الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القرن العشرون أفرز تحولاً في الواقع التشكيلي العربي إبداعياً ونظرياً

القرن العشرون أفرز تحولاً في الواقع التشكيلي العربي إبداعياً ونظرياً
30 ديسمبر 2009 03:06
تختتم في الثامنة مساء اليوم بالمتحف البحري بالشارقة أعمال ندوة جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، التي تنعقد بعنوان “الحداثة في الفنون التشكيلية العربية” في حفل خاص يقوم خلاله مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، التي تنظم الجائزة الفنان هشام المظلوم بالإعلان عن أسماء الباحثين العرب الفائزين بالجائزة لدورتها الثانية. أما صباح أمس فانعقدت في إطار الندوة جلستان شارك في الأولى منهما الدكتور محمد بن حمودة من تونس والدكتور ياسر منجي من مصر وقدمها الفنان التشكيلي طلال معلا فيما شارك في الأخيرة الدكتور منذر المطيبع من تونس والناقد محمد الجزائري من العراق. قدم محمد بن حمودة من وجهة نظر الناقد التشكيلي مقولة للناقد صلاح فضل: “محمود درويش شاعر القضية الأخطر في التاريخ العربي، وهو مع ذلك شاعر حداثي، وهذه مفارقة لافتة، لأن أبرز ملمح في شعر الحداثة هو غياب الموضوع وعدم التحديد وتشتت الدلالة.” وقال: “إذا تركنا جانبا خلط الناقد بين الحداثة وما بعدها فإنه يحسن أن نتذكر أنه إذا كان الشاعر يهتم بكيفيات الوجود فإن الفنان يستمد كنهه من إتقانه لكيفيات العمل”. أما ياسر المنجي فاتخذ من المقولة التالية: “ قد لا تكون مبالغة كبيرة، إذا ما تم توصيف القرن العشرين باعتباره (قرن القرون في تاريخ الوعي العربي)، ليقول بأنه: “قد لا تنطبق المقولات السابقة على أي من مجالات الفكر والثقافة، قدر انطباقها على الفنون التشكيلية والبصرية، وما يوازيها ويتصل بها ويتفرع عنها، من خطابات ونصوص وإبداعات معنية بالتأريخ والتنظير والنقد والتقصي”. وأضاف “فالقرن العشرون كان حافلاً بالتداعيات اللاهثة والتحولات صاروخية الإيقاع، إلى الدرجة التي أدت إلى إفراز مشهد فسيفسائي متباين التوجهات، على المستويين الإبداعي والنظري في الواقع التشكيلي العربي؛ متباين إلى الدرجة التي كفلت تجاور المتناقضات وتوازي المتضادات”. ليخلص إلى أن ذلك أدى بجميع ممثلي أطياف المحترَف العربي إلى استشراف القرن الحالي بالتطلع إلى أفق من التحولات السائلة عديمة الإيقاع، غائمة الفلسفة فاقدة الوجهة والتوجه، بحسب ما ذكر. أما محمد الجزائري فتحدث أولا عن الفنان العراقي حليم الكريم، فأشار إلى أنه “سعى إلى إثراء تجربته البصرية بما يليق بغنى التربة التي أنجبته، كما أدرك أن كل شكل بصري هو حاصل تفاعل جدلي بين البنية التصويرية لما قبل التعرف والقصد في كلية العملية التأويلية”. واتخذ الجزائري هذا الفنان نموذجه في البحث فتحدث عن اللوحة وطبيعتها وما تحمل من عناصر قابلة للتأويل. ليخلص إلى القول بأن الفنان جعل نصه البصري يغني بل يصدح بموسيقى ذات تجليات عرفانية، هادفة، ومستهدفة التغيير في ذوق المتلقي”. وأخيرا إلى ورقة منذر المطيبع الذي رأى أن “الفنون التشكيلية العربية تمثل أحد أوجه الثقافة العربية المعاصرة، فهي مدى تقدمها ومدى وعي مجتمعاتها بحاضرها ومستقبلها الذي يطوق إلى تحقيق نوع من الحداثة التي قد تضاهي في مكانتها الحداثة الغربية”. وفي ضوء ذلك خلص الباحث إلى القول بأن: “مساءلة الحداثة في الفنون التشكيلية العربية قد تقدم لنا صورة عن الوضع الحداثي العام في البلدان العربية، ومدى تفاعل مجتمعاته مع مختلف مكونات الحداثة الغربية، كما تقدم لنا استشعارا للوضع الحداثي المستقبلي لهذه المجتمعات”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©