الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

سفيان الثوري.. «أمير المؤمنين» في الحديث

20 يوليو 2017 22:01
أحمد مراد (القاهرة) لقب بـ«أمير المؤمنين» في علم الحديث، كان من أشهر وأبرز علماء عصره، تتلمذ على أيدي 600 شيخ وإمام، وروى عنه 20 ألفاً. هو سفيان بن سعيد الثوري، المولود في الكوفة سنة 97 هجرية، والده من العلماء الثقات، وكان من أصحاب الشعبي، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين، وروى له الجماعة الستة في دواوينهم. وروى عن سفيان مئات وآلاف التلاميذ، وقد ذكر ابن الجوزي أن عددهم يزيد على عشرين ألفاً، أبرزهم أبو حنيفة، والأوزاعي، وشعبة، وإبراهيم بن سعد، وأبو إسحاق الفرازي، وأحمد بن يونس اليربوعي، وابن علية، وسفيان بن عيينة، وأبو داود الطيالسي، وعبدالله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وعلي بن الجعد. قال العجلي في الثقات: كان سفيان لا يسمع شيئاً إلا حفظه حتى كان يخاف عليه، وقال سفيان بن عيينة: كان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه، يأخذ منه ما يريد ويدع ما لا يريد. وذكر الحافظ في التهذيب عن علي بن المديني قال: قلت ليحيي بن سعيد: أيما أحب إليك رأي سفيان أو رأي مالك؟ قال: سفيان لا شك، سفيان فوق مالك في كل شيء، وقال صالح بن محمد: سفيان ليس يقدمه عندي أحد في الدنيا، وهو أحفظ وأكثر حديثاً من مالك، ولكن مالكاً كان ينتفي الرجال، وسفيان يروي عن كل أحد، وهو أكثر حديثاً من شعبه وأحفظ، يبلغ حديثه ثلاثين ألفاً. وقال عنه الخطيب البغدادي: كان إماماً من أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، مجمعاً على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته، مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع، والزهد، وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومئة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان. وقال ابن مهدي: ما رأت عيناي أفضل من أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفاً من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك. ضمت كتب السنة الستة ومسند الإمام أحمد المئات من الأحاديث التي رواها سفيان الثوري، حيث له في صحيح البخاري 395 حديثاً، وفي صحيح مسلم 413 حديثاً، وفي سنن أبي داود 246 حديثاً، وفي سنن الترمذي 248 حديثاً، وفي سنن النسائي 315 حديثاً، وفي سنن ابن ماجه 360 حديثاً، وفي مسند الإمام أحمد 1637 حديثاً. وعن منزلة ومكانة علم الحديث، قال سفيان الثوري: الحديث أكثر من الذهب والفضة، وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة. كما قال أيضاً: كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة، ولعل هذا ما جعله يرفض تولي القضاء من أجل أن يتفرغ لتحصيل وتدريس علم الحديث. نسب إلى سفيان الثوري العديد من الأقوال والحكم المأثورة مثل قوله: إن أقبح الرعية من يطلب الدنيا بعمل الآخرة، وقوله: ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت، وقوله: المال داء هذه الأمة والعالم طبيبها، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه، فمتى يُبرئ الناس. توفي سفيان الثوري في البصرة في شهر شعبان سنة 161 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©