السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغموض يلف قضية الاحتيال على سوسييتيه جنرال

الغموض يلف قضية الاحتيال على سوسييتيه جنرال
26 يناير 2008 23:13
لايزال المحللون والمحققون يحاولون معرفة كيف تمكن وسيط معزول في ''سوسييتيه جنرال'' من تكبيد احد ابرز ثلاثة مصارف فرنسية خسائر تبلغ حوالي خمسة مليارات يورو في عملية ''احتيال'' لا مثيل لها، وفتشت الشرطة الفرنسية في مقر البنك، وكذلك في الشقة السكنية التي يقيم فيها جيروم كيرفيل المتعامل ببنك سوسييتيه جنرال المتهم بالتسبب في خسائر قيمتها 4,9 مليار يورو (7,18 مليار دولار) للبنك عن طريق الاحتيال· وقالت متحدثة باسم مصرف ''سوسييتيه جنرال'' أمس إن عمليات تفتيش جرت مساء الجمعة في مقر البنك في منطقة الديفانس قرب باريس في اعقاب عملية ''احتيال'' واسعة لا سابق لها كلفت البنك قرابة خمسة مليارات يورو· وقالت المتحدثة باسم المجموعة ان ''عمليات تفتيش جرت أمس الأول في مقر ''سوسييتيه جنرال'' بدون مزيد من التوضيحات· وكان الهدف الرئيسي من عمليات التفتيش هذه مصادرة وثائق معلوماتية تعود للوسيط الشاب جيروم كيرفييل الذي اتهمه البنك بعملية الاحتيال، كما افاد مصدر مقرب من الملف، وقال شهود رداً على اسئلة أن رجال شرطة توجهوا كذلك عصر الجمعة الى مبنى في منطقة نويي-سور-سين (ضاحية باريس الغربية) حيث يقيم جيروم كيرفييل· وسارعت السلطات الفرنسية وعلى رأسها الرئيس نيكولا ساركوزي الى طمأنة الملايين من عملاء المصرف والاسرة الدولية الى ''متانة النظام المصرفي الفرنسي''، من جهته، طالب رئيس الوزراء فرانسوا فييون وزارة الاقتصاد بتقرير في غضون ''ثمانية ايام'' في محاولة لتوضيح نقاط غامضة تحيط بهذا الملف· وقد اصيب عالم المال بالصدمة عندما أعلن المصرف الخميس خسارة سبعة مليارات يورو بينها ملياران بسبب ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة و4,9 مليار تسبب بها وسيط معزول، ونجح هذا الاخير في تحييد نظام الرقابة في المصرف بغية اخفاء تعاملات قيمتها عشرات المليارات من اليورو· والوسيط المدعو جيروم كيرفيل (31 عاما) يعمل في المصرف منذ عام 2000 هو المسؤول الوحيد عن عملية الاحتيال التي تعتبر الاكبر من نوعها في تاريخ عالم المال، وتم تقديم شكوى ضده رغم انعدام المؤشرات التي تدل على ثرائه جراء ذلك· وقالت محامية الدفاع اليزابيت ماير ان الشاب ''لم يهرب'' وانه ''يضع نفسه بتصرف القضاء''، وعلى الصعيد القضائي، تولى المحققون الماليون مباشرة التحقيقات الخميس لكن النيابة العامة في باريس اعلنت الجمعة ان من السابق لاوانه التوصل الى اي نتائج''· واوضحت النيابة العامة ان ''القضية تبدو في غاية التعقيد''، مشيرة الى الحاجة للعديد من جلسات الاستماع والخبرات في مجال المعلوماتية ومواجهات بين المعنيين، وابدى بعض الخبراء شكوكهم حيال واقع ان يكون شخص واحد وراء عملية بهذا الحجم كما رددت وسائل الاعلام تساؤلات مشابهة· وعنونت صحيفة ''لاتريبون'' الاقتصادية الفرنسية صفحتها الرئيسية يوم الجمعة كالتالي ''غموض عملية احتيال قيمتها خمسة مليارات يورو''، وتساءلت على غرار العديد من المحللين ''كيف يكمن لمصرف بهذا الحجم يتباهى بخبراته في الاسواق ان يصل الى هذا الحد من سوء الطالع؟ ولماذا كل هذا الوقت لاكتشاف مدى الاضرار؟''· وفي جامعة ليون، حيث نال جيروم شهادة ماجستير في عمليات الاسواق المالية بدرجة عادية، يقول المسؤولون انه كان طالبا عاديا وليس ''عبقري معلوماتية'' كما اشار المصرف مبرراً كيف تمكن من تحييد كل اجراءات الرقابة الداخلية؛ من جهتها، ضاعفت الطبقة السياسية بجميع اتجاهاتها الدعوات الى مزيد من ''الشفافية'' ورأت المعارضة الاشتراكية في هذه القضية ''رمزا للمال المجنون''· بدورها، اعتبرت الصحف الاميركية ان المصرف ساهم في هبوط الاسواق العالمية مطلع الاسبوع الحالي عبر اقدامه على تصفية مراكز تتضمن مخاطر عالية، وفي الهند، اشار ساركوزي الى ''مشاكل داخلية في المصرف لا تمس متانة وصدقية النظام المصرفي الفرنسي''، لكن ريمون سوبي احد مستشاريه قال ''من المدهش حقا ان يكون شخص واحد'' قام بالتلاعب بهذه الكمية من الأموال في الأسواق· وبدوره، قال حاكم البنك المركزي الفرنسي كريستيان نواييه ان ''النظام المصرفي الفرنسي متين جدا''، وقال نواييه لدى تطرقه الى قضية الاحتيال انه ''متأكد'' من ان المصرف لم يحاول اخفاء خسائره بأزمة قروض الرهن العقاري، كما ألمح بعض المحللين· وفي البورصة، ارتفع سهم ''سوسييتيه جنرال'' اثر تعليقات محللين ماليين حول عملية شراء محتملة للمصرف من قبل احد المنافسين؛ يشار الى ان المصرف بات فريسة تجذب الطامحين الى شرائه بسبب خسارته اكثر من 40% من قيمته في البورصة خلال عام واحد· وشوهد أربعة ضباط شرطة يرتدون ملابس مدنية يوم الجمعة أثناء دخولهم ومغادرتهم شقة جيروم كيرفيل المتهم بالتحايل على سوسيتيه جنرال- الواقعة بالطابق الثالث في بناية بضاحية نويلي الراقية في باريس لتفتيشها، واثناء مغادرتهم الشقة كان كل منهم يحمل حقيبة يد كبيرة مربعة الشكل، وعرفوا انفسهم بأنهم من الشرطة لكنهم لم يحددوا الادارة التي ينتمون اليها، وامتنعوا عن الاداء بمزيد من التعقيب· ولم يشاهد كيرفيل في مكان عام منذ ان كشف البنك النقاب عن الفضيحة يوم الخميس لكن صورة فوتوغرافية له انتشرت في الصحف وعلى شاشات التلفزيون، واثار الغموض حول مكان وجوده عملية بحث واسعة من جانب وسائل الاعلام حيث انتشر الصحفيون في الضاحية التي يسكن فيها وفي مسقط رأسه في مقاطعة بريتاني وقرب مكان عمله في منطقة لادفنس التي تنتشر فيها المؤسسات المالية·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©