الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عَقد آخر من الجحيم!

2 يناير 2010 23:20
روث ماركوس محللة سياسية أميركية لقد كان عقدنا المنقضي رديئاً حقاً، داخلياً وخارجياً.. وأنا لا أريد بهذا القول أن أفسد عليكم عطلاتكم ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة. والأكثر إيلاما أن هذا العقد القادم يشي أيضاً بأنه قد يكون عقداً أكثر رداءة من العقد الحالي. وفي رأيي أن العقد كان يصلح لأن يطلق عليه مسمى "عقد الينبغيات" أي عقد ما كان ينبغي أن يكون ولكنه لم يكن. ومن ذلك على سبيل المثال التحكم في الإنفاق، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وتأمين المخزون النووي الموجود لدى دول يسودها الاضطراب. وكل ذلك يجعلنا نتوقع أن العقد القادم سيضيع في محاولة تعويض الوقت الضائع لحل المشكلات المتوقع ظهورها فيه. وفي الآونة الأخيرة وصفت مجلة "التايم" العقد المنقضي بأنه "عقد من الجحيم"، وأن العقد القادم اعتباراً من عامه الثالث سيكون أفضل حالا. وقد حاولت أن أقنع نفسي بهذا السيناريو المشرق الذي أوردته "التايم" ولكني كنت أجد نفسي كل مرة أمام سهم ينحدر نحو الأسفل.. وإليكم بعض المؤشرات والتفاصيل: - الصورة المالية التي تدعو للتشاؤم. لو نظرنا إلى بداية هذا العقد فسنلاحظ رؤى براقه عن فوائض مالية تقدر بالتريليونات، واعتقاداً راسخاً بأن كافة الديون ستدفع خلال وقت قياسي.. أما لو نظرنا إلى نهايته فسنرى أعباء ضريبية، وبرامج ومشروعات لا تجد التمويل الكافي بعضها على قدر كبير من الأهمية مثل الرعاية الصحية، كما سنرى أعباء مالية هائلة ناتجة عن حربين تخوضهما الولايات المتحدة في وقت واحد، وزيادة في الدَّين الوطني الذي ارتفع من 3.4 تريليون دولار عام 2000 إلى 7.6 تريليون الآن. - النظام السياسي المعطوب: في الوقت الراهن مشرعو القوانين عاجزون تماماً عن الارتفاع فوق مستوى المصالح الشخصية والانقسامات والاستقطابات الحزبية من أجل الصالح العام. والشكل الذي يتم به في الوقت الراهن التصدي للعديد من القضايا التي تضرب أميركا في الكونجرس ينبئ بأن الأمور في العقد المقبل لن تتحسن بل ربما تزداد سوءاً. - العالم الخطر الذي نعيش فيه: الاعتقاد السائد أن الشيء الذي لم يكن أحد يتوقعه على الإطلاق، وقع في بداية هذا العقد وهو أن تتعرض أميركا لضربة في عقر دارها، والاعتقاد بالتالي بأنه قد لا يحدث مرة ثانية بسبب السياسات والإجراءات الصارمة التي طبقتها الولايات المتحدة هو اعتقاد غير صحيح أيضاً، فهناك من الدلائل ما يفيد بأن هذا الخطر لا يزال قائماً، وأنه قد يتكرر خلال العقد القادم في صورة أسوأ كهجوم بيولوجي أو نووي (ولنا في هذا السياق أن ننظر في مغزى هذا العدد الذي قبض عليه في الآونة الأخيرة من الإرهابيين الأميركيين المولودين في هذا الوطن والمتعاونين مع تنظيم القاعدة). وفي الوقت نفسه نسمع عقارب الساعة وهي تدق على أخطار نضجت وينتظر أن تفعل فعلها خلال العقد المقبل منها: عدم الاستقرار في باكستان التي تمتلك ترسانة نووية، وتحديات الملف النووي الإيراني، والتهديد الذي تمثله كوريا الشمالية. بيد أن كل ذلك لا يمنع من القول إن هناك أيضاً مؤشرات تبشر بالأمل منها: - أن أميركا في وقت معين لن تكون متورطة في حربين تستنزفانها بشرياً ومادياً، كما يحدث حالياً. - أن الشخصية السياسية التي هيمنت على مجريات العقد الماضي هي شخصية بوش في حين أن الشخصية السياسية التي ستهيمن على قسم كبير من العقد القادم هي شخصية أوباما، وهو ما يمثل سهماً للأعلى هذه المرة، لأن أوباما على رغم كافة الانتقادات هو زعيم مفكر وبراجماتي، أظهر خلال الفترة التي أمضاها حتى الآن في الحكم قدراً من الثبات والمرونة في سياساته. - هناك أيضاً قانون "شتاين" الذي يقول إن المشاكل التي لا تتم مواجهتها في فترة ما سيأتي وقت تتم فيه مواجهتها وحلها في نهاية المطاف. ولكن هذا القانون يتناسى على ما يبدو أن تجاهل المشكلات لبعض الوقت يزيدها صعوبة واستعصاء على الحل. آسف لهذا السطر الأخير.. فقد كنت أود أن أنهي هذا المقال الكئيب نهاية سعيدة، ولكن دعوني، على الأقل، لأقول لكم إنني أتمنى حقا أن أكون مخطئاً في توقعاتي بصدد العقد القادم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©