السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تناقضات

11 يناير 2013 23:40
خلال أسبوع من المنافسات لكأس الخليج تستطيع أن تستطلع الكثير من الآراء ووجهات النظر كما يمكنك أن تجزم بالتوجهات والميول التي تخلو من المنطقية وتعتمد على التشخيص والعدائية أحيانا. تكتشف حب الأغلبية من المتابعين لهذه الكأس والمعاني الجميلة التي يحملونها ببساطتهم وحبهم لأبناء عمومتهم أولا، وعشقهم لكرة القدم ثانيا فلم يحتاج هؤلاء إلى الرجوع للنظام الأساسي أو اللوائح والأنظمة لمعرفة أهداف هذه البطولة بل عرفوها بالفطرة في الوقت الذي تناسى ذلك من هم في موقع المسؤولية من مسؤولين أو إعلاميين أحيانا. تكتشف الترصد الذي يبيته البعض حتى قبل بدء المنافسات فترى أن رأيهم لا يتغير بناء على ما يحدث على أرض الواقع ويكيلون بالسلبيات وينتقصون من هذه الكأس ويتعللون بالمستوى الفني لها وكأنهم اعتادوا على مستويات أعلى في المنافسات الآسيوية الأخرى أو أنهم في صدارة مجموعاتهم المؤهلة لكأس العالم إن تواجدوا أصلا هناك،، يا جماعة فلتنظروا قليلا لآخر مشاركاتكم في المسابقات الأخرى و«تحمدوا ربكم» أن وُجدت هذه البطولة لتعطيكم الفرصة بأن تعيشوا الفرح وتشاهدوا كرة متكافئة جميلة مرة أخرى. يتهمون البطولة بانخفاض المستوى الفني في نفس الوقت الذي يؤكد فيه الفنيون أن المستوى الحالي لأغلب الفرق التي فازت وخسرت في ارتفاع ملحوظ يشاد به بدلا من الانتقاص منه دون سند أو رؤية فنية تحليلية للأسف. يتهمون البطولة بأشنع التهم ويتفننون في استخدام المصطلحات التي لا تمت للواقع بصلة وتجدهم في نفس الوقت يتواجدون في الوسائل الإعلامية التي تغطيها ويتنافسون بين بعضهم البعض بالتواجد في برامجها فلا أعلم على أي مبادئ وحجج يستندون. ومن المشاهدات الأخرى أنك تجد البعض بدأ في التفرغ للحديث عن الإعلام واتهامه بالسلبية واختلاق الإثارة والخلاف ولا يتوانى عن التبرع والتطوع لتوجيهه وتوجيه النصح له وكأنه قد فرغ للتو من تقديم رسالته في الدكتوراه أو الماجستير أو أنه قادم لنا من إحدى الدول الاشتراكية الديكتاتورية «فلا تتكلموا ولا تبدوا آراءكم إلا بترخيص مني» ! وفي نفس الوقت تجده أول الباحثين عن مايكروفون وكاميرا في اللوبي إن وجد وإلا فلا مانع من التوجه لفندق آخر يتواجد فيه الإعلاميون الذين أصبحوا هم من يتم تصيدهم بدلا من يكونوا المتصيدين للآخرين.. كأس الخليج ناجحة بدرجة امتياز حتى الآن والروح الرياضية والتنافس المثالي هو سيد الموقف ولكن يبدو أن خلو الساحة من عمالقة التصريحات جعل المجال مفتوحا للبعض لإبداء رأي مخالف أو رؤية بعيدة عن الواقع ذكرها لمجرد أن الرغبة في الظهور دائما ما تضعك في ورطة قد لا تعرف سبيل الخروج منها. استمتعوا بمباريات تأتيكم ومنتخباتكم في أسوأ تصنيف من الممكن أن تصل إليه مقارنة بالدورات السابقة فهي التي ستكون بداية الطريق، واسألوا مدربي المنتخبات عن ذلك علكم تجدون عندهم الجواب الواقعي إن أردتم. دعوا تناقضاتكم واستمتعوا بكأس الخليج وبعد أن تملكوا الوقت للتقييم والدراسة نتمنى منكم رأيكم الثمين ولكن مسنودا بالحجج والبراهين التي تعبت عليها عقولكم وأيديكم قليلا بدلا من التعب الذي حل بألسنتكم. عارف العواني (الإمارات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©