصيمي هجوماً شرساً على مختلف المؤسسات الاقتصادية، والوسط الرياضي بشكل عام ومعهم الإعلام دون أن يستثني أحداً، ووصف الجميع بأنهم يقفون عائقا أمام تحدي المعاق لنفسه وإعاقته، ويقول: نحن فئة تتحدى نفسها في البداية وتتحدى الإعاقة ومن ثم تعيش التحدي الذي يعيشه كل فرد عادي في حال أراد التوجه إلى العالمية في الرياضة بشكل خاص، وأضاف: مع كل هذه التحديات نجد أن هناك معوقات أخرى على رأسها المجتمع نفسه والكيانات التي ذكرناها، فدورها سلبي بدرجة كبيرة، ولا تلعب الدور المفروض عليها تجاه مجتمعها وأفراده والفئات الموجودة فيه. وواصل العصيمي «الفضفضة» قائلاً: نحن نعاني وللأسف لا نجد أي صدى لهذه المعاناة، وعندما نصل لمسؤول ونحكي له عن مشاكلنا يسمع لنا فقط وكأنه يستمع إلى قصة من قصص ألف ليلة وليلة، أو رواية من وحي الخيال دون أن تكون هناك أي بادرة لتخفيف هذه الأوجاع. وطالب الإعلام بضرورة لعب دور الشريك من أجل رفعة هذه الرياضة، ورفض تواجد الإعلام لمجرد التواجد وأداء الواجب، واعتبر هذا الدور النواة الأساسية لبداية الدعم المادي والمعنوي من كل الجهات، وقال: دعنا نكون صرحاء مع أنفسنا، فلو شعرت المؤسسات الاقتصادية أن تواجدها كداعم لرياضة المعاقين، سيحقق لها دعاية إعلانية، لن تتردد على الإطلاق في التواجد خلف كل رياضي معاق، لذلك نقول إن دور وسائل الإعلام هو الأهم في المرحلة الحالية، من أجل جذب الرعاة لهذا الوسط الفقير من الناحية المادية. رياضة طاردة ووصف العصيمي رياضة المعاقين بالرياضة الطاردة، حيث أكد أن غياب الحافز، وعدم وجود الدعم المادي الكافي، كلها أسباب تؤدي إلى رحيل الكثير من الرياضيين عن ممارسة أي رياضة، ولم يكتف بذلك حيث أعلن عن وجود حالات هربت من الوسط بسبب نقص الدعم المادي والبحث عن وظيفة لتأمين مستقبلهم المعيشي. وضرب العصيمي مثالا بحميد حسن الذي أجبر على ترك الرياضة وهو في قمة عطائه، فقد كان أول من أحرز ميدالية أولمبية للإمارات عام 2000 في سيدني، ولا يزال حتى الآن قادراً على العطاء لكن أمام عدم توافر الحافز المادي اتخذ قرار الابتعاد عن الرياضة وهو في قمة مجده وعطائه، ومثل حميد هناك حوالي عشرة أبطال على الأقل كانوا مؤهلين لإنجازات عالمية، تخلوا عن كل ذلك بسبب قلة الدعم. وأضاف قائلا إن عدد الممارسين بشكل عام قليل جداً مقارنة بعدد المعاقين على مستوى الدولة، وهو الدليل الأكبر على أن رياضتنا طاردة وليست جاذبة بأي حال من الأحوال. عبدالله سيف: لدينا أرقام أفضل من غير المعاقين أبوظبي (الاتحاد) - لفت عبدالله سيف العرياني نجم منتخب الرماية للمعاقين، ولاعب نادي العين إلى نقطة شديدة الأهمية، تتعلق بنظرة المجتمع والمسؤول إلى الرياضة التي يمارسها المعاق، وأنها قد تكون سهلة وما إلى ذلك، وقال: النظر للرياضات التي يمارسها المعاقين، لا يمكن أبداً أن يتم وفق قناعة أحادية هي خاطئة بالأرقام والتحمل والمنافسة والمعايير الدولية، فليس صحيحاً على الإطلاق أن رياضتنا سهلة، أو أننا أقل قدرات في حدود إمكانياتنا من غير المعاقين. وأكد سيف العرياني أن الجهد المبذول في الرماية يعادل ما يبذله غير المعاق، وأن هناك مسابقات في تلك الرياضة تحديداً، يتم السماح فيها بمشاركة المعاقين مع غيرهم، والمثير أن هناك أرقاماً للمعاقين فاقت ما حققه غير المعاقين في مسابقات ما. أبطال الرماية يصوبون على الهدف: نتعامل كهواة ونحن أفضل من المحترفين أبوظبي (الاتحاد) - خلال «المائدة المستديرة» التي جمعتنا مع ماجد العصيمي، تواجد منتخب الرماية للمعاقين بقيادة نجم ومدرب الفريق عبدالله سلطان العرياني، ومعه نجوم الفريق الذين حققوا إنجازات عالمية لافتة، عبدالله سيف العرياني، سيف النعيمي، عبدالله الأحبابي، وعبيد الدهماني، إضافة إلى مدرب المنتخب أحمد البلوشي. ومثلما هم بارعون في الرماية، أصاب نجوم الفريق الهدف، وتحدثوا عن مشاكلهم بكل صراحة، وفي بعض الأوقات من الحوار معهم، كانت تلك الصراحة مؤلمة وقاسية، ولكن يبدو أنها مطلوبة، لنعرف ماذا نريد. كانت البداية مع عبدالله سلطان العرياني، الذي طالب بضرورة أن تتغير نظرة الجميع تجاه المعاق، وخاصة من المسؤولين عن الرياضة، والذين يجب أن يقدموا دعماً للرياضيين المعاقين، يلبي احتياجاتهم الواقعية، وكذلك من الشركات والمؤسسات الوطنية التي عليها أن تقوم بدورها في دعم ورعاية الرياضيين المعاقين، والاستثمار فيهم. دعم غير محدود أضاف: هناك تطور حادث، ودعم غير محدود من قيادتنا، خاصة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صاحب الأيادي البيضاء والعطاء غير المحدود للمعاقين، ولكننا نريد أن تصل الرسالة السامية إلى كافة مؤسسات المجتمع، وأن يستلهموا من عطاء سموه درساً لما يجب أن يكون عليه واقع الحال. كما ثمّن العرياني دعم مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، مؤكداً أنها لم تقصر معهم، وتكافئهم في البطولات، وتساندهم بشكل قوي، واستدرك: لكننا نريد دعماً آخر من الشركات التي تستفيد من المجتمع، وتساءل: هل من المقبول أن نجد شركات وطنية ترعى فرقاً ولاعبين أجانب، بينما نحن في موقف المتفرج. واقترح دخول شركات البترول على خط الرعاية للأبطال الرياضيين، وكذلك شركات الطيران، ولو بأن تمنح الأخيرة تذاكر السفر للرياضيين المعاقين مجاناً أو بنصف المبلغ، وقال: نحن نسافر خمس أو ست مرات في العام وهدفنا هو رفع راية الوطن، ومثل هذا الأمر لن يفرق إطلاقاً مع تلك الشركات ولا على مدخولها. تفرغ اللاعبين كما طالب عبدالله سلطان بضرورة تفريغ الرياضيين المعاقين تماماً في نفس عام الأولمبياد بالذات، باعتباره من الفعاليات الكبرى، والعمل على تفريغهم عند مستويات معينة، يصبح الطموح فيها، تحقيق ميداليات باسم الوطن. وانتقل سيف النعيمي بطل الرماية إلى قضية أخرى، تتعلق ببطولات المعاقين، وعدم وجود بطولات محلية لهم، وقال: لسنا على قدم المساواة مع غير المعاقين، فأغلب بطولاتنا إن لم تكن جميعـها عالمية ودولية، ننافس فيها أبطـال العالم وهم محترفون بمعنى الكلمة، أما نحـن فلسـنا محترفين، وإنما نعامل كهواة في كل شيء، كما لو كنا نمارس الرياضة في أوقات الفراغ. أضاف: الواقع يقول إننا غير محترفين، فكل واحد من أبطال العالم مثلنا يشارك في عشر بطولات على الأقل، بينما نحن نشارك في بطولتين أو ثلاث، وليست لنا بطولات محلية، والسبب من وجهة نظره أن الكثيرين لا يتفهمون طبيعة رياضة المعاقين وما وصلت إليه من مستويات، ولو عرفوا لتغيرت نظرتهم، ولأصبحنا أفضل اتحاد في العالم، واصفاً مبلغ الدعم الذي يحصلون عليه من الهيئة مقارنة بما يحصل عليه غير المعاقين، بأنه أشبه بالصدقة، بالرغم من تحقيقهم لإنجازات عجز عنها غير المعاقين. كما يلوم النعيمي المجتمع في عدم تقديره للبطل المعاق، ويستدل على ذلك، بواقعة حدثت معه، حين فاز بفضية آسيا للرماية في كوريا، وذهب إلى عمله في اليوم التالي لوصوله، مشغولاً بكيفية الرد على تهاني الزملاء، وقال: طوال ساعات الدوام ظللت في انتظار أن يسألني حتى أحدهم أين كنت، ولكن أحداً لم يفعلها، فعدت وأنا أضحك من نفسي. الأحبابي: رياضتنا لم تعد «على الهامش» أبوظبي (الاتحاد)- قال عبدالله الأحبابي لاعب منتخب الرماية ونادي العين للمعاقين، إن رياضتهم على المستوى العالمي، لم تعد على الهامش مثلما يتصور البعض، في ظل الطفرة التي حققتها، مضيفاً: لقد لمسنا ذلك في كل البطولات التي شاركنا فيها ومدى اهتمام الدول بنجومها، ومدى اهتمامها بتلك البطولات وترتيباتها البالغة لحفلات الافتتاح والختام. وقال: تابعنا بطولات عالمية، منها أولمبياد بكين للمعاقين الذي حضره الكثير من المسؤولين رفيعي المستوى حول العالم، وقبلها حضر افتتاح أولمبياد سيدني في المدرجات 20 ألف متفرج، وشعلة الدورة أشعلتها طائرة حربية من طراز ميراج، وشوارع بكين شاهدناها في التلفزيونات العالمية وقد ضجت بالآلاف من المشجعين، وكل ذلك في أولمبياد المعاقين. أضاف أن هذا الاهتمام ليس من فراغ أو لترضية وتطييب خواطر المعاقين، ولكن لأنهم فعلاً يقدمون ما يستحقون أمامه أن يكونوا على قدم المساواة مع غيرهم. لا تسألوا عن الاختصاصي النفسي أبوظبي (الاتحاد) ـ عن مسألة وجود اختصاصي نفسي ضمن الكادر التدريبي، رد ماجد العصيمي ساخراً: كيف يمكن تعيين طبيب نفسي ونحن نعاني كيفية التعاقد مع طبيب معالج أصلاً أو طاقم تدريبي.. دعونا نتعامل مع الواقع، نحن في الاتحاد نحاول تهيئة الرياضي المعاق من الناحية النفسية، ونبذل قصارى جهدنا لجعله شخصاً مندمجاً مع قطاعات المجتمع كافة، وتمنى أن يأتي اليوم الذي يرى فيه جهازاً فنياً متكامل العناصر لكل منتخب وطني في كل اللعبات المدرجة باتحاد المعاقين، بدلاً من الاعتماد على الأجهزة الفنية في الأندية. الدهماني: «الاحتياجات» الخاصة والعامة! أبوظبي (الاتحاد) ـ اتفق نجوم منتخب الرماية للمعاقين، على رفضهم عبارة ذوي الاحتياجات الخاصة عند الحديث عن المعاقين، مؤكدين أن القرار بإلغاء هذه العبارة جاء ليلبي تطلعاتهم، لأنها كانت من الكلمات القاسية على مشاعرهم، وكذلك وصف غير المعاقين بالأسوياء لأنها أشد قسوة، فمقابلها يعني أن المعاقين غير أسوياء، وهو مصطلح لا يمكن قبوله.ويقول عبيد الدهماني: بالطبع، كانت عبارة ذوي الاحتياجات الخاصة تؤلمنا نفسياً، فهل كان معناها أن غير المعاقين، هم ذوو الاحتياجات العامة أم ماذا، لافتاً إلى أن كل فرد في المجتمع هو ذو احتياج خاص، فهناك من ينقصه شيء ما موجود عند غيره، ولا يمكن أن تكون هذه العبارة هي الترجمة السليمة لواقعنا. وأكد الدهماني أن الاحتراف والتفرغ ضروريان للرياضي المعاق، ويمثلان حجر الزاوية في النهوض بهذا القطاع، لأنه من غير المنطقي أن تتحقق كل هذه الإنجازات على أيدي فرسان الإرادة ثم يتم التعامل معهم باعتبارهم هواة، وتكبلهم أعمالهم هي الأخرى، فتضيف لهم بعداً إضافياً على الإعاقة. حجب الترقيات عن الأبطال أهم أسباب التسرب من الرياضة أبوظبي (الاتحاد)- عن المصاعب التي يواجهها الرياضي المعاق في مجال عمله المدني، أعلن ماجد العصيمي أن هناك الكثير من المعوقات التي تواجه الكثيرين، على رأسها غياب الترقيات وتأخرها بشكل كبير بحجة غيابه عن العمل لوجوده في معسكرات تدريبية مثلا، وتساءل: هل من المنطقي أن يعاقب الشخص على تأدية واجبه تجاه وطنه بخصم مادي أو تأخير ترقية أو إبعاد عن عمل، مطالباً بوضع آلية عمل يتم تحديدها لتلك الفئة، وتحديداً من ناحية الوظيفة المدنية. كما طالب بضرورة تفرغ الرياضي المعاق الذي يصل إلى مرحلة معينة من العطاء، وليس كل معاق حتى لا يعتقد البعض أن المعاقين لا يريدون العمل، وقال: عندما نتأكد من نجاح شخص معين وقدرته على تمثيل الدولة خارجيا، وتهيئته لذلك من خلال برامج تدريبية تحتاج إلى مزيد من الوقت والتركيز، ففي هذه هي المرحلة يجب أن يستثنى منها بتفرغ تام من وظيفته. وحدد مدة التفرغ بجزئي في العام الذي يسبق دورة الألعاب الأولمبية، وتفرغ تام في العام الذي تقام فيه الدورة، حتى يتسنى للبطل الاستعداد بشكل متميز للحدث، وضرب مثالا بدولة ألمانيا في هذا الصدد، حيث أكد أن الحكومة الألمانية تفرغ لاعبيها المعاقين الذين سيشاركون في الأولمبياد قبلها بعام، وتتكفل بالمصاريف كافة لدى المؤسسات، وحصدت ألمانيا ثمار هذا العمل خلال دورة بكين الأولمبية بحصد عدد كبير من الميداليات التي اعتبرها الكثيرون رقما قياسياً على ألمانيا، نظراً لمقارنة عدد المعاقين فيها بدولة مثل الصين أوالولايات المتحدة الأميركية مثلا. وأعلن أن الخوف من فقدان الوظيفة أو الحصول على عقوبات أحد الأسباب الرئيسية وراء عزوف عدد كبير عن ممارسة الرياضة بشكل محترف، فضلاً عن أن الخوف أيضا هو السبب وراء ترك الكثيرين لهذا المجال مهما وصلت نسبة تفوقهم وقدرتهم على العطاء. المساواة في التكريم رفعت الروح المعنوية لـ «أبطال الإرادة» أبوظبي (الاتحاد)- حول معاناة المعاقين في المجتمع بشكل عام، رفض ماجد العصيمي التعامل بمبدأ العطف على المعاق أو نظرة الشفقة من البعض، وقال: في الوقت الراهن قلت هذه النظرة، ولكن ما يؤلمنا هو التعامل معنا على أننا “كمالة عدد” في المجتمع، وأعتقد أنه من العدل أن يعامل الجميع بمبدأ واحد، فالبطل يعامل معاملة البطل سواء كان معاقاً أو غير معاق، وكذلك في مبدأ الجزاء، فعلى المجتمع والمسؤولين التعامل بنظرة واحدة، وعدم الكيل بمكيالين. ورفض العصيمي لوم أفراد المجتمع بسبب نظرة الشفقة من البعض، ولكنه لام المؤسسات المسؤولة عن عدم تثقيف الناس حول كيفية التعامل السليم مع أصحاب الإعاقة، وقال: نحن نعاني جهلاً تاماً في هذه الجزئية والسبب الرئيس هو غياب الوعي من خلال غياب الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وأشاد بخطوة الهيئة العامة للشباب والرياضة التي أدرجت أسماء المعاقين أصحاب الإنجازات ضمن قائمة المكرمين، من قبل الدولة، ولم تفرق في التكريم المادي بين الفئتين، مؤكدا أنها خطوة جيدة في التعامل السليم والسعي نحو تطور هذه الرياضة. وقال: المساواة رفعت من الروح المعنوية لدى الجميع وجعلت الصدارة في الإنجازات لنا نحن. كما طالب بوضع آلية محددة للتعامل مع أصحاب الإنجازات الرياضية، أساسها رفع علم الدولة في المحافل الخارجية، ومن يصل إلى هذه المكانة يجب تكريمه بشكل محدد من دون التفرقة بسبب فئته. مستعدون لتوفير الأرض مشروع استثماري ضخم يبحث عن ممول أبوظبي (الاتحاد)- طرح ماجد العصيمي، أمين السر العام لاتحاد المعاقين، عدداً من المقترحات التي يراها تمثل حلولاً جذرية لأزمة الدعم المادي ومعاناة اتحاده المستمرة معها، حيث اقترح العصيمي الاتجاه إلى الاستثمار الرياضي، وأكد أنه الحل الأمثل للخروج من الأزمة المالية الطاحنة لكل من هو مبدع داخل الدولة. وقال: علينا تفعيل بعض الأفكار التي نملكها من خلال عمل مشاريع خاصة تدر دخلاً ثابتاً على الاتحاد يمنعنا من الحاجة لأي جهة. وأضاف: لدينا العديد من المشاريع ولكن ينقصنا فقط الممول من رجال الأعمال، وأعلن عن وجود مشروع استثماري ضخم لإقامة مركز تجاري، يكون دخله مشتركاً بين الممول واتحاد المعاقين، وأعلن عن قدرته على توفير الأرض المناسبة لهذا المشروع الضخم، ولكنه وجه نداءً لرجال الأعمال بالإقدام على هذه الخطوة المهمة، التي من شأنها الارتقاء بهذه الفئة ورياضتها بشكل لا يتخيله أحد على الإطلاق. كما أعلن عن وجود فكرة مشروع ثانٍ بإنشاء مدينة رياضية متكاملة تشتمل على عدد من الملاعب والصالات التي يتم تأجيرها، ويكون دخلها مناصفة بين الاتحاد والممول أيضاً، وأكد أن الاتحاد سيرضى بالنسبة التي يحددها الممول ولن يشترط المناصفة في الدخل، ولكن اشترط فقط أن يكون الدخل مقنعاً وبنسبة مجزية. وأضاف: نحن نملك أفكاراً لتلك المشاريع، ونملك كل المخططات الخاصة بها من الناحية الإنشائية، ونملك دراسة جدوى لكل أفكارنا، وننتظر فقط المبادرة من رجال الدولة المخلصين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©