الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفلسطينيون يطوون صفحة الانقسام السوداء

5 مايو 2011 00:06
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل خلال احتفال باتفاق المصالحة في القاهرة أمس، طي «صفحة الانقسام السوداء للأبد». واتفقا مع أمين عام حركة “الجهاد الإسلامي” رمضان عبد الله شلح، في اجتماع بعد الاحتفال، على بدء اجتماعات الفصائل الفلسطينية ولجنة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الأسبوع المقبل، لبحث سبل تنفيذ الاتفاق، بالتوازي بخطوات عملية منها، إطلاق سراح المعتقلين، ومشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وكرر عباس رفضه التدخل الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، بعدما طالبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باختيار السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع “حماس”. وقال “إن حماس إخواننا وأبناؤنا وهم جزء من الشعب الفلسطيني وليس من حق أحد أن يقول لنا: لماذا تفعلون هذا أو ذاك”. وأضاف “أقول لنتنياهو: أنت يجب أن تختار بين الاستيطان والسلام”. وقال عباس خلال كلمة ألقاها في مستهل الاحتفال “إن صفحة الانقسام السوداء طويت للأبد، وإنهاء الانقسام الفلسطيني يأتي في لحظة فارقة في مسيرتنا الوطنية. ففي حين صَعد الاحتلال الإسرائيلي ممارساته خلال السنوات الماضية ضد شعبنا وأرضه وحقوقه وحاول التذرع بالانقسام للتهرب من استحقاقات إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، فقد تكرست في الوقت نفسه صيغة إجماع دولي على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطين الحرة والمستقلة”. وأضافت “لقد أصبحت قضايانا في مختلف المحافل الدولية تحظى بشبه إجماع كما شهدنا مؤخراً في التصويت في مجلس الأمن الدولي لإدانة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية”. وتابع “مطلوب من الحكومة الجديدة أن تدفعنا الى الأمام لا تشدنا الى الخلف ولا تتسبب بحصارنا، والشهادات الدولية تشكل دعماً حاسماً لنا ونحن نمضي نحو استحقاق سبتمبر القادم (لإعلان الدولة الفلسطينية) الذي نراه استحقاقاً واجب الأداء من المجتمع الدولي كي تولد دولة فلسطين وكي ينال شعبنا حقوقه، وما عاد بالإمكان تقبل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وما عاد مقبولا أن تواصل إسرائيل التصرف كدولة فوق القانون ترفض الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية”. وقال عباس “من المفارقة الساخرة أن إسرائيل التي كانت تتذرع غير صادقة بالانقسام الفلسطيني للتحلل من التزاماتها وللتهرب من استحقاقات السلام، تريد الآن التذرع بإنهاء الانقسام لمواصلة سياسات التحلل والتهرب ،ولمواصلة الاحتلال والاستيطان ونعتقد أن المجتمع الدولي يرى بوضوح هذه المواقف ويستطيع بسهولة أن يحدد من هو الشريك الغائب في السعي نحو السلام”. وأكد ضرورة أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وأن تقام له دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس هذا العام. وأوضح أن الشعب الفلسطيني سيواصل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية نضاله المشروع من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، لا يوجد فيها جندي إسرائيلي واحد. وقال مشعل في كلمته خلال الاحتفال “إن صفحة الانقسام الفلسطيني السوداء قد طويت وأصبحت خلف ظهورنا وتحت أقدامنا، وإن معركتنا الوحيدة مع إسرائيل”.وأوضح “حماس قررت أن تدفع كل ثمن من أجل إتمام المصالحة وتحويل النصوص إلى واقع فمعركتنا مع الاحتلال وليس مع الفصائل”. وأضاف “نريد الاستعجال منذ هذه اللحظة الصعبة لتحقيق المصالحة لكي نتفرغ لمشروعنا الوطني، وترتيب بيتنا الداخلي في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ، ونريد أن تكون لنا قيادة واحدة ومرجعية واحدة لأننا شعب واحد”. وتابع “نريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة بدون مستوطنين وبدون التنازل عن شبر واحد وبدون التنازل عن حق العودة”. وأردف “نحن مستعدون للحوار والتفاهم واتخاذ قرار مشترك حول الحركة السياسية وانتزاع الحقوق الفلسطينية وتنظيم المقاومة فلقد أعطينا للسلام 20 عاماً ويمكن أن نعطي إسرائيل فرصة لكنها تريد كل شىء، تريد الأرض وتزعم أنها تريد السلام”. وأكد مدير المخابرات العامة المصرية الوزير مراد موافي في كلمته على أهمية استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الثابتة. ورأى أن المرحلة المقبلة هي الأصعب لاستعادة اللحمة، مطالبا الجميع بالصبر و”الاستلهام من تجارب الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن”. وقال لقادة ووفود الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وللشعب الفلسطيني “علينا أن نسمو فوق خلافاتنا، وأن نجتاز أي عوائق وحواجز وإننا على يقين بأنكم قادرون على قهر الصعاب وستنجحون ما دمتم يداً واحدة، وعلى قلب رجل واحد، وفي حالة أن الجميع قد انهصر في بوتقة واحدة، والاختبار الحقيقي أمامنا صعب، وعلينا أن نتعامل بإيجابية مع تحديات المرحلة المقبلة”. وأضاف “ستبقى مصر دائماً مساندة للشعب الفلسطيني وقضيته، ولن تألوا جهداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتنفيذ اتفاق المصالحة ليصبح واقعاً معاشاً وملموساً على الأرض. وحضر الاحتفال نائب رئيس الوزراء المصري يحيي الجمل ووزير الخارجية المصري نبيل العربي وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو وروبرت سيري موفد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وقيادات عربية وإسلامية وسفراء عرب وأجانب.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©