الدلالة على الخير.. لها مقام كريم وأجر كبير

القاهرة (الاتحاد) قال أنس بن مالك: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله - أي يطلب منه المركب - فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله - أعطاه المركب - فأتى النبي فأخبره، فقال رسول الله: «إن الدال على الخير كفاعله». والدلالة على الخير لها مقام كريم وأجر كبير، وقد بيَّن الرسول فضلها، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت، ليُصلون على معلِّم الناس الخير». والحديث يشتمل على مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام هو الإرشاد إلى الخير، وقد أمر الله سبحانه بالتعاون على البر والتقوى، قال تعالى: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى? وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2»، فالإرشاد إلى الخير وفعل المعروف هو من التعاون على البر والتقوى، كما أن الدلالة على الشر والإعانة عليه تجلب الوزر. وفي الحديث.. قد تكون الدلالة بالقول، أو بالفعل، أو بالكتابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً، خير لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم». والدلالة على الخير لها عدة وسائل، من أعظمها الدعوة إلى الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «بَلِّغوا عنِّي ولو آيةً». وقال العلماء: إن الإسلام جعل لمن يدل على الخير أجراً كأجر من قام بهذا الخير، ليتحقق التعاون بين الناس ويقدم المرء المساعدة والمعونة لغيره بالقدر الذي يستطيع، فإذا طُلب منه معونة أو مساعدة فيما لا يملكه، فليستخدم ما يملكه للتوصل لشخص يملك المساعدة. والذي يدل على الخير ينال أجره في الدنيا والآخرة، فأجره في الآخرة بقدر الخير الذي قُدم لمن احتاجه، وفي الدنيا قد يأتي يوم تتبدل فيه الأحوال ويكون الشخص في حاجة غيره فيجد من يدله قبل أن يتكبد العناء والشقاء. والصدقات الجارية والعلم المنتفع به والولد الصالح يدعو لأبيه تدخل تحت باب الدلالة على الخير، قال رسول الله: «إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، فأبواب الخير كثيرة ومتعددة.