الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العطلة الصيفية تعزز الروابط الأسرية

العطلة الصيفية تعزز الروابط الأسرية
26 يوليو 2017 09:35
أحمد السعداوي (أبوظبي) تأتي العطلة الصيفية، في كل عام، حاملة الكثير من الفوائد ليس فقط للطلاب، بل لكل أفراد العائلة، لما يتخللها من أنشطة عديدة، يتشارك فيها كل الآباء مع الأبناء، وإتاحة فرصة أطول لقضاء أوقات ممتعة، تحدث مزيداً من التواصل بين كل أفراد الأسرة، عبر ممارسة الهوايات المشتركة أو الخروج في نزهات خلوية أو سفرات خارجية يجتمع فيها كل أفراد الأسرة على استكشاف مناطق جديدة، وترسيخ مجموعة من الذكريات الجميلة التي تعزز من التواصل بين الجميع داخل البيت الواحد، ما يجعلهم ينتظرونه وقت العطلة بكل ترقب، واضعين لها أفضل الخطط استثمار أوقاتها في تفريغ الطاقات، وخلق التوازن النفسي والاجتماعي الذي يحتاج إليه الجميع. ويقول عبد الله طحنون اليماحي، الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، ووالد    لـ6 أبناء في مراحل التعليم المختلفة: «إن وقت الإجازة الصيفية من أجمل الأوقات التي يعيشها كل عام، لأنه يخرج فيها من أعباء ضغوط العمل، وفي الوقت ذاته يكون أكثر اقتراباً من أبنائه، فيعرف عنهم الكثير من الأشياء التي ربما غابت عنه بسبب انشغالات العمل وأعباء الحياة على مدار العام. وأضاف: لذلك قبل بداية العطلة السنوية، يضع خطة بسيطة يتمكن خلالها من الخروج بأقصى قدر من الفوائد من حيث ممارسة أبنائه لما يحبون من هوايات وأنشطة، ومشاركته لهم هذه الهوايات، مثل السباحة أو كرة القدم، وعبر ذلك يحدث مزيداً من التواصل مع أبنائه، ويراقب سلوكياتهم، ويوجهها بشكل غير مباشر، وبالتالي تصبح العطلة الصيفية وسيلة لتعزيز سلوكيات الأبناء، وأيضاً طريقة مبتكرة لتقوية علاقات الجميع داخل الأسرة.  وقت مثمر خالد عبد المجيد عبد الرؤوف، موظف بإحدى شركات القطاع الخاص، ولديه وابنان، يذكر من جانبه أنه ينظر إلى أوقات العطلات بأهمية النظر نفسه إلى أوقات الدراسة، لأنه في النهاية وقت ومحسوب على عمر أي إنسان، وإذا استطاع الشخص استغلال وقت فراغه بشكل مثمر، سينعكس ذلك على أدائه في الدراسة أو العمل، وحتى على صعيد العلاقات الأسرية، خاصة إذا أتيحت للشخص أن يقضي إجازته مع أبنائه، حيث يكون قريباً منهم، ويعرف ما حدث بشخصيتهم من تطورات ونواحٍ إيجابية يمكن دعمها، أو سلبية يمكن توجيهها بالأسلوب الأمثل الذي يتناسب مع كل شخصية. ولفت إلى أن دراسته في مجال الخدمة الاجتماعية، جعلت يدرك تماماً وجود فروق فردية بين الأبناء، وبالتالي ضرورة وجود أكثر من أسلوب لتربيتهم حتى تكون النتيجة في صالحهم ومرضية لأولياء الأمور، وهذه الفروق يمكن التعرف إليها من خلال ممارسة الأنشطة والهوايات معهم، وكذا الاستماع إلى حكاياتهم وتجاربهم مع أصدقائهم، وغيرها من المواقف التي تعزز من العلاقة بين الآباء والأبناء، وتنعكس بشكل إيجابي على أدائهم الدراسي في الأعوام المقبلة، وفي النواحي الأخرى من الحياة، وليس الجانب التعليمي فقط. قدرات ومهارات سامي سعيد الغفيقلي، أكد ضرورة أن يعد أولياء الأمور أنفسهم جيداً لكيفية قضاء العطلة مع أبنائهم، ولا يتركوا هذا الوقت الطويل، من دون أن يستفيدوا منه على أفضل وجه، مع التأكيد أن الترفيه وممارسة الهوايات المختلفة ليست مضيعة للوقت كما يعتقد البعض، بل هي فرصة لأولياء الأمور لاكتشاف قدرات ومهارات أبنائهم، وبالتالي القدرة على دعمها وتنميتها لاحقاً، وهذا لن يتم بالتأكيد إلا من خلال التواصل المباشر مع الأبناء وقضاء أوقات طويلة معهم، وهذه الفرصة ليست متاحة دوماً سوى في أوقات العطلات، خاصة الطويلة، مثل الإجازة الصيفية، التي تعمق بشكل كبير العلاقة بين أفراد الأسرة كافة، وليست فقط بين الوالدين والأبناء، بل بين الإخوة وبعضهم بعضاً، وحتى بين الزوجين، نتيجة الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، وقضاء أوقات بروح مختلفة عن تلك التي يعيش بها الناس معظم فترات العام. وتقول أسما البلوشي، موظفة حكومية وأم لأربعة أبناء: «إن العطلة الصيفية فرصة ذهبية لكل أب وأم لتعزيز العلاقة مع الأبناء عبر توافر وقت كافٍ للاستماع إليهم والتعرف إلى مشكلاتهم في حال وجودها، خاصة إذا كانوا في مرحلة الشباب والمراهقة، حيث تكون حاجتهم للقرب من أولياء أمورهم كبيرة، قياساً لبقية مراحل الأبناء العمرية، وهذه المساحة من التواصل لا تحدث غالباً سوى في أيام العطلات التي يحسن بعض الآباء والأمهات استغلالها بذكاء عبر ممارسة الأنشطة نفسها التي يحبها الأبناء حتى لو يكن أحد الوالدين يحب هذه الأنشطة، ولكن ذلك يتيح له فهم أبنائه بشكل أوضح، وبالتالي الاقتراب من عالمهم، وتقوية العلاقة معهم». وتؤكد أن العطلة الصيفية تحمل جانباً غاية في الأهمية، وهي تكريس عدد من السلوكيات الإيجابي لدى الأبناء، عبر تعويدهم على صلة الأرحام، والتعرف إلى أقربائهم وزيارتهم، وهو ما يصعب حدوثه خلال أيام الدراسة التي تكون مشحونة بالدروس والواجبات المدرسية حتى في عطلات نهاية الأسبوع، كما أنها تقوم بتعليم بناتها كثيراً من الأمور المنزلية، مثل الطهي، وغيرها من الأشياء الواجب أن تتعلمها كل فتاة، ويكون ذلك عبر قضاء أوقات طويلة مع بناتها، حتى تقوى صداقتها بهن، لكونهن يعتبرانها الشخص الأقرب لهن في الحياة. خطة ميدانية ويقول الخبير في العلاقات الأسرية، عيسى المسكري: «إن العطلة الصيفية يمكن أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في تعزيز الروابط الأسرية، وذلك يتم عبر وضع خطة ميدانية تراكمية، يشعر الأبناء من خلالها بأهمية الوقت الذي نقضيه في الإجازة، وبأنه يمكننا من خلالها ممارسة أنشطة كثيرة محببة لنا، وفي الوقت ذاته تعلم سلوكيات مرغوبة تساهم في تغيير شخصياتنا إلى الأفضل، ومن ذلك القيام بعمل زيارات عائلية لمن لم نستطع التواصل معهم خلال العام الدراسي، وهذا يفتح آفاقاً جديدة لعلاقات الأبناء مع أقربائهم، خاصة ممن هم في أعمارهم. وأضاف: إذا قمنا بالتركيز على العلاقات بين أبناء الأسرة الواحدة يمكن لولي الأمر بأن يضع خطة شاملة خلال العطلة الصيفية تتميز بالتنوع في محتواها بأن يخصص يوماً في الأسبوع للجلسات الثقافية، وتبادل الخبرات مع الأبوين، ويوماً للقراءة، ويوماً لمناقشة قضية ما، كما يمكن تكليف أحد الأبناء بإعداد مادة تثقيفية وإلقائها أمام الجميع، وكذلك عمل مسابقات حركية رياضية أو مسابقات ثقافية، وهي جميعاً أساليب فعالة لتقوية علاقات أطراف الأسرة، وإضفاء لمسات مرحة وجميلة على الأوقات التي يقضونها معاً». نمط الحياة ويدعو المسكري أولياء الأمور إلى تغيير نمط الحياة اليومي خلال العطلة الصيفية، وعلى سبيل المثال في البيوت الواسعة يمكن لأصحابها أن يمارسوا مع أبنائهم رياضات مختلفة، مثل كرة القدم، أو السلة، أو ألعاب الحبل، أو الخروج إلى المراكز التجارية الواسعة المنتشرة في البلاد، على أن تتم زيارة المراكز الموجودة في الإمارات الأخرى حتى يشعر الجميع بنوع من التغيير، وكسر النمطية في حال عدم استطاعة البعض السفر إلى الخارج، والقيام برحلات إلى بلدان أخرى. مع الإشارة إلى وجود عديد من المزارات والمتاحف داخل الدولة، التي تلبي ذائقة الجميع، وتتيح لأفراد الأسرة قضاء أوقات مفيدة وممتعة في آن، يكتشف من خلالها الأبناء جوانب جديدة لديهم ومهارات مختلفة يقوم أولياء الأمور بتدعيمها والارتقاء بها.  ولفت إلى أهمية دراسة ولي الأمر إلى العطلات السابقة، والتعرف إلى ما قد يكون بها من أوجه قصور أو سلبيات، مثل الفتور والملل، ثم العمل على إبعاد تلك السلبيات.. ومن أفضل الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها أسرة ما، وتقرب العلاقة بين أفرادها بشكل كبير خلال العطلة المدرسية، القيام برحلة إيمانية، وعمل رحلة عمرة جماعية لكل أفراد الأسرة، حيث يكون لها نتائج مذهلة بما تتضمنه من جوانب إيمانية، تثقيفية، واجتماعية، إضافة إلى متعة السفر والتغيير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©