الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: الإمارات من أهم الدول في مجال حركة البناء البيئي ومعايير المباني الخضراء

خبراء: الإمارات من أهم الدول في مجال حركة البناء البيئي ومعايير المباني الخضراء
15 أكتوبر 2008 23:25
أكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في الامارات أن ما تشهده دولة الامارات من طفرة عمرانية غير مسبوقة وتخصيص الاستثمارات الضخمة لتطوير هذا القطاع ما كان ليتم بهذه السرعة والإتقان لولا التنظيم والاستخدام للتقنيات الحديثة وفقا لأرقى معايير الجودة· وأشاد بن فهد بالمبادرة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإطلاق مبادرة الأبنية الخضراء والتي شكلت تطويراً نوعياً للممارسة والتشريعات القائمة وفتحت آفاق عمل جديد لوضع التشريعات وتحديد المعايير والارشادات الخاصة بتصميم وتنفيذ الأبنية المستقبلية المستدامة بالدولة· وأكد أن دولة الامارات كانت من اوائل الدول التي طبقت معايير الجودة الدولية على المستوى الاقليمي في مختلف انشطتها ولديها برامج وجوائز عديدة في الجودة والتميز تغطي مختلف القطاعات· جاء ذلك خلال افتتاح أعمال فعاليات اليوم المفتوح الذي أقيم أمس تحت عنوان ''المباني لمستقبل مستدام'' ضمن فعاليات العمومية الـ31 لمنظمة التقييس الدولية ''ايزو دبي ''2008 التي تستضيفها هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس ''مواصفات'' والتي ستختتم أعمالها غدا الجمعة· وقال ابن فهد: إن الحكومة قامت ومنذ بداية هذا العام بوضع التشريعات وتحديد المعايير والارشادات الخاصة بتصميم وتنفيذ الأبنية المستقبلية المستدامة، بحيث تلزم قطاع البناء والتشييد في الدولة بالعمل بموجبها· وأضاف: إن ثمار هذه التوجهات والتشريعات وانعكاساتها على البيئة والذي بدأنا نلاحظ ثمراتها من خلال تدشين انشاء المدينة الخضراء في امارة ابوظبي والمواصفات واللوائح الفنية في مجالات الأمن والسلامة، والتي تعد من افضل المواصفات القياسية والممارسات المتبناة في المباني الضخمة والابراج الشاهقة في الامارات ومدينة دبي على وجه الخصوص وبرج دبي كأحد معالم هذه المدينة· وشهد اليوم المفتوح أمس عرضا شاملا لمبادرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' حول تعزيز مفاهيم المباني الخضراء، والتوسع في المباني الصديقة للبيئة، وخطة ''مصدر'' لتخفيض استهلاك المياه بنسبة 80%، كما شهدت أعمال اليوم المفتوح عرضا آخر للمقاييس والمعايير الدولية في المباني الشاهقة والأبراج، وفقا لتجربة اعمار في تشييد أحج أعلى الأبراج في العالم، كما تركزت المناقشات على أن مفهوم الاستدامة ضرورة حتمية، كما تأتي المواصفات القياسية الدولية كأهم وسيلة لتوفير انتشار تقنيات الاستدامة وأفضل الممارسات في هذا المجال على المستوى العالمي· وشدد الحضور من خبراء منظمة التقييس الدولية خلال الاجتماعات أمس على أهمية الأخذ بالمعايير التي روعيت في مختلف تجارب الامارات، لافتين الى أن دولة الامارات عززت من مكانتها الريادية ضمن ابرز الدول العالمية، في مجال حركة البناء البيئي واقامة مدن تصنف ضمن أرقى الحلول البيئية من خلال تبنيها تصاميم ومعايير المباني المستقبلية المستدامة أو ما يعرف بالمباني الخضراء، كما دعا الخبراء إلى أهمية عدم تقليد المدن الكبيرة، والتي خسر المشهد العمراني فيها النمط المحلي والابتكارات المستدامة· واستقطب اليوم المفتوح عدداً كبيراً من المشاركين في الحمعية العمومية لمنظمة الأيزو إضافة إلى الجهات الحكومية لقطاع المباني ومطوري العقارات والمصممين والمهندسين ومسؤولي المرافق وأمن وسلامة المنشات والهيئات الحكومية، الذين اطلعوا على بعض المشاريع السباقة في هذا المجال التي يتم اقامتها في الامارات وأبرزها المدينة الخضراء التي تنفذها شركة ''مصدر'' في امارة ابوظبي، وبرج دبي كأعلى مبنى في العالم· وأبرز خالد عواد مدير شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' في ورقة ورقة العمل حول ''المدن الخضراء - تجربة مصدر'' مميزات مشروع المدينة الخضراء كتجربة سباقة في اقامة أول مدينة خالية من الكربون ويتم فيها تدوير العضلات والمياه العادمة في قلب امارة أبوظبي· ونوه الى أن المدينة ستعتمد في توليد الكهرباء على مصادر الطاقة الطبيعية، حين يتم استخدام الطاقة الشمسية في عملية التكييف واعتماد الهندسة المعمارية البيئية الحديثة والالتزام بالاستخدام المتوازن للطاقة ورفع مستوى كفاءتها وفعاليتها، إلى جانب إعادة تدوير النفايات واستخدام نظام حديث للمواصلات، مشيرا الى أن المدنية ستقلل من استهلاك المياه بنسبة 80 % من خلال استخدام تقنيات إعادة التنقية· وأضاف عواد: أن مدينة مصدر ستبرز التزام الامارات وامارة أبوظبي بالتحديد بمواجهة أبرز تحد تواحهه البشرية في يومنا هذا وهو سلامة الطاقة والمعايير البيئية والتطور البشري المستدام، حيث يأتي الدور الاستراتيجي لمسألة تبني المعايير والمواصفات وبالاخص العالمية منها لمواجهة هذه التحديات· وقال ''جريج سانج'' مدير المشاريع في شركة إعمار'' على أنه وفي ضوء التطورات البيئية ومعايير السلامة والامان، تأتي مسائل معايير الامن والسلامة ومقاومة الهزات الارضية وسهولة حركة مستخدمي الأبنية في عمليات الدخول والخروج إليها بغض النظر عن اعمارهم وقدراتهم الجسدية وبالاخص في الأبراج الشاهقة الارتفاع ضمن أبرز الاولويات في المجتمعات· واضاف: إن معايير الامان في المباني المرتفعة، أصبحت جزءا مهما ورئيسيا في الأعمال الهندسية والانشائية، والتي راعتها اعمار في مشروع ''برج دبي'' باعتباره أعلى مبنى في العالم، حتى الآن· وأشار سانج الى أن تجربة انشاء برج دبي مثال مهم وتجربة عالمية به في مواجهة التحديات المتلاحقة في نظم المباني الشاهقة، مستعرضا مختلف التصاميم الانشائية لبرج دبي من النواحي العمرانية ومعايير السلامة والامان التي وضعها فريق من خبراء التصميم والإنشاءات العالميين· وقال ''ألين برايدن'' الأمين العام لمنظمة التقييس الدولية: إن المواصفات القياسية التي تصدرها المنظمة الدولية للتقييس (الأيزو) ترفع من فعالية الطاقة المستخدمة ومستوى الأداء البيئي من خلال مواد البناء المستخدمة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من البيوت الخضراء، وتشكل أساساً هاماً يستند عليه المصممون والمهندسون المعماريون والمهندسون والملاك ومسؤولو المرافق والهيئات الحكومية، في تطوير المباني المستدامة· وأشادت ''لويس كوكس'' رئيسة الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين بتجارب الإمارات في مجال مباني المستقبل، والمباني الخضراء، منوهة إلى أنها تجربة مهمة، لكونها أخذت بمختلف المعايير العالمية· وأكدت على أن التصميم الجيد للمباني لا يمكن فصله عن الامور البيئية وأن جميع المباني يجب أن تقوم بالأساس على المعايير البيئية وتلك المتعلقة بالأمن والسلامة، موضحة أن الغرض من اقامة المباني هو توفير بيئة صحية لمستخدميها سواء للسكن أو العمل ورفاهية للشعور بالراحة والاستمتاع بما تقدمه الحياة، بالاضافة إلى عنصرين رئيسيين أيضاً وهما عاملي الاستدامة البيئية وسهولة استخدام الجميع للمداخل والمخارج في كل الظروف· وشدد ''لويس كوكس'' على أن رؤية المصمم للمستقبل يجب ان تشمل مراعاة واضحة للمبادئ البيئية والحضارية والتراثية والطبيعية أيضاً، عدا عن استخدام الموارد المتوافرة محلياً لملاقاة الاحتياجات المحلية وأسلوب عيش المجتمع نفسه· ودعت كوكس إلى الابتعاد عن تقليد المدن الكبيرة مثل لندن ونيويورك، وفي الاقتصاديات النامية مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية، موضحة أنه وعلى مدى 200 عام، فقد بل خسر المشهد العمراني، النمط المحلي الذي تتميز به مثل هذه المناطق، كما فقد ايضا عناصر الابتكارات المستدامة التي طورتها الأجيال القديمة، وفقا للظروف البيئية حولهم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©