الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمار السنجري: فكرت في عبور صحراء الربع الخالي قبل الرحالة الكنديين

عمار السنجري: فكرت في عبور صحراء الربع الخالي قبل الرحالة الكنديين
29 ديسمبر 2009 23:23
نسج الباحث عمار السنجري حياته منطلقاً من المكان الذي يحبه. وبدأت اهتماماته البحثية تأخذ منحى جادا مذ وجد الغرب أكثر اهتماما بتراثنا المحلي والعربي على حد سواء، فانطلق إلى كتب التاريخ والمصادر المتعددة وقرأ واطلع وتثقف وتعلم؛ قبل أن ينطلق في رحاب البحث. فيما نبعت اهتماماته البحثية من منهل ذائقته الشعرية وإحساسه بحميمية المكان الذي ترعرع فيه ويعشقه حتى النخاع. فللمكان أثره العظيم في نفس الإنسان، خاصة إن كان باحثاً وأديباً. يفخر عمار السنجري بأنه عيناوي ويعلن حب مدينته في كل مكان وزمان، إذ يشعر بانتماء كبير لها كمكان استثنائي إلى درجة أنه لم يكتب أبحاثه ودراساته بعيدا عنها، فالمكان في الدرجة الأولى إحساس ومشاعر تُبنى وتترسخ من تراكمات كثيرة ومتنوعة. بدايات بحثية عن بداياته في مجال التراث المحلي، يقول السنجري:»لدي آباء وأجداد من كبار السن أعتز بصداقتي لهم، حيث كنت أحب الجلوس اليهم والاستماع إلى أحاديثهم الشيقة، ومنهم شعراء كبار أغفلهم الإعلام، حاولت قدر استطاعتي تقديمهم للقراء، وكانت تلك هي الشرارة الأولى للاهتمامات اللاحقة بالتراث الإماراتي تحديدا، وربما كانت لجذوري البدوية وعشقي لتراث البداوة أيضا دخل لا يخفى عن هذا الاهتمام، فأنا لست غريبا عن هذا التراث ولست دخيلا عليه، وبالذات الشعر النبطي لأني أفهمه والأهم أتذوقه وقادر على قراءته وتتبع جمالياته وبالتالي جمعه والكتابة عنه، وهذا أحد أهم الشروط الواجب توافرها في الباحث المهتم بهذا النوع من الشعر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، نظرت فوجدتُ الغرب اهتم بتراثنا أكثر بكثير منّا نحن، إن لم أقل أننا أهملنا تراثنا الرائع مع الأسف، فحاولت البحث في كتابات المستشرقين والرحالة الغربيين مما له علاقة بتراثنا الشعبي وتراث الإمارات على وجه الخصوص فازداد تعلقي أكثر بهذا التراث الثري». أنا ووالدي يشير السنجري إلى حياته العلمية ويقول: «أنا خريج جامعة الإمارات، تخصصي الإعلام واللغة الإنجليزية، ومارستُ الكتابة في الجامعة، وأذكر أولى محاولاتي الشعرية نشرت في الصفحة الثقافية في الخليج حيث كان في الثمانينات الشاعر المرحوم محمد الماغوط رئيسا للقسم الثقافي، كما نشرت أول حواراتي الصحفية مع بعض الشخصيات التي غاب بعضها عن الحياة اليوم، إذ أعتز أنني أجريت حديثا هو الوحيد حسب علمي مع المرحوم الوالد سعيد بن سالم الكتبي، أجريته في منطقة الهير حيث كنت أعمل حينها مدرساً للغة الإنجليزية». يصمت قليلا قبل أن يضيف: «والدي هو الشيخ عبد الرحمن السنجري، كان عالما قارئا وحافظا للقرآن وخطيبا مُفَوَّها، أنهى دراسته الثانوية في الأزهر الشريف ثم حصل على البكالوريوس والماجستير في الدراسات الإسلامية، وكان يعمل واعظا أول في مكتب وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في مدينة العين، توفي رحمه الله عام 1993. وهو صاحب الفضل الأول في تكويني، فقد علمني حب القراءة منذ نعومة أظفاري، وعلمني قبل ذلك حب هذا الوطن والانتماء إليه، نشأت في أجواء تشجع العلم وطلبه، والتمسك بتراث الأمة وثوابتها، وكنت أجد في مكتبته العديد من أمهات الكتب الصفراء التي رائحة ورقها لم تفارقني إلى اليوم، ولم يكن يخرج من المنزل دون كتاب أو كتابين على الأقل معه للقراءة ، كان يقرأ في أي مكان، وفي أي وقت، فكان قدوة لي ولغيري». سباق الأفكار عن كتاب الأسير الذي حمل صورة الباحث يعلل عمار السنجري: «كان اقتراحي على الناشر وضع صورتي كغلاف للكتاب فاستحسنه، ولكنه ليست سيرة ذاتية لي كما اعتقد البعض، فالروائي بشكل خاص لا يشترط أن يكتب عن تجاربه الذاتية فقط، وإن كان هذا ليس عيبا بالطبع فهناك العديد من الروايات الرائعة الخالدة التي كتبت كنوع من السيرة الذاتية، منها صورة دوريان غراي ويوميات لص لجان جينيه وغيرها. يشير السنجري إلى حبه للسفر والتعرف على ثقافات مختلف الشعوب، خصوصا وأن والده من أوائل الناس الذين زاروا جزر القمر، يقول السنجري: «ما كتبته من شعر كان أغلبه في السفر وتجاربه، وقد فتح عيني على أشياء كثيرة، قد لا نراها ونحن قابعون في مكان واحد، أتمنى أن تتاح لي الفرصة لرؤية كل بقعة في الدولة والكتابة عنها، فقبل سنوات قدمت مشروع رحلة لتتبع خطوات الرحالة ولفرد ثيسجر في عبوره لصحراء الربع الخالي، وبقي المشروع في أدراج المؤسسة البحثية التي قدمتها لها، ونُسي، هذا قبل أن يفكر الرحالة الكنديون الذين قاموا بعبور صحراء الربع الخالي من عُمان وصولا إلى أبوظبي وزاروا بعدها الرحالة ولفرد ثيسجر واهتم بهم الإعلام الغربي والعربي والمحلي مع أنني سبقتهم بالفكرة على الأقل!». أكاديمية الشعر يعمل الباحث السنجري في أكاديمية الشعر لـ«هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» ويجد ترابطا معرفيا وبيئة علمية مناسبة له من خلال عمله، يقول في ذلك: أجد اهتماما متزايدا بالتراث سواء من قبل الإعلام أو المؤسسات المعنية به مثل الهيئة، ولكن الاشكالية تبقى في المفاضلة بين الغث والسمين فيما يقدم من بحوث ودراسات، وصعوبة الحكم عليه أحيانا لأسباب خارجة عن إرادة الباحث».? ومن خلال اعتزازه بدور الأكاديمية في المحافظة على الإبداع الشعري وتنميته تشجع السنجري وأعد العدة لإصدارين جديدين له عن «هيئة أبوطبي للثقافة والتراث الأول» يقول حولهما: «إصداري الأول بعنوان «ذاكرة الإمارات» عبارة عن حوارات مع بعض الشخصيات التي كان لها دور فاعل ومؤثر في بدايات قيام الدولة وعاصرت الاتحاد. والكتاب الثاني بعنوان «المرمس» وهو عبارة عن معجم مبسط للهجة العامية الإماراتية، حرصا على أن يفهم المتابع لها معاني مفرداتها. يضيف: «أتوقع كذلك أن يصدر قريبا أول ديوان قمت بجمعه وتحقيقه للشاعر مهير بن سعيد الكتبي عن أكاديمية الشعر. مؤلفات الباحث - في الأدب: رواية «الأسير». ومجموعة شعرية «كُنْ شيئاً أيها الألم». - في مجال التراث له أربعة إصدارات: «ذاكرة الصحراء» وفيه أول الحوارات مع البدويين الشجاعين سالم بن كبينة وسالم بن غبيشة اللذين رافقا الرحالة الإنجليزي ولفرد ثيسجر المعروف باسم مبارك بن لندن مع حوارات أخرى لشخصيات من الإمارات. كتاب «التاريخ الشفوي في دولة الإمارات- ضرورة جمعه وتدوينه» صدر عن إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام- الشارقة. كتاب «شعراء ورواة من الإمارات» صدر عن مركز زايد للتراث والتاريخ التابع لـ»نادي تراث الإمارات». وكتاب «البدو بعيون غربية» صدر عن المركز الثقافي الغربي ببيروت عام 2008، وهو قراءة نقدية في كتابات الرحالة والمستشرقين الغربيين عن البدو والصحراء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©