الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المؤمنون يرجون لقاء ربهم.. بالعمل الصالح

20 يوليو 2017 22:01
القاهرة (الاتحاد) قال جندب بن زهير العامري، إني أعمل العمل لله فإذا أطلع عليه سرني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، ولا يقبل ما شورك فيه»، وقيل إن رجلا قال يا نبي الله، إني أحب الجهاد في سبيل الله، وأحب أن يرى مكاني، وروي أنه جاء رجل إلى النبي فقال: إني أتصدق، وأصل الرحم، ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى، فيذكر ذلك مني، وأحمد عليه، فيسرني ذلك، وأعجب به، فأنزل الله تعالى: «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى? إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَ?هُكُمْ إِلَ?هٌ وَاحِدٌ  فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً»، «الكهف:110». قال الشنقيطي في «أضواء البيان»، أمر جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يقول للناس، إنما أنا بشر مثلكم أي لا أقول لكم إني ملك، أنا بشر، إلا أن الله تعالى فضلني وخصني بما أوحى إلي من توحيده وشرعه، فوحدوه ولا تشركوا به غيره، وهذا الذي بيّنه تعالى في هذه الآية، وأوضحه في مواضع آخر. وقال الشوكاني في «فتح القدير»، أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، أن يسلك مسلك التواضع، فقال، قل إنما أنا بشر مثلكم، أي إن حالي مقصور على البشرية لا يتخطاها، ومن كان هكذا فهو لا يدعي الإحاطة بكلمات الله إلا أنه امتاز عنهم بالوحي إليه من الله، يوحى إلي وكفى، وبهذا الوصف فارقا بينه وبين سائر أنواع البشر، ثم بيّن أن الذي أوحي إليه هو قوله، أنما إلهكم إله واحد لا شريك له في ألوهيته، وفي هذا إرشاد إلى التوحيد، ثم أمرهم بالعمل الصالح والتوحيد، فقال فمن كان يرجو لقاء ربه الرجاء توقع حصول الخير في المستقبل، ومن كان له هذا الرجاء الذي هو شأن المؤمنين فليعمل عملا صالحا وهو ما دل الشرع على أنه عمل خير يثاب عليه فاعله ولا يشرك بعبادة ربه أحدا من خلقه، وإن لا يرائي بعمله أحدا. وقال أبو سعيد بن أبي فضالة الأنصاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك». وقال البغوي، علّم الله رسوله التواضع، لئلا يزهو على خلقه، فأمره أن يقر فيقول إني آدمي مثلكم، إلا أني خصصت بالوحي وأكرمني الله به، يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد لا شريك له، فمن كان يرجو لقاء ربه، يخاف المصير إليه- فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل- فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، ولا يرائي بعمله. وقال الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»، قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، انتقل به من التنويه بسعة علم الله تعالى وأنه لا يعجزه أن يوحي إلى رسوله بعلم كل ما يسأل عن الإخبار به، إلى إعلامهم بأن الرسول لم يبعث للإخبار عن الحوادث الماضية والقرون الخالية، ولا أن من مقتضى الرسالة أن يحيط علم الرسول بالأشياء فيتصدى للإجابة عن أسئلة تُلقى إليه، ولكنه بشر علمه كعلم البشر أوحى إليه بما شاء إبلاغه عباده من التوحيد والشريعة، ولا علم له إلا ما علمه ربه كما قال تعالى قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي، فالحصر في قوله إنما أنا بشر مثلكم، أي ما أنا إلا بشر لا أتجاوز البشرية إلى العلم بالمغيبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©