بعد رحلة استمرت أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة بدأ المسبار الأميركي “دون” اقترابه من “فيستا” أحد أكبر النيازك في النظام الشمسي الذي يفترض أن تصل إلى مداره في 16 يوليو المقبل، على ما أفادت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”.
وباتت المركبة “دون” أي الفجر بالانجليزية على بعد 1,21 مليون كيلومتر من وجهتها أي حوالي ثلاث مرات المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر.
وقال كريستوفر راسل المسؤول الرئيسي عن المهمة ومقره في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس “نشعر بعض الشيء وكأننا كريستوفر كولومبوس لدى اقترابه من شواطئ العالم الجديد”. وأضاف في بيان أن “فريق (دون) متحمس جداً للبدء بمسح أرض مجهولة”.
وكان مسبار “دون” يتنقل حتى الآن من خلال قياس الإشارات اللاسلكية بينه وبين الأرض فضلاً عن طرق أخرى غير مرتبطة بالنيزك “فيستا”. لكن مع اقتراب المسبار البالغ وزنه 1,21 طن من وجهته بات تنقله يحتاج إلى قياسات دقيقة أكثر. فمن خلال تحليل موقع “فيستا” مقارنة بالنجوم يمكن لعلماء الفيزياء الفلكية ان يحددوه بدقة كبيرة ما يسمح للمهندسين بتكييف مسار “دون”.
ومسبار “دون” مجهز بمحرك كهربائي يعمل بالدفع الإيوني يؤمن قوة دفع متواصلة ويسمح بالوصول إلى سرعات كبيرة تدريجياً. وسيدخل “دون” في مدار “فيستا” بهدوء عندما يكون على بعد 16 ألف كيلومتر منه. وستسمح جاذبية النيزك باستقطاب المسبار. وفي ختام المرحلة الأولى من رحلته الطويلة سيصل المسبار إلى محيط “فيستا” في يوليو 2011.
ومن بعده سيواصل المسبار رحلته مطلع العام 2012 ليدور حول “سيريس” وهو نيزك آخر كبير يتوقع أن يصله في فبراير 2015 ليقطع ما مجموعه 5,1 مليار كيلومتر.
والهدف الأول بين الأهداف الرئيسية لمهمة دون التي تستمر ثماني سنوات هو “رصد اللحظات الأولى لولادة النظام الشمسي” قبل 4,6 مليار سنة من خلال محاولة فهم كيفية تكون النيزكين الواقعين بين المريخ والمشتري، على ما أوضحت “الناسا”. والهدف الثاني الرئيسي هو تحديد طبيعة العناصر التي تشكل هذين الكيانين وهما من النوع الأرضي.
وسيدرس المسبار الذي يعمل اليا ويبلغ طوله 1,64 متر وعرضه 1,27 متر، كيف ان “فيستا” و”سيريس” عرفا تكونا وتطوراً مختلفين تماماً، الأمر الذي قد يسمح بفهم دور المياه في تطور النيازك. ولتنفيذ مهمته جهز المسبار “دون” بثلاثة أجهزة علمية وكاميرا عالية الدقة ومقياسي طيف.
ويتمتع “سيريس” الذي اكتشف العام 1801 بشكل دائري ويبلغ قطره 960 كيلومتراً. وتشكل المياه على شكل جليد سميك يغطي نواة صخرية نسبة 25 % منه.
وصنف هذا النيزك العام 2006 على أنه “كوكب قزم” وفق تعريف جديد وضعه الاتحاد الدولي لعلم الفلك إثر نقاش حول وضع “بلوتو” الذي فقد بذلك تسميته ككوكب كامل.
عدد اليوم
