تداخل الشعر والمدائح النبوية وأنماط الفن الشعبي مع بعضها لتؤسس عالماً استثنائياً مختلفاً يسبغ على الحياة متعة من خلال حكاية لخصت حياة الشيخ عبدالرحمن المريد الذي عاش في مدينة دبي خلال الفترة من 1902-·2007
قاد الباحث الشاعر خالد البدور فكرة لقاء الشيخ المريد بعد أن التقاه لأول مرة منذ 13 عاماً وفي عودته الثانية تتم المكاشفة حول أسئلة كثيرة حملها إليه مما قادته بالضرورة إلى آفاق أوسع وإلى فضاءات كبرى·
يتميز منهج الشيخ المريد في اتباع أساليب صوفية في غاية البساطة والألفة حيث يبتعد عن التكلف والتصنع مما لا يجعل الغموض غامضاً ولا السر مدفوناً، انه بسيط في السلوك والطريقة، أليف في الحوار إلا أنه كبير في التساؤلات العميقة·
أحب الناس الشيخ المريد وسعت إليه تجلة شخصيات اجتماعية طلباً لمكارمه ذلك ما استطاع الفيلم أن يقدمه من خلال رؤية الآخر إليه، رؤية لا تخلو من انبهار يبدو واضحاً في عيون مريديه ومن عاصره·
ولأن الفيلم بني على أساس كونه وثيقة فإن ترسيخ هذا المفهوم بدا واضحاً فيه إحياء للتقاليد الصوفية والموالد التي تتجذر في عمق الموروث الإماراتي والتي امتدت لمئات السنين·
اعتمد الفيلم صوراً أرشيفية ووثائق ومشاهد من التراث والتقاليد لم يسبق أن استخدمت، بل لم تدخل في فيلم سينمائي من أجل أن تكون عبر الفيلم ''وثيقة على وثيقة''· إن البحث في أصول انتشار التقاليد والتراث ودخولها في إطار مجتمع قبلي محافظ كالمجتمع الإماراتي في دبي أنموذجاً كان موضوع الفيلم حيث وصف بأنه رحلة كشف في الذات المتصوفة التي اثرت في بنية اجتماعية كاملة فصارت منهجاً في التعالي الديني وكيفية اتحاد المجتمع بذاته التي أكسبته خصوصية التماسك·
كتب سيناريو الفيلم خالد البدور وصوره محمد ثروت ووضع موسيقاه زاهر آقه شلي وأنتجته مؤسسة الإمارات من خلال جهتي الإنتاج مهرجان الخليج السينمائي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في عام 2008
عدد اليوم
