الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحسن: الإمارات تخلو من السجناء السياسيين وتمنع حبس الصحفيين

الحسن: الإمارات تخلو من السجناء السياسيين وتمنع حبس الصحفيين
16 أكتوبر 2008 01:44
اتفق نحو 200 شخصية مشاركة في اجتماع منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل، على أهمية الإصلاح في جميع المجالات، بيد أنهم اختلفوا حول أولويات الإصلاح والمجالات التي يفترض أن تنال اهتماماً أكبر في ظل التغيرات الدولية الحالية· ورأى متحدثون في جلسات الاجتماع، الذي عقد أمس في فندق انتركونتنتال بفيستفال سيتي بدبي، أن هناك ''تراجعاً ملحوظاً'' في الحريات العامة في كثير من المجتمعات العربية، خصوصاً في مجال حرية الصحافة والتعبير، مستشهدين ببعض الوقائع التي حصلت في عدد من الدول· ويسبق الاجتماع، الذي حضره ممثلون عن منظمات المجتمع المدني في 38 دولة، بينها 18 دولة عربية، الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى المستقبل الذي سيعقد في أبوظبي يومي السبت والأحد المقبلين، بمشاركة 38 وزيراً للخارجية يمثلون دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومجموعة الثماني الكبرى، إضافة إلى شركاء عالميين ورؤساء منظمات إقليمية ودولية· وركزت جلسات اجتماع منظمات المجتمع، المدني الذي تستمر فعالياته حتى يوم غد الجمعة في يومه الأول، على قضايا الإصلاح السياسي والتربوي والاجتماعي الاقتصادي، إضافة إلى التنمية المستدامة وتمكين المرأة· وكانت دبي استضافت في التاسع من يونيو الماضي الاجتماعات التحضيرية لاجتماع منظمات المجتمع المدني· وقال الدكتور يوسف الحسن منسق المجتمع المدني بوزارة الخارجية في الجلسة الافتتاحية إن ''الإمارات أنجزت في فترة وجيزة، معدلات عالية من التنمية، وخاصة التنمية البشرية، وانتقلت بالمجتمع من دوائر الحرمان واقتصاد الكفاف، إلى دولة الرفاه، ووفرت التعليم للجميع، والسكن الكريم، والصحة والخدمات والبنية الأساسية''· وأشار إلى أن ''الإمارات وسّعت خيارات الإنسان، وأشبعت حاجاته الأساسية، ومكنت المرأة، ووسّعت تمثيلها في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفتحت الأبواب أمامها بلا قيود للتعليم والعمل والمشاركة، وطوّرت التشريعات الوطنية الكفيلة بحماية حقوق الإنسان واحترامها''، مذكّراً بأن ''الإمارات تخلو من السجناء السياسيين، وتمنع حبس الصحفيين''· وتناول الحسن جهود الدولة في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، وصيانة حقوق العمالة الوافدة، وتنظيم استقدامها للعمل المؤقت في مشاريع التنمية· وقال: ''لاشك أن الوفرة النفطية كان لها الدور الأساسي في توفير برامج الرعاية والرفاه، لكن هذه الوفرة، ما كانت تستطيع أن تحقق مثل هذا القسط الكبير من الرعاية الاجتماعية في فترة قياسية''، عازياً النجاحات التي حققتها الدولة إلى ''وجود قيادة سياسية واعية لظروف العصر وتحولاته، مالكة للإرادة والرؤية، وعارفة بمدى ما عاناه المواطن في ظروف ما قبل الاستقلال والاتحاد''· واستشهد الحسن بكلام المفكر المغربي الدكتور محمد عابد الجابري، بأن ما يميز الإمارات، هو حسن تدبير التنوع والاختلاف، كما أنه ليست للإمارات ولا لرئيسها حسابات خاصة في الخلافات العربية، قائلاً: إن ''الإمارات تتميز بتواضعها مع نفسها ومع غيرها· فهناك من الدول الصغيرة ما يعامل نفسه وغيره كدولة كبرى، كما تتميز الإمارات بوجود شعور عام شعبي بالرضا على رئيس الدولة، أقوى منه في أي بلد عربي آخر''· وأكد الحسن التزام الإمارات بالانفتاح والالتزام المسؤول تجاه قضايا المنطقة، وتجاه تطوير نظام دولي أكثر استقراراً، وأكثر عدلاً وسلاماً وإنسانية· وأشار إلى أن هذا الحجم الكبير والنوعية، والتنوع الجغرافي والمهني، لمنظمات المجتمع المدني في هذا المنتدى الموازي، يؤكد حرصاً مشتركاً، رسمياً ومدنياً، على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني والقطاع الخاص، في مسيرة التنمية والإصلاح الشامل والتطوير، بشراكة مسؤولة وتكامل مع الحكومات· ومن جهته، اعتبر عز الدين الأصبحي رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن ممثل اللجنة الإقليمية المساهمة في تنظيم اجتماع منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل، أن المنتدى ''خطوة أخرى نحو تعزيز الشراكة الجادة من أجل الإصلاح الديمقراطي في المنطقة، وتقوية دور المجتمع المدني كضلع أساسي في مثلث البناء مع القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية''· وأكد أنه ''لا يمكن أن نسير خطوة إلى الأمام، ونكون فاعلين في صنع تاريخ العالم ومساهمين في التغييرات الدولية الإقليمية الراهنة، إلا بشعوب موفورة الكرامة، مصانة الحقوق على كل الأصعدة، وبدول تحكم من أنظمة ديمقراطية تمثل إرادة الناس وتنبثق منهم وتعزز شراكتهم في اتخاذ القرار''· واعتبر الأصبحي أن المجتمع المدني العربي ''عانى من صراع طويل وقاس، بسبب عدم فهم الكثيرين لدورة وأهمية مشاركته''، كما عانى من استمرار ''اغتياله مادياً ومعنوياً بشكل واضح، ولكنه بقي مع ذلك صلباً يؤدي رسالته النبيلة''· وشدد الأصبحي على أنه لابد من ''وقفة جادة'' تؤكد استمرار الدور الرائد للمجتمع المدني، وعلى تطور هذا الدور الذي أصبح أكثر مسؤولية وأهمية الآن من أي وقت مضى· وطالب الأصبحي بصدور تقرير سنوي لتقييم حالة الديمقراطية في المنطقة، يكون بمثابة مقياس لمدى التحول الجاد أو التراجع في العملية الديمقراطية وعبر محاور يتم الاتفاق عليها مع المجتمع المدني· ووفقاً للتقرير الصادر عن منتدى منظمات المجتمع المدني في صنعاء العام الماضي، الذي تحدث عنه الأصبحي، فإن ''تراجعاً مخيفاً لحرية الرأي والتعبير تشهده أوطاننا''، لافتاً إلى أن البيئة التشريعية المنظمة لعمل المجتمع المدني ''بقيت مانعاً وتحدياً قانونياً مستمراً''، داعياً إلى جعلها تتلاءم مع روح العصر، وبما يعزز حرية المجتمع المدني ويدفعه إلى العمل الجاد والمستمر· وخصصت الفترة المسائية، لخمس ورش عمل مستقلة تركز على الإصلاح السياسي والبيئة التشريعية المنظمة لعمل المجتمع المدني في المنطقة العربية وتمكين المرأة والتنمية المستدامة والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كما تناولت إحدى الورش أزمة الغذاء العالمية والمساعدات الإنسانية والإنمائية وجهود مكافحة الفقر· وناقشت الجلسات سبل تحقيق الإصلاح الديموقراطي بمختلف اوجهه السياسية والاقتصادية والتشريعية في الدول العربية· وتناولت الجلسات توصيات المتحدثين الرامية إلى وضع أرضية ثابتة يمكن من خلالها تأمين استمرارية منتدى المجتمع المدني على مدى السنوات المقبلة· وحدد رئيس الجمعية البحرينية للشفافية عبد النبي العكري في مداخلته عدداً من العوامل التي يرى أنها تحول دون تطور الإصلاح الديموقراطي في البلدان العربية، مثل طغيان الهاجس الأمني، ومواجهة المدّ الأصولي على حساب الاصلاح الديموقراطي في الدول العربية، فضلاً عن عدم قناعة الدول الكبرى بمشروع إصلاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا· واعتبر منسق شبكة الديموقراطيين في الوطن العربي صلاح الدين الجورشي أن حرية الصحافة والمؤسسات الإعلامية في العالم العربي تعد مؤشراً لقياس أي تقدم في المجال الديموقراطي بالدول العربية، مركزاً على القنوات الفضائية التي رأى آن ملكية معظمها تؤول للسلطات السياسية، ما يتسبب في محدودية انفتاحها على الرأي الآخر· من جهته، عرض الدكتور منصور آجون رئيس منظمة الدراسات الاجتماعية في تركيا نشاطات منظمته منذ العام 1994 في مجال الحوكمة والديموقراطية، معتبراً أن المنتدى ''آلية فريدة'' في مجال الإصلاح الديموقراطي، نظراً للطابع المتعدد والمتنوع الذي تتميز به· بدورها، قالت نبيلة حمزة رئيسة مؤسسة المستقبل إن المنتدى يعتبر واحداً من أهم المبادرات الدولية الرامية إلى دفع عجلة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا· معتبرة أن مؤسسة المستقبل تعد أول إنجاز فعلي للمنتدى، بعد الاستجابة لنداء ملح للمنظمات غير الحكومية· وعددت حمزة التحديات التي تعترض المجتمع المدني والمنتدى عموماً ومنها بناء المصداقية لدى المجتمع المدني، وضرورة تحسين صورة المنتدى ومدّ جسور التعاون مع الاعلام، وضرورة تبني المنتدى لمرجعية فكرية دولية مثل جمعية حقوق الانسان لكي يستفيد منها المنتدى في بناء استراتيجية واضحة لنشاطه وأعماله، وبناء قنوات حوار وتواصل مع الحكومات لوضع أولويات الإصلاح في المنطقة العربية، إضافة إلى أخذ المبادرة من قبل المجتمع المدني لإصلاح ذاته أيضاً
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©