السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزيزة العلي: سوق الأوراق المالية نموذج مصغر للمجتمع

عزيزة العلي: سوق الأوراق المالية نموذج مصغر للمجتمع
1 مايو 2012
طموح وإرادة الشابة الإماراتية عزيزة العلي دفعها إلى إكمال دراستها الجامعية على الرغم من أنها اقتحمت ميدان العمل مبكرا، حيث لم تقبل أن تكون مجرد موظفة عادية في دائرة حكومية، بل درست وتميزت حتى جمعت بين مهنتين، الأولى موظفة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وبالتحديد في إدارة التسوية والتقاص والإيداع والتسجيل، والثانية هواية حولتها إلى مهنة، هي مصممة أزياء، لها دار أزياء معروفة خاصة بها في أبوظبي. غدير عبدالمجيد (أبوظبي) - تعد عزيزة العلي نفسها من الموظفين المؤسسين لسوق أبوظبي للأوراق المالية حيث شهدت مراحل تكونه وتطويره هذا بدوره جعلها تتعلق بعملها أكثر، وترفض تغييره على الرغم من دعوتها إلى العمل في أماكن أخرى تنسجم مع دراستها للإعلام. وتؤكد أن إدارة التسوية والتقاص والإيداع والتسجيل، التي تعمل فيها، تعتبر الواجهة الفعلية للعلاقات العامة لأن عملها يتصل بصورة مباشرة مع الجهات الخارجية المتعاملة مع السوق سواء كانت مؤسسات حكومية أو شركات خاصة أو مستثمرين محليين أو أجانب. حتى أنها وصفته بالنموذج المصغر للحياة الذي يختصر كل فئات المجتمع. فئات مجتمعية درست العلي الإعلام والعلاقات العامة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، إلى ذلك، تقول “بعد 5 أشهر من انتظامي في الدراسة ترقيت تشجيعا لي وذلك بعد أن خضعت إلى دورات لتطوير مهاراتي المهنية لأصبح ضابطا إداريا في قسم المقاصة، ومنها إلى ضابط تسوية ومدفوعات في إدارة التسوية والتقاص والإيداع والتسجيل منذ عام 2001 ولغاية يومنا هذا”. حول المهام التي تقوم بها في عملها، توضح العلي “تتعلق مهامي بأعمال التسوية والرهن والأمور القضائية المتعلقة بالأسهم، حيث أتعامل من خلال عملي مع فئات مجتمعية عدة، منها الأفراد والشركات والإدارات والوزارات والبنوك والمحاكم”. وتشير إلى أن في كل معاملة تواجه تحدياً من نوع مختلف وذلك تبعا لاختلاف نوع المعاملات التي تطرح عليها، والتي تدفعها إلى البحث وسؤال ذوي الخبرة ليتناقشوا سوية في كيفية التعامل معها، مما يجعل عملها أبعد ما يكون عن الروتين والرتابة. وتشبه العلي عملها في إدارة المقاصة بأنه نموذج مصغر للمجتمع الخارجي، وذلك لأنها تتعامل فيه مع جميع فئات المجتمع المتفاوتة في أعمارها وجنسياتها ومكانتها الاجتماعية والثقافية، فمنهم كبار الشخصيات، وكبار السن، ورجال الأعمال، والمثقفون، وغيرهم، ما أثر في شخصيتها وأكسبها مهارات التواصل وحسن الإنصات مع مختلف النفسيات والثقافات والجنسيات، بالإضافة إلى قوة الشخصية والصبر وإدارة الوقت وكسب علاقات جيدة مع الناس، والكثير من الخبرات، خصوصا في مجال مشروعها الخاص الذي بنته بعيدا عن عملها في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ولم تكن لتنجح فيه ذاك النجاح المثمر إلا بفضل الخبرات التي اكتسبتها من خلال السوق. ترتيب الأولويات في السياق ذاته، تقول العلي “موهبتي في تصميم الأزياء، والتي تحولت أيضا إلى مهنة أزاولها خارج نطاق عملي الأساسي الذي لولاه لما عرفت وأدركت وتمرست في بناء مشاريع ناجحة من أفكار بسيطة نتيجة لمعرفتي بحاجة السوق والقوانين والأعمال التجارية، والتي أقرر في ضوئها طبيعة المشروع الناجح ورأس المال الذي يحتاجه، ففي النهاية أنا أعمل لدى السوق المالي الذي يعد من أهم المؤسسات التي يتم تأسيسها في كل دول العالم، فهي مقياس للقوة الاقتصادية إذا أن أي مستثمر قبل أن يوجه أمواله إلى دولة معينة لإنشاء أي مشروع فيها فإنه يقوم بالبداية بالبحث عن قوة السوق المالي؛ فهو الواجهة الاقتصادية لكل دولة في العالم”. وتضيف “حتى على صعيد حياتي الخاصة بفضل ما اكتسبته من عملي من مهارات صارت حياتي مرتبة ومحددة الأهداف مراعية فيها ترتيب الأولويات، بل وأصبحت أدير أموري وكأنني أمام ورقة عمل لها مقياس في الأداء والإنجاز والنجاح والوقت ومستعدة لحل أي صعوبة تواجهني فيها في وقت قياسي. كما تعلمت أن نجاح أي مشروع ليس بكم قيمة رأس المال، ولكن بكيفية إدارته وتوجيهه بطريقة سليمة، ولا أنكر أنني بهذه الخبرات أصبحت بمثابة مرجع لبعض الأصدقاء والأقارب الذين يستشيرونني في بعض الأفكار التي تراودهم ويريدون تحويلها إلى مشاريع”. مدرسة حياتية تحرص العلي على تطوير نفسها من خلال الدورات التدريبية التي تلتحق بها، والتي يقدمها السوق لموظفيه بين وقت وآخر، كما أنها من هواة القراءة، حيث أوضحت أنها تحرص على انتقاء كتب تفيدها في مجال عملها وتطور مهامها اليومية ككتب تختص بالقانون أو الكتب الخاصة بالأسواق المالية، وذلك لأن عملها يختص بالأمور القانونية المتعلقة بالأسهم، بالإضافة إلى أنها تحرص على تنمية شخصيتها من خلال تعاملها مع المستثمرين لتدعم عملها الآخر كسيدة أعمال أو كمصممة أزياء. وتشجع العلي الشباب المواطنين والفتيات المواطنات على العمل في سوق أبوظبي للأوراق المالية، معللة سر تشجيعها بأن السوق بحد ذاته مدرسة تسير فيه أحداث يومية جديدة متعلقة بالاقتصاد وبالعلاقات سواء كان مع المستثمرين أو مع جهات أخرى على اتصال بالسوق، وما يمكن أن يتعلمه الفرد عبر عمله في السوق لا يمكن أن يتعلمه في أي مكان آخر. فيتامين العقل حول دخول العلي لعالم تصميم الأزياء ونوعية الملابس التي تصممها، تقول العلي “دخلت عالم تصميم الأزياء كسيدة أعمال لي سجلي التجاري عام 2003، بدايتي في تصميم الأزياء المغربية، وذلك لأنني من عشاق هذا الزي، حيث سافرت إلى المغرب، وتعرفت إلى هذا الذوق والدقة الحرفية عن قرب، وطورت هذا الثوب بإضافة لمساتي الخليجية، ومن ثم اتجهت نحو العرائس، وصرت أصمم كل ما تحتاجه العروس من ملابس وفساتين، مستفيدة من خبرتي في تصميم الهوت الكوتور، التي حافظت فيها على موروثنا، حيث حدثت القصات ودمجتها بالتفاصيل القديمة من التطريز والانتيك، وغيرها من الأكسسوارات، كما أتقنت تصميم العباءات والجلابيات، ولي محاولات عدة في تصميم بعض المجوهرات، حيث تعاونت في ذلك مع أحد الصاغة في تصميم المجوهرات المناسبة لفساتين الزفاف”. وتؤكد العلي الموظفة في سوق أبوظبي للأوراق المالية ومصممة الأزياء المعروفة أن هواية ومهنة تصميم الأزياء بالنسبة لها أشبهه ما تكون بفيتامين أو منشط للعقل والذاكرة. وأن كلتا المهنتين لا تنفصلان عن بعضهما بعضاً، فكلاهما بحاجة إلى البحث والتفكير والإبداع والخبرة والمهارات المتطورة والقدرة على إدارة الوقت والمال والذات. دافع التطور بعد أن أنهت عزيزة العلي الثانوية العامة فكرت بالعمل، وقدمت سيرتها الذاتية إلى إحدى شركات التوظيف، فقامت بإرسالها إلى السوق سوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث كان في تلك الفترة في بداية تأسيسه، وعملت كموظفة استقبال لكبار الزوار، وكان أحد المديرين دائما يطرح عليها فكرة استكمال دراستها العليا، وأنه سيدعمها بأن يوفر لها الساعات الدراسية الكافية للذهاب إلى الجامعة، وكان تشجيعه لها وجملته التي كان كثيرا ما يرددها على مسامعها “خير هذا البلد نحن أولى وأحق به” سبباً في إكمالها دراستها الجامعية، حيث أيقنت أنه بغير شهادة لا يستطيع أي شخص أن يجتاز التسلسل الوظيفي حتى يحصل على مكانة وظيفية واجتماعية يحلم بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©