السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زعماء الاتحاد الأوروبي يدعون إلى إقامة نظام مالي دولي جديد

زعماء الاتحاد الأوروبي يدعون إلى إقامة نظام مالي دولي جديد
16 أكتوبر 2008 23:13
دعا زعماء اوروبيون أمس الأول الى نظام مالي عالمي جديد لمنع ازمات مالية في المستقبل فيما ثبط تنامي العلامات على ركود عالمي التفاؤل بشأن جهود الحكومات لإنقاذ البنوك· واعلنت الولايات المتحدة أكبر انخفاض شهري في مبيعات التجزئة الأميركية في أكثر من ثلاثة أعوام وقدمت اوروبا بيانات وتوقعات سلبية للاقتصاد في القارة، وتراجعت الاسواق حول العالم· وفي اجتماع لزعماء اوروبيين في بروكسل انضمت بريطانيا والمانيا إلى فرنسا في دعوتها إلى عقد قمة عالمية هذا العام لصوغ نظام مالي عالمي جديد· وخطف رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الأضواء في بروكسل من خلال اقتراحه قواعد جديدة لرؤوس الأموال العالمية، وقال براون لنظرائه من زعماء ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي: إن ''أسواق المال العالمية تطرح تحديات لا يمكن لدولة بمفردها أن تجد لها حلولاً''· ودعمت الجهود الأوروبية من أجل مواجهة الأزمة الائتمانية الطاحنة الدعوة المشتركة التي صدرت من زعماء دول مجموعة الثمانية للاجتماع من أجل بحث الأزمة المالية وإحياء محادثات التجارة العالمية· وقال زعماء الدول الثماني ، بريطانيا وفرنسا وكندا وروسيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان ، في بيان مشترك: ''بينما تركيزنا منصب الآن على المهمة العاجلة لتحقيق الاستقرار في الأسواق واستعادة الثقة بها هناك حاجة إلى تغييرات في القواعد والأنظمة المؤسسية للقطاعات المالية في العالم لمواجهة الثغرات التي أظهرتها الأزمة الراهنة''· وفي الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي حالة جمود دستوري نتيجة رفض أيرلندا معاهدة لشبونة الإصلاحية ، تعالت أصوات تنادي بمنح تفويض جديد للرئيس الحالي للمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو· وقال بيتر هينتسه وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: إن ''باروسو يمثل الاستمرارية وتماسك أوروبا وهذا ما يحتاج إليه الاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة''، وكشف عن أن رؤساء دول والحكومات المحافظة في الاتحاد الأوروبي وافقوا على استمرار باروسو، رئيس الوزراء البرتغالي السابق، في منصبه لفترة ثانية· وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي تعهدت الحكومات حول العالم بتقديم 3,2 تريليون دولار لشراء حصص في البنوك لمساعدتها على استعادة الاستقرار وهو ما ادى الى انتعاش الاسواق يوم الاثنين الماضي، لكن سرعان ما تراجع التفاؤل امام المخاوف من ان الاقتصادات الكبرى تتجه نحو الركود رغم التدخل الحكومي· وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أمس الأول: ''بتقييد تدفقات الائتمان الى الاسر والشركات والحكومات الاقليمية والمحلية فإن الاضطرابات في الاسواق المالية وضغوط التمويل على الشركات المالية تشكل تهديدا كبيرا للنمو الاقتصادي''، وأوضح أن استعادة التدفقات الطبيعية للائتمان ستستغرق بعض الوقت· وفي بروكسل أيد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل اقتراحا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعقد اجتماع لاصلاح الهياكل المالية التي تأسست في مؤتمر بريتون وودز في عام ·1944 وقال براون في مؤتمر صحفي قبل قمة للاتحاد الاوروبي تستمر يومين: ''اعتقد أن منتدى لاتخاذ القرارات بشأن تغييرات كبيرة في الاقتصاد العالمي يمكن أن يعقد خلال الاشهر القليلة المقبلة''، وقال وزير المالية الهولندي فوتر بوس: إن دورا أقوى لصندوق النقد الدولي مطلوب ''في ظل غياب القيادة الأميركية في الوقت الراهن''· وعرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي شراء حصص اسهم في بنوكها بما يصل الى 250 مليار دولار وهو تحرك مثير للدهشة في بلد رأسمالية السوق الحر، وشدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول على أن هذه الخطوة مؤقتة، وقال للصحفيين قبل بدء اجتماع للحكومة: ''أنا واثق أن هذا الاقتصاد سينتعش في الاجل الطويل''· وجاءت الخطوة الاميركية في اعقاب موافقة زعماء اوروبيين يوم الاحد الماضي على اطلاق خطة قيمتها ثلاثة تريليونات دولار (2,2 تريليون يورو) لانقاذ البنوك الاوروبية العملاقة التي اصابتها ازمة الائتمان والتي نجمت عن القروض العقارية المتعثرة في الولايات المتحدة· وتزايدت العلامات أمس الأول على ركود يلوح في الافق، وقالت الحكومة الاميركية: إن مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 1,2 في المئة سبتمبر الماضي في اكبر هبوط في ثلاثة اعوام وان اسعار الجملة تراجعت 0,4 في المئة، وتراجع نشاط التصنيع في ولاية نيويورك في اكتوبر الجاري· كما تحدث نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي دونالد كون أمس الأول عن امكانية تراجع الاستهلاك في الفصل الثالث، وهو ما سيعتبر اول تراجع لهذا المؤشر منذ ،1991 وقال كون في كلمة القاها في نيويورك: إنه نظراً إلى ارتفاع معدلات البطالة والصعوبات في الحصول على قروض ''تراجعت النفقات الاستهلاكية من يونيو الى اغسطس، وهي قيد التراجع لمجمل الفصل الثالث، ما سيعني تراجعا فصليا للمرة الاولى منذ ·''1991 فالاستهلاك هو في الواقع محرك النمو في الولايات المتحدة حيث يؤمن حوالى ثلثي الناتج الداخلي الخام، وتراجعه الذي لوحظ منذ بداية السنة، عوضه ارتفاع كبير للصادرات (جراء ضعف الدولار) الذي أتاح للنمو أن يبقى ايجابيا في الفصل الثاني· لكن كون أكد أن الضعف الاقتصادي في البلدان الاجنبية ''يوحي أن الدعم الذي قدمته الى الانتاج الداخلي الصادرات الصافية في الفصل الاول قد يتراجع'' كما يشير الى ذلك تراجع الصادرات في سبتمبر الماضي· وفيما يتعلق بالمستقبل، اعتبر كون أن ''السيناريو الاكثر احتمالا هو سيناريو اقتصاد يتراجع اداؤه حتى مرحلة متقدمة من العام المقبل قبل أن يتحسن تدريجيا اواخر 2009 وفي ·''2010 واعتبر كون أن قطاع السكن سيواصل تراجعه على الارجح بعض الوقت، موضحا أن كل ''فورة'' في سوق ما قد تكون ''متواضعة'' لكن ''استقرارا بسيطا لسوق السكن من شأنه أن يبدد عبئا كبيرا يلقي بثقله على الاقتصاد الاميركي''· وقال بنك جي·بي مورجان تشيس الأميركي أمس الأول أيضاً: إن ارباحه للربع الثالث هبطت بنسبة 84 في المئة بينما اعلن ''ويلز فارجو'' عن انخفاض في الارباح بلغ 25 في المئة· واظهرت ارقام رسمية أن البطالة في بريطانيا ارتفعت الى 5,7 في المئة وهو أعلى مستوى لها في ثمانية اعوام، وقال وزير المالية الالماني بير شتاينبروك إن نمو الاقتصادي الالماني سيزيد بشكل طفيف عن الصفر في ·2009 وقال البنك المركزي الاوروبي أمس الأول أيضاً إنه سيسمح للبنوك بمبادلة نطاق اكبر من اصولها مقابل الحصول على اموال من البنك المركزي وأنه سيوفر سيولة نقدية اضافية من الدولارات عبر مبادلات النقد الاجنبي· وكانت دول جنوب شرق آسيا التي تلقت دعما قدره عشرة مليارات دولار من البنك الدولي الاخيرة في الانضمام الى جهود الانقاذ بموافقتها على انشاء صندوق بقيمة عدة مليارات من الدولارات لمساعدة البنوك· وقالت رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو: إن الصندوق سيشتري الديون المعدومة وسيدعم البنوك في المنطقة· وخفضت ايسلندا التي اوشكت على الافلاس بسبب تداعي بنوكها جراء توقف اسواق الائتمان عن العمل اسعار الفائدة بنسبة 3,5 نقطة مئوية فيما يواصل مسؤولوها الجهود للحصول على مساعدة من روسيا عبر قرض قيمة عدة مليارات من الدولارات·
المصدر: بروكسل-واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©