السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رومانتيكا» مواقف ضاحكة لعشاق خائبين

«رومانتيكا» مواقف ضاحكة لعشاق خائبين
1 مايو 2012
يجتمع حشد من نجوم الكوميديا السورية في منتجع بحري على شاطئ مدينة طرطوس السورية، ليعيش كل منهم قصة حب ملوعة، ويعاني آلام العشق والغرام، لكن حالات الحب هذه محكوم عليها جمعيها بالفشل مسبقاً؛ لأن مشاعر العشاق وعواطفهم تتجه نحو أشخاص لا يبادلونهم المشاعر نفسها، وإنما يتطلعون بدورهم إلى أشخاص آخرين، وهكذا يختبر الجميع تجارب قاسية مع الحب لا تعرف الأمل. يعشق عاصم حواط، جيني إسبر، وجيني تحب زهير رمضان، وزهير رمضان يهوى فتاة أخرى، وهكذا يختلط الحابل بالنابل، ويعاني الجميع من آلام الحب وعذاباته، وسط حالة من الفوضى، والمواقف الكوميدية الضاحكة. هذا المسلسل الجديد يحمل عنوان “رومانتيكا”، وهو مستنبط من دمج كلمتي “رومانس” و”أنتيكا”، في إشارة إلى حالات الهيام الجامحة التي تعيشها الشخصيات، والتي تحاكي في شدتها قصص الحب القديمة، مع فارق جوهري، وهو أن جميعها يتجرع الخيبة. وينتظر عرض المسلسل على عدة قنوات في رمضان المقبل. كوميديا سوداء يخرج “رومانتيكا” عن المزاج السائد في الدراما السورية لهذا العام، حيث تركز كثير من الأعمال على الجوانب الاجتماعية، فيزاوج بين مساحتين جذابتين: مساحة الوجدانيات والمشاعر، ومساحة الكوميديا، لينسج دراما رومانسية كوميدية خفيفة، تحمل مقولة اجتماعية مهمة بقالب الفكاهة. يقول كاتب العمل شادي دويعر: إن المسلسل لا يهدف إلى السخرية من آلام العشاق، بعكس ما قد يتبادر للذهن للوهلة الأولى، وإنما يسعى إلى طرح تساؤلات جدية حول التواصل بين المرأة والرجل، وأسباب الفشل الذي يعاني منه البعض في الحب والزواج، لكن المسلسل يعالج هذه القضايا الاجتماعية المهمة في إطار الكوميديا والمواقف الطريفة بعيداً عن الحزن والدموع، فالكوميديا ترسم الابتسامة وتدخل إلى القلوب بيسر وسهولة. ويضيف الكاتب: الحب تجربة إنسانية كبيرة، وعندما يصيب الفرد، فإنه يحدث تبدلات كبيرة في حياته وسلوكه وتوجهاته، ويساهم برسم مستقبله وتحديد خياراته وقراراته، وكثيراً ما تترافق قصص الحب مع الألم والمعاناة، ولهذا فهي تشكل أرضية خصبة للدراما. كما أن العشق غالباً ما يدفع الفرد إلى التصرف بطريقة غير مألوفة، ما يولد المواقف الكوميدية الطريفة، وهذا يقودنا مباشرة إلى معين لا ينضب من الكوميديا السوداء. رشاقة وعمق ينتمي المسلسل إلى كوميديا المكان الواحد، ويتألف من ثلاثين حلقة متصلة منفصلة، فهناك شخصيات أساسية وثابتة لها حكاياتها المتصلة من أول العمل إلى آخره، بينما تحل شخصيات أخرى كضيوف على الحلقات لتروي حكاياتها وتمضي. وعن سبب تحديد المدة الزمنية للحلقة الواحدة بخمس وعشرين دقيقة، يقول الكاتب، إن هذا الخيار الفني، يكسب العمل الكثير من الحيوية والرشاقة. ويضيف: العمل الدرامي الطويل يستهويني أكثر من أسلوب اللوحات الدرامية؛ لأنه يتيح لي تعميق الشخصيات والاشتغال على تفاصيلها، ما يخلق علاقات درامية غنية ومتنوعة، ويسمح بطرح أفكار كثيرة. وقد مزجت في هذا العمل بين الاتجاهين، لأستفيد من مزايا كل منهما، فالمدة الزمنية القصيرة والحلقات المنفصلة المتصلة تضمن الحيوية، وحكايات الشخصيات الرئيسية الممتدة على مدى الحلقات تشكل نسيجاً درامياً خصباً لطرح القضايا المختلفة. قصص حب خائبة يتصدى لإخراج “رومانتيكا” الفنان مهند قطيش في تجربته الإخراجية الأولى في التلفزيون، بعد تجربة إخراجية واحدة في السينما. ويقول إنه اختار مدينة طرطوس الساحلية كمكان للتصوير، بهدف الاستفادة من جماليات الطبيعة البحرية. ويضيف: أحداث العمل تدور في منتجع اسمه “صيف يا صيف”، حيث تتشابك قصص الحب الخائبة بين مجموعة من الموظفين وعدد من النزلاء، لتصنع الحالة الكوميدية الطريفة. وما يجمع بين شخصيات العمل عموماً هي الطيبة والبراءة والحب الصادق، ونلمس ذلك من خلال الغوص بعمق في دواخل هذه الشخصيات لنسلط الضوء على مشكلاتهم وهمومهم الاجتماعية والمعيشية، ولاسيما أن أغلبهم من الموظفين. أما عن اختياره للممثلين، فيقول قطيش إن العمل بطولة جماعية، وقد استرشد في خياراته بمبدأ أن يستعين بالممثلين القادرين على الإضافة للعمل وإغنائه، وهكذا استعان بوجوه كوميدية موهوبة ستشكل عناصر نجاح إضافية، مثل: زهير رمضان، وجيني إسبر، وجرجس جبارة، وعاصم حواط، ومحمد خير الجراح، ومحمد حداقي، وصفاء سلطان، وبشار إسماعيل، وأندريه سكاف، ورنا شميس، وغيرهم، بالإضافة إلى فنانين آخرين سيحلّون ضيوفاً على حلقات المسلسل. توتي وشفيق تلعب الفنانة جيني إسبر شخصية “تهاني”، ويطلق الجميع عليها لقب “توتي” كنوع من الدلال، و”توتي” مثلها مثل جميع العاملين والنزلاء في هذا المنتجع، تعاني من آلام الحب وعذاباته، ومشاعرها تتجه نحو “شفيق”، لكن هذا الأخير لا يبادلها المشاعر نفسها، وإنما تتجه مشاعره نحو فتاة أخرى. وهكذا تعيش “توتي” طوال حلقات المسلسل، في حالة بحث دائمة عما يمكن أن يلفت انتباه “شفيق” إليها، دون جدوى. فتحاول أن تتأنق وتساير الموضة، ولأنها جاهلة في هذا الميدان، غالباً ما ترتدي ملابس مضحكة، تثير سخرية الجميع. وتقول جيني إنها سعيدة بهذه الشخصية الجديدة عليها، فلم يسبق أن لعبت دور العاشقة الولهانة والخائبة، وهي تبدي إعجابها بأسلوب عمل المخرج مهند قطيش وبكيفية إدارته للممثلين. وتقول: مهند في الأساس ممثل، ولهذا فهو يفهم تماماً تكنيك الممثل، ومشاعره، وبالتالي فإن توجيهاته كمخرج، تصدر من خبرة كبيرة في التمثيل. ويلعب دور “شفيق” في المسلسل الفنان زهير رمضان، وهو صاحب المنتجع، الذي يتعامل مع الجميع بعطف وحب أبوي، فيرعاهم ويحاول معالجة مشكلاتهم، وإن كان هو نفسه يعاني من مشكلة لا يجد حلاً لها كالآخرين، وهي أنه يحب فتاة لا تحبه. عذابات الحب الناجيان الوحيدان من عذابات الحب في هذا المسلسل الضاحك هما صفاء سلطان ومحمد حداقي، حيث يرتبطان بحب حقيقي ناجح، خال من الأوهام، فصفاء التي تجسد شخصية “نيفي”، تكون مثال الموظفة المجتهدة في المنتجع، حيث يلقي الجميع أعباءهم ومسؤولياتهم على عاتقها، بينما ينشغلون في مشكلاتهم العاطفية. ولأنها طيبة، فهي تقدر مشاعرهم وآلامهم، وتقوم بواجباتهم بالإضافة إلى واجبها. ومع ذلك، فإن علاقتها العاطفية لا تخلو من المواقف الطريفة والمضحكة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©