ناصر علي: التصوير إيقاف الزمن.. واللقطة ثروة

هناء الحمادي (أبوظبي) يأنس بجمال الصورة، فيصورها بكل بساطة، يترصد الإحساس في كل شيء، لقطاته تمتاز بجمالية الإبداع والجودة والحرفية، التصوير الفوتوغرافي بالنسبة له هو إيقاف اللحظة الزمنية، باعتبار أن الصورة لغة ذات ثروة لا يفهمها إلا من التقطها، فهي تحكي أكثر ما نستطيع أن نقول، ينظر إلى الصورة الفوتوغرافية ويقيمها من خلال اللقطات التي يلتقطها بكاميرته الخاصة، من هذا المنطلق زاد ولعه بعالم التصوير مع تشجيع الأهل المستمر له. ناصر علي البحراني في الثانية والعشرين من عمره.. مهندس كيميائي وعاشق للفن بكل أنواعه، متعمق في مجال التصوير الفوتوغرافي، ترافقه دائماً كاميرته، فمن خلالها يعبر عما يشعر به، حيث كل صورة يلتقطها يقوم بتصويرها فينفذ أفكاره ورغباته وخياله، وهذا الأمر يأخذه إلى عوالم مختلفة، كما يؤمن بأن التصوير أكثر من مجرد صورة بل هو حياة. ويقول: أحرص على الصورة التي تسحر من النظرة الأولى، ففي كل لقطة أسعى لالتقاطها تحكيها صوري وتبوح بها. التصوير المفاهيمي حب ناصر علي للتصوير الفوتوغرافي بدأ عام 2009، في كل المجالات مثل أي مصور هاوٍ يشعر بأنه يحب أن يلتقط الصور فقط، ولكنه لا يدري ما المجال الأقرب لنفسه، ويقول: «جربت كل من تصوير الطبيعة والمباني وحياة المدن وصور البورتريه، ولكن في النهاية كنت أقول لنفسي إن الصور قد تكون جميلة ولكن ينقصها شيء معين.. فقررت حينها بدلاً أن أوجه عدسة كاميرتي للعالم الخارجي والتقط صور عامة، سأوجه الكاميرا لعالمي الداخلي وألتقط صور خاصة تعبر عن كل ما يدور في مخيلتي من أفكار وأحاسيس، لذلك بدأت أتعمق في مجال التصوير المفاهيمي، وفي هذا النوع من التصوير، يقوم المصور ببناء فكرة معينة، ويقوم بتجهيزها وتمثيلها، ومن ثم التقاطها». التصوير الذاتي من يشاهد صور ناصر يجدها تحمل أفكاراً ومفاهيم جميلة في عالم التصوير، خاصة أنه يستخدم تقنية التصوير المفاهيمي، وهذا ما يميز أعماله الجديد، وعن هذا الجانب يوضح: ما يميز أعمالي الأفكار المبتكرة أو الجديدة، وأحياناً ما تكون فكاهية، وأيضاً ما يميزها هو دخول التعديل الرقمي بالفوتوشوب في بعض الصور، ما يضيف لها لمسة جميلة مختلفة. ويقول: «قد يكون هذا أهم ما يميز صوري، وهو أنها تندرج تحت مجال التصوير الذاتي، وهذا النوع من التصوير متعب، حيث يجب أن أثبت الكاميرا على (الستاند) الخاص، وأقوم بتفعيل المؤقت الذاتي وأذهب بسرعة لأقف أمام الكاميرا حتى تلتقط الصورة، وبعدها أعود لخلف الكاميرا لأتأكد إذا كانت الصورة جيدة أو لا للتأكد من جميع النواحي الفنية». خلف الكواليس كل الصور التي يلتقطها ناصر لها تأثير جميل ومختلف، حيث يقول: «غالباً نحن المصورين، حينما نفضل صورة على أخرى قد لا يكون ذلك لأنها الأفضل أو الأجمل، ولكن نفضلها لأننا فقط ندرك مدى صعوبة التقاطها، أو بمعنى آخر أننا الوحيدون الذين نعلم ما هي خلف كواليس الصورة». وعن أوقات التصوير، يذكر أن التصوير النهاري أو الليلي كلاهما جميل وله ما يميزه، وفي النهاية المصور هو الذي يختار التوقيت الذي يتناسب مع فكرة الصورة، فإذا كان موضوع الصورة هادئاً أو حزيناً، فأكيد ستفضل التوقيت الليلي عن النهاري.