السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صفصافة» تستعد لإصدار روايتين إماراتيتين

«صفصافة» تستعد لإصدار روايتين إماراتيتين
30 ديسمبر 2009 03:08
أصدرت دار صفصافة للنشر بالقاهرة، باكورة إنتاجها الشعري متمثلاً في ديوانين للشاعرين المصريين محمود خيرالله بعنوان “كل ما صنع الحداد” ومؤمن المحمدي بعنوان”تخاريف خريف”. كما تستعد الدار لإصدار روايتين من الإمارات هما “حدثتنا ميرة” للكاتبة الاماراتية لميس المرزوقي و”إف/ هم” لـلكاتبة الإماراتية كمامي، وهما العملان الروائيان الأولان لكلا الكاتبتين. ويقول الشاعر والفنان الإماراتي محمد المزروعي، مؤسس “دار صفصافة” وهي دار إماراتية مصرية، إن “صفصافة تسعى إلى اكتشاف مناطق أدبية جديدة وتركز على اظهار الرؤى الجديدة التي تلامس المناطق الغائمة في التجربة والنفس البشرية”. وفي ديوان “كل ما صنع الحداد” يسعى محمود خير الله إلى قصيدة تمارس هيمنتها في قراءة المشهد اليومي من دون أن تفتعل لنفسها قفصاً جديداً من اللغة، قصيدة تنتقل من لزوجة الدلالة إلى “حساسية المشهد” كي يعود الناس إلى رؤية حياتهم متجسدة في قصيدة النثر. وتتخطى قصيدة خير الله الصورة المألوفة لشاعر قصيدة النثر، لأنها صورة شخصية واعتباطية، فلا يجب أن يكون هذا الشاعر ملعوناً أو ملفوظاً من الجماعة البشرية المحيطة به. نعم، هو يغزو الماضي ويحطم أغلبه، لكنه بحاجة إلى أن يكون مواطناً صالحاً، لأن قصيدته الجديدة ستوقظ قارئها النائم بداخلها، ستوقظه بالرفق لا بالشدة، مثلما توقظ شجرة عابر سبيل منهكاً نام تحتها، بالورقة التي تسقطها فوقه سسيصحو، لا بسقوط الشجرة كلها فوقه. لا يميل خير الله إلى البلاغة القديمة بمفاهيمها السائدة في القصيدة السابقة على قصيدة النثر، فلغته تُحدد المعاني وتطرق الفكرة، فتبدو الحياة من خلال الديوان قصيدة نثر ضخمة، تحمل اتساقاً داخلياً فيما تبدو للعالم كأنها تفتقر إلى الأسس والقوانين والبراهين العقلانية، ونحن هنا أمام قصائد لا يغيب “الربط الدلالي” بين سطورها ليحل محله “التداعي النفسي” المعتاد أو الصوتي المطروق. إنها قصيدة تجري على قدمين. خبرة الحياة وخبرة الجمال، المشروطتين بإيقاع اللحظة التاريخية الراهنة. أما مؤمن المحمدي فبداية من إهداء الديوان الذي وجهه إلى نفسه باعتباره “لا شريك لي .. للأسف” سنعرف أننا أمام شعر لا يراهن على أحد أو شيء، كتابة واعية بغياب اليقين النهائي الحاسم أو المعرفة الجازمة التي ينتهي عندها القلق ويبدأ الأمان الكامل. أن يهدي الشاعر ديوانه إليه لكونه لا شريك له ومتأسفا على هذا فالأمر يفترض إذن أن الشاعر لا يراهن أيضا على ذاته باعتبارها ذاتً عارفة تمتلك الحكمة ومن ثم قادرة على إعادة تشكيل العالم وفقا لمشيئتها وإلا ما كان هناك مبرر للأسف ولكن الإهداء إلى ذات الشاعر هو رهان على استيعاب الكيان المنتهك لكونه منتهكا بالفعل ولكونه لا يستطيع أن يضع حدا لذلك أو حتى أن يفهم أي معنى يكمن وراء هذا الانتهاك . وعند غياب اليقين يتساوى كل شيء ويغيب التميز والاختلاف وتضيع الجدوى، لا يوجد طريق ثابت يقودك إلى حقيقة صحيحة مؤكدة بل تتشابه جميع الأشياء التي لم تعد سوى أوهام فاشلة لا يوجد مبرر لإعطاءها أهمية ما أو تقدير استثنائي: المستقبل .. الماضي .. الوطن .. الموت .. خسارتك للحياة كأنك لا تستحقها .. خسارة الحياة لك كأنها هي التي لا تستحقك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©