توقع منظمو معرض جيتكس 2008 أن تشهد الدورة الثامنة والعشرين للمعرض والتي ستنطلق الأحد المقبل في مركز دبي التجاري العالمي تنافساً قوياً بين شركات التقنية العالمية والاقليمية بهدف الاستفادة من النمو المطرد في سوق التقنية بمنطقة الشرق الأوسط، والذي يتوقع ان يصل حجمه إلى 348,6 مليار درهم (95 مليار دولار) بحلول العام 2011 مقابل 286 مليار درهم (73 مليار دولار) حالياً·
وتوقعت تقارير صادرة بمناسبة انطلاق المعرض الذي سيضم 3300 شركة من 83 دولة، أن تظل دولة الإمارات المحرك الرئيسي لنمو هذا القطاع خلال تلك الفترة، وان تستحوذ على أكثر من 16% من السوق الإقليمي، حيث يتوقع ان يصل حجم إنفاقها على قطاع التقنية ما يزيد عن 55 مليار درهم (15 مليار دولار)·
وعزا المنظمون المشاركة القوية للشركات الكبرى لاول مرة في دورة هذا العام مثل دل وجوجل وسيجيت، إلى سعى هذه الشركات للاستفادة من زخم النمو في أسواق المنطقة بعيدا عن الأزمة المالية العالمية الحالية وتداعياتها السلبية على بعض الأسواق، مؤكدين أن الطلب على المشاركة في المعارض ارتفع بشكل حاد خلال الأشهر الثلاث الماضية بالرغم من تلك الأزمة·
وقال هلال سعيد المري المدير العام لمركز دبي التجاري أن المركز نجح في استيعاب جزء من الطلب المتزايد على المشاركة هذا العام بالرغم من نفاد كل المساحات المخصصة للعرض في قاعات المركز، لافتا إلى انه مع انتقال المعرض إلى مركز المعارض الجديد في جبل على خلال العام ،2010 سيتم استيعاب كافة طلبات المشاركة لاسيما وان المساحة هناك تعد ضعف المساحة الحالية·
وفي رده على سؤال لـ ''الاتحاد''حول مدى تأثر المشاركات هذا العام بالأزمة المالية العالمية التي أثرت على قرارات الشركات في القطاع الترويجي لتقليل التكاليف، أوضح المري أن الأزمة كان لها أثر إيجابي وليس سلبيا على المعرض بعد أن نقلته من المرتبة الثانية في أولويات الشركات إلى المرتبة الأولى، مفسراً ذلك بتزايد الطلب بشكل لافت على المشاركة في الفترة الأخيرة، وذلك لرغبة الشركات في الوصول إلى الأسواق التي تشهد أفضل معدلات نمو في قطاع المعلومات والاتصالات وفي صدارتها أسواق الشرق الأوسط·
وأوضح ان المعرض سيشهد منافسة قوية فيما بين هذه الشركات الهادفة للاستفادة من نمو السوق والذي يبلغ حجم الإنفاق فيه على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ما يزيد عن 95 مليار دولار·
ويتوقع ان تفوق مشتريات منتجات وخدمات المعلومات وتقنية الاتصالات خلال 2008 في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تلك المتوقعة في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب تقرير شركة الأبحاث العالمية جلوبال إنسايت، الذي أشار إلى تحقيق الشركات العاملة في الشرق الأوسط نمواً بنسبة 5 %، مقارنة بنسبة 4 % لدى الشركات الأميركية، وذلك مع تحول الشرق الأوسط ومنطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي إلى أسرع منطقتين في النمو في العالم·
وتتطلع شركات المعلومات وتقنية الاتصالات، العاملة في الشرق الأوسط الذي تحول إلى مركز للتقنية العالمية، إلى الاستفادة من جاذبية السوق عن طريق زيادة الاستثمارات في هذه المنطقة·
وأعرب المري عن اعتقاده بأن الاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات سوف يستمر كأولوية للعديد من الشركات العاملة في القطاعات الحيوية المختلفة التي تتمتع بنمو قوي في أنحاء المنطقة كالرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة والإنشاءات في ظل استقرار الأسواق الإقليمية والقطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد العالمي بأزمة حادة·
وقال المري ''سيعمل العديد من شركات التقنية العالمية التي تمتلك قاعدة متنوعة وواسعة من العملاء وتشكيلة كبيرة من المنتجات والخدمات على الاستفادة من أسبوع جيتكس للتقنية باعتباره فرصة سانحة لتوسيع أعمالها في هذه المنطقة التي تتمتع بمعدلات نمو كبيرة''· وعلق المري على هذه المشاركة بقوله ''إن استقطاب جيتكس للمزيد من الشركات الجديدة واستضافته لأبرز الأسماء في مجال تقنية المعلومات، مثل سكوت ماك نيلي، يُبرز أهمية أسواق المنطقة للشركات العالمية، كما يسلط الضوء على مكانتنا الاستراتيجية كمدخل واسع للشركات الباحثة عن فرص الاستفادة من تلك الأسواق الحيوية''·
ويشارك بالمعرض 30 جناحاً وطنياً منها من يشارك للمرة الأولى كالبحرين وايرلندا ورومانيا وصربيا وسلوفينيا وتايلاند، وتعد أكبر 3 مشاركات من المنطقة من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة البحرين، وستكون الصين صاحبة أكبر وفد مشارك في دورة هذا العام·
وتزيد مشاركات الدوائر والمؤسسات الحكومية والوزارات في دولة الإمارات هذا العام بنسبة 20%، ومن بين هذه الجهات: حكومة دبي الإلكترونية، وإدارة الجنسية والإقامة في وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، وشرطة أبو ظبي، ووزارة العمل، كما يشارك عدد من الجهات الحكومية من دول مجلس التعاون الخليجي منها: الحكومة الإلكترونية في البحرين، وواحة المعرفة من مسقط·
ويتوقع أن يزور المعرض ما يزيد على 130 ألف زائر للاطلاع على ما تعرضه كبرى الشركات العالمية المعروفة، والتي يعد أسبوع جيتكس للتقنية فرصة مثالية لها لطرح أحدث منتجاتها، والإعلان عن التطورات الاستراتيجية المهمة في أعمالها، فشركة اتصالات ستعلن خلال جيتكس عن شراكة دولية جديدة، بينما ستعرض أفايا مجموعتها الكاملة من التقنيات الخاصة ببروتوكول الإنترنت،
ويضم أسبوع جيتكس للتقنية هذا العام ثلاثة معارض متخصصة هي: معرض جيتكس لحلول الأعمال، ومعرض جلف كومس، ومعرض إلكترونيات المستهلكين·
وتشير توقعات تقرير جلوبال إنسايت إلى أن يصل مجمل الإنفاق على المعلومات وتقنية الاتصالات في الشرق الأوسط هذا العام إلى 73 مليار دولار أميركي، وأن يرتفع خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى 95 مليار دولار سنوياً·
ويشير تقرير مؤسسة جلوبال إنسايت للتحليل الاقتصادي والمالي أن الإمارات تنفق في الوقت الحاضر 11,4 مليار دولار سنوياً على المعلومات وتقنية الاتصالات، وهذا الرقم مرشح للارتفاع إلى 14,8 مليار دولار في العام ·2011
وتنفق المملكة العربية السعودية، أكبر مستثمر في المنطقة أكثر من 20 مليار دولار سنوياً على الاستثمار في المعلومات وتقنية الاتصالات·
وتشير الدراسات والأبحاث التي تمت أخيراً إلى أن معدل الإنفاق على قطاع تقنية الاتصالات والمعلومات في دولة الإمارات، يرتكز بجزئه الأكبر على الإنفاق في شريحة المنتجات الاستهلاكية، إذ بلغ الإنفاق على هذه المنتجات حالياً 5,3 مليار دولار، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 6,8 مليار دولار في غضون الثلاث سنوات القادمة، ويتوزع ما تبقى على شرائح الاتصالات والطاقة والمرافق العامة والقطاع الحكومي، إذ يبلغ معدل الإنفاق على هذه الشرائح مليار دولار حالياً، من المتوقع أن تبلغ 1,2 مليار دولار بحلول العام ·2011
ويتوقع منظمو معرض جلف كومس، الذي يقام على هامش جيتكس، ان تقود أسواق الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا صناعة الاتصالات خلال العقد المقبل، نتيجة لفرص النمو الهائلة الموجودة في المنطقة·
وتشير نتائج دراسة أجرتها مؤسسة بوز آلن هاملتون للأبحاث والاستشارات، إلى أن إيرادات الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وخدمة إنترنت الحزمة الواسعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزيد في الوقت الحالي على 50 مليار دولار، ويتوقع لها أن تنمو لتصل إلى 70 مليار دولار بحلول العام ·2015
ويتيح الحضور القوي لكبريات الشركات العاملة في الإمارات في معرض أسبوع جيتكس للتقنية الفرصة الملائمة والمتاحة أمام تلك الشركات للتوسع في أسواق نامية أخرى· فشركة اتصالات التي تعتبر من أسرع شركات الاتصالات نمواً في العالم، وسعت نطاق خدماتها في الآونة الأخيرة لتشمل مصر، والهند، وغرب أفريقيا، نتيجة للنمو في تلك الأسواق النامية·
وقالت الوكالة الفرنسية للترويج الدولي التي تشرف على الجناح الفرنسي إن أكثر من 18 شركة فرنسية سوف تشارك في معرض جيتكس هذا العام والذي سيقام على مساحة مساحة 270 مترا مربعا·
كما يتوقع أن يشهدَ المعرض أضخمَ مشاركة من الشركات الصينية والكورية والتايوانية المتخصِّصة في تقنية المعلومات، إذ أكدت نحو 250 شركة من البلدان الثلاث مشاركتها في المعرض·
وتأتي هذه المشاركة الواسعة من قبل الشركات الآسيوية في وقت تسعى فيه الشركات الشرق أوسطية لإقامة شراكات قوية ووثيقة مع الشركات المماثلة في الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي، وخاصة في مجالات الاتصالات والمعدات التقنية والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية·
وأظهر تقرير نُشر مؤخراً أنَّ العلاقات والشراكات والتحالفات بين شركات تقنيات المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا المطلة على المحيط الهادئ قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخها·
ووفقاً للتقرير الصادر عن المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية ''فيوجن كونسلتنج''، فإنَّ سوق تقنيات المعلومات والاتصالات في دول آسيا المطلة على المحيط الهادئ تنمو بمعدل 8 %، مقارنة مع السوق العالمية التي تنمو بمعدل 5 %، وستصل قيمتها إلى أكثر من 400 مليار دولار أميركي بحلول العام ،2009 أي ما يعادل نحو رُبع القيمة الإجمالية للسوق العالمية·
عدد اليوم
