الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

78% من المعاقين ذهنياً يعانون مشاكل سلوكية

78% من المعاقين ذهنياً يعانون مشاكل سلوكية
12 يوليو 2010 00:07
أظهرت دراسة اجتماعية حديثة، أن غالبية المعاقين ذهنياً يواجهون مشكلات سلوكية بنسبة 78.2%، مشيرة إلى أن القلق هو أكثر المشكلات السلوكية انتشاراً بين المعاقين ذهنياً بنسبة 16.3%، تليها مشكلة العناد بنسبة 14%، ومن ثم مشكلة العدوان بنسبة (11%). وبينت الدراسة، أن 64.3% من المعاقين سمعياً التي أجريت عليهم الدراسة لديهم مشكلات سلوكية، فيما يتبين أن أكثر هذه المشكلات انتشاراً هي الحركة الزائدة بنسبة 14.3%، والخجل بنسبة 14.3% والقلق بنسبة 10.7%. وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى عدم قدرة الصم على التواصل مع الآخرين وعدم تفهم الآخرين لهم. وأوصت الدراسة التي أعدها روحي عبدات الباحث والأخصائي النفسي بوزارة الشؤون الاجتماعية، بتعزيز ببرامج تعديل السلوك الموجهة للمعاقين ذهنياً كونهم أكثر الفئات التي تنتشر بينها المشكلات السلوكية وكذلك إعداد برامج التأهيل النفسي والاجتماعي لذوي الإعاقة الشديدة، ودعم تواصلهم مع المجتمع المحيط. وسعت هذه الدراسة إلى التعرف على المشكلات السلوكية التي تواجه الأشخاص المعاقين في دولة الإمارات والتعرف على أثر كل من المتغيرات التالية في حدوث المشكلات السلوكية لدى الأشخاص المعاقين الملتحقين بمراكز رعاية وتأهيل المعاقين: (جنس المعاق، عمر المعاق، نوع الإعاقة، وشدة الإعاقة). وأكدت الدراسة، أن المعاق يعتبر من أكثر الأشخاص المعرضين لظهور المشكلات السلوكية، نتيجة لعدم تكيفهم مع متطلبات المجتمع المحيط بهم، ونقص الإدراك العقلي أو الحسي للمثيرات المحيطة من حولهم وتقييمها بشكل يتناسب مع السلوك الاجتماعي المتعارف عليه. ونبهت الدراسة التي تعتبر الأول من نوعها في مجال المشكلات السلوكية، أن هذه المشكلات تؤثر على عملية اكتساب المعاق للمهارات التعليمية اللازمة وتكيفه مع البيئة الأسرية والمجتمعية، لافتة إلى أنها قد تختلف باختلاف الإعاقة التي يعاني منها المعاق، وقد ترتبط بمجموعة من المتغيرات الشخصية والاجتماعية والأسرية. ومن أهم نتائج الدراسة، أن وجود المشكلات السلوكية بين الذكور هي أكثر من الإناث، وهذا يتناسب مع الكثير من الدراسات العالمية التي أثبتت أن نسبة انتشار الحركة الزائدة هي بين الذكور أكثر من الإناث، إضافة إلى نسبة انتشار التوحد كذلك. وتبين أن المشكلات السلوكية تخف حدتها عند المعاقين مع تقدم المعاق بالعمر، ويعزو الباحث ذلك إلى زيادة النضج الانفعالي للمعاق مع التقدم في العمر، وزيادة تكيفه مع البيئة الاجتماعية المحيطة، مما يزيد من توافقه مع ذاته والآخرين، إضافة إلى أن الكثير من برامج تعديل السلوك تحتاج إلى فترة من الزمن لتثبت نجاحها وفاعليتها. وأفادت نتائج الدراسة، أنه كلما زادت شدة الإعاقة كلما زادت المشكلات السلوكية، لافتة إلى أن الكذب هو أكثر المشكلات السلوكية انتشاراً لدى ذوي الإعاقة البسيطة، ويعزو الباحث السبب في ذلك إلى أن هذه المشكلة تحتاج إلى قدرة من الوعي والمناورة. بينما يظهر القلق كأثر المشكلات السلوكية انتشاراً عن ذوي الإعاقة المتوسطة وأفادت الدراسة، أن أكثر المشكلات السلوكية انتشاراً عند ذوي الإعاقة الشديدة هي الخجل يليها العناد بفارق. ويفسر الباحث ذلك بأن ذوي الإعاقة الشديدة يميلون إلى عدم الظهور أمام المجتمع، أو لعدم قدرتهم على الانخراط في الكثير من الأنشطة نظراً لقدراتهم المتدنية مما يجعلهم يخجلون من واقعهم وإظهار قدراتهم أمام الآخرين. وتعرف المشكلة السلوكية بأنها انحراف عن السلوك الملائم للعمر والذي يتدخل في نمو الفرد وتطوره وحياة الآخرين. وتحدد المشكلة السلوكية بأنها سلوك غير مناسب اجتماعياً أو مؤذ للشخص ذاته أو للآخرين، ويعتبر الفيصل فيها السلوك السائد في المجتمع الذي يعيش فيه الطفل، فقد يعتبر سلوك معين مشكلة في مجتمع ما، بينما لا يعتبر السلوك ذاته مشكلة سلوكية في مجتمع آخر. وتمثل عملية تكرار السلوك وشكله واحدة من المحددات للمشكلة السلوكية، إضافة إلى مدى ملاءمة السلوك للموقف وعلاقته بقدرة الطفل على التعلم. وطالبت توصيات الدراسة، بدعم الفتاة المعاقة من النواحي النفسية والانفعالية والاجتماعية، ورفع مستوى ثقتها بذاتها، وإدماجها في الأنشطة والبرامج الاجتماعية وإعطائها الدور والفرصة للمشاركة. وشددت على ضرورة الكشف المبكر عن المؤشرات الأولية للمشكلات السلوكية عند المعاقين، والتدخل في حلها قبل تفاقمها وتأثيرها على جوانب نمائية كثيرة عند المعاق. ودعت التوصيات، إلى إعداد البرامج التي تبصر المعاق بذاته وبقدراته، وتوجهه للمستقبل بناء على هذه القدرات، مما يقلل من حدة القلق الناجم عن القصور في قدراته، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمعاق للتعبير عن احتياجاته ومهاراته، وتنمية ميوله، الأمر الذي يعزز من تكيفه مع البيئة المحيطة، ويقلل من حدة المشكلات السلوكية التي يواجهها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©