الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أفقر منطقة في الاتحاد الأوروبي ازدادت تدهوراً رغم المساعدات المالية

أفقر منطقة في الاتحاد الأوروبي ازدادت تدهوراً رغم المساعدات المالية
14 مايو 2014 22:12
في راسوفو الواقعة في منطقة فقيرة جدا شمال غرب بلغاريا، ارتدت الكنيسة الناصعة البياض والساحة حلة جديدة بعد إعادة تبليطها بفضل أموال أوروبية، لكن رغم كل أعمال التجديد اشتد الشعور بالإهمال في المدينة. فأعمال التحديث التي جرت منذ انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في 2007 لم يكن من شأنها سوى زيادة الشعور بإهمال المدينة التي تخلو شوارعها عموما من المارة وتتجاور مبانيها المرممة مع منازل لفها الخراب. ولفتت روزا ايفانوفا (78 عاما) المهندسة الزراعية المتقاعدة التي تقيم ابنتاها في صوفيا إلى أن “كل شيء تم تجديده بالمال الأوروبي: الساحة والحديقة العامة والمكتبة كما بنى نظام للصرف الصحي”. وأضافت “لكن الناس لم يعودوا هنا”. كذلك المدارس ارتدت بدورها حلة جديدة إلا أن بعضها أقفل لعدم وجود تلامذة. وكانت المدينة تعد نحو أربعة آلاف نسمة في الحقبة الشيوعية، يعملون في تعاونيات زراعية وفي الصناعة. لكن عددهم لم يعد يتجاوز الالف معظمهم من المتقاعدين الذين يعيشون من قطعة ارضهم أو عاطلين عن العمل. وقال ستويان نايدينوف (62 عاما) وهو سائق متقاعد “لم يعد هناك أي وظيفة للشبان.. أولادي رحلوا. بقيت وحيدا مع عنزاتي الثلاث”. وأضاف بأسى “هنا إما نرحل أو نموت”. وأكد الخبير الاقتصادي من معهد اقتصاد السوق في صوفيا يافور الكسييف حالة التدهور منذ 2007 في هذه المنطقة المتاخمة لرومانيا وصربيا والأكثر فقرا في الاتحاد الأوروبي. وقال “إن بعض المؤشرات السلبية تفاقمت مثل انخفاض عدد السكان” وشيخوختهم لا سيما بسبب الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي. وفي فيدين إحدى كبريات مدن المنطقة تتجاوز أعمار 27% من السكان الـ 65 عاما ونسبة الوفيات تبلغ 21 في الألف وهو مستوى قياسي تتقاسمه مع مدينة مونتانا الواقعة جنوبا. وقال جيفكو يوردانوف (64 عاما) وهو متقاعد كان يعمل في سكك الحديد في مدينة بروسارتسي الصغيرة بلهجة لا تخلو من السخرية “إن المصانع لم تعد موجودة. هنا الأحداث الرئيسية تقتصر على الجنازات”. وفي فيدين وفراتسا ومونتانا تراوحت نسبة البطالة بين 20 و22% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2013، أي ضعف المعدل الوسطي البلغاري. أما الاستثمارات فقد حسنت البيئة والبنى التحتية “لكن لم يكن لها أي وقع حقيقي على مستوى معيشة الناس” كما أوضح الكسييف مشيرا إلى نقص التفكير في استخدام الأموال الأوروبية. والعام الماضي أثار إنجاز بناء جسر على الدانوب بهدف إعادة إحياء النشاط الاقتصادي نفحة من الأمل. لكن العديد من السائقين ممن سلكوه لم يكرروا ذلك لان الجسر ينفذ إلى طرق غارقة في الخراب والإهمال. ويفضل السائقون العبور شرقا رغم الانتظار ساعات في المرفأ قبل الصعود إلى عبارات. وفي هذا البلد الذي يواجه انتقادات بروكسل منذ زمن طويل لعجزه في محاربة الفساد وعدم فعالية قضائه، يجري في الغالب “اختلاس” المال الأوروبي، بحسب قول الخبير الاقتصادي. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 80% من المساعدات الأوروبية توزع على 6% من المشاريع الكبرى. والبلغار على غرار جيرانهم الرومانيين أو مواطني دول أخرى في أوروبا الشرقية موالون بغالبيتهم لأوروبا لكنهم يؤكدون خيبة أملهم من بطء التقدم. وفساد نخبهم يدفعهم إلى وضع ثقتهم في الاتحاد الأوروبي أكثر من مؤسساتهم الوطنية. ويشير استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سوفا هاريس قبل الانتخابات الأوروبية المرتقبة في الخامس والعشرين من مايو، إلى أن 43,8% من الأشخاص المستطلعين المقدر عددهم بنحو ألف عبروا عن رأي إيجابي بالبرلمان الأوروبي، مقابل 31% بحكومتهم. (راسوفو، بلغاريا - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©