الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«السمالية الصيفي».. مدرسة التراث

«السمالية الصيفي».. مدرسة التراث
20 يوليو 2017 23:50
أحمد السعداوي (أبوظبي) انتهت أمس الخميس، فعاليات الأسبوع الثالث من ملتقى السمالية الصيفي التي استضافتها جزيرة السمالية، واستقبلت خلالها جموع الطلاب والطالبات من منتسبي المراكز المختلفة، التابعة لنادي تراث الإمارات، ليقضوا أمتع الأوقات تحت إشراف مدربين متخصصين وخبراء تراثيين، في الجزيرة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله رئيس نادي تراث الإمارات، الذي يهتم دوماً بتقديم كل ما هو مفيد ونافع لأبناء الإمارات، ومنها الفعاليات المختلفة التي يتضمنها ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام. وتقول فاطمة عبدالله التميمي، رئيس قسم الأنشطة النسائية في نادي تراث الإمارات: «إن جزيرة السمالية تحولت خلال هذين اليومين إلى ما يشبه خلية نحل في أجواء تراثية فريدة، ذهبت فيها أيادي الصغيرات في رحلة بعيدة إلى عالم الحرف التراثية الإماراتية، وأشكال الفنون والألعاب المهارية والبدنية، عبر عديد من ورش العمل التي أقيمت في الصالات المغلقة بالجزيرة، والتي توفر لهم أقصى درجات الراحة وممارسة الأنشطة المختلفة، والكشف عن إبداعاتهن، تحت إشراف خبيرات التراث والمدربات العاملات في نادي تراث الإمارات». وهناك العديد من الفوائد التي تعود على الطالبات من وراء ممارسة هذه الأنشطة خلال العطلة الصيفية، منها الاستفادة من أوقات فراغهم في العطلة الصيفية، بما ينمي مهاراتهم وإدراكهم، والكشف عن المواهب المختلفة لديهم، وكذلك الاستفادة من المكونات البيئية المتوافرة حولهم في صنع مشغولات يدوية، تستخدم في أغراض متنوعة، مثل إعادة تدوير الأقمشة والمواد المنزلية، ومعرفة أسرار التلي، وتزيين الملابس التراثية، واستخدام مخرجات النخيل الذي ينتشر في أغلب بيوت المواطنين، وبالتالي يسهل إيجاد هذه المخرجات، مثل السعف، وعمل أشكال جميلة منه، تستخدم في أغراض الزينة والديكور، وغيرها من استخدامات الحياة المتنوعة. من ناحيتها، تقول ظبية الرميثي، مدير مركز أبوظبي النسائي: «تم تقسيم الطالبات على عديد من ورش العمل، منها ما يخص المكتبات وعالم القراءة، ومنها ما يخص البيئة وكيفية الحفاظ عليها وعدم هدر الموارد الطبيعية باختلاف أنواعها». مشيرة إلى أنها أشرفت على ورشة خاصة بتعليم زهرات التراث مسميات الذهب قديماً، وكانت من الأنشطة المميزة، واستقطبت أعداداً كبيرة من الفتيات. وأوضحت سعيدة الواحدي، مشرفة ورشة الخوص، أنها قامت بتعليم الفتيات أساسيات التعامل مع الخوص وكيفية تجهيزه لعمل أشكال مختلفة، حيث قامت خلال الورشة بعمل بعض المشغولات من الخوص، مثل «المهفات والسراريد»، بمساعدة الفتيات الصغيرات اللاتي أظهرن تعلقهن بهذا اللون من الموروث. وذكرت أسماء الحارثي، المشرفة في مركز أبوظبي النسائي ومسؤولة عن فعالية المسابقات، أن المسابقات تنوعت بين الترفيهي والتثقيفي والتراثي والألغاز الشعبية، وشارك فيها عشرات الطالبات من مختلف الأعمار، وجرت في أجواء مرحة زادت من استفادة الطالبات عبر ترسيخ كثير من المعلومات والمعارف التراثية في الأذهان، فضلاً عن ممارسة أنشطة بدنية عبر المسابقات الترفيهية، فكانت هذه الفعالية من المناشط المحببة لدى الكثيرات من منتسبات النادي، وهو ما بدا من الأعداد الكبيرة من الفتيات اللواتي شاركن في تلك المسابقات على مدى اليومين الماضيين. ومن مركز السمحة النسائي، قالت بخيتة بن قنون: «إنها أشرفت على ورشة الحرف التقليدية مثل التلّي الذي تستخدم فيه الخيوط الملونة في تزيين ملابس النساء والغزل، وتعرفت الفتيات إلى الأدوات البسيطة التي كانت الأمهات والجدات يستخدمنها في الزمن القديم، مثل الكاجوجة، والمغزل والأوتاد الخشبية وأنواع الخيوط». وأشارت منى جاسم الملا إلى أنها تمارس الحرف التراثية منذ الصغر، وتعلمتها من نساء العائلة، وهو ما تحاول عمله الآن مع الأجيال الجديدة بنقل هذه الحرف التي تعني الكثير بالنسبة لأهل الإمارات، لكونها كانت خير سند لهم في التعامل مع ظروف الحياة عبر مئات السنين قبل ظهور الأدوات الحديثة، وانتشار التكنولوجيا في صنع الملابس، وما طرأ عليها من أشكال مختلفة إلا أننا ما زلنا نحرص على ارتداء أزيائنا الإماراتية الخاصة التي توارثناها عبر الأجيال، وستبقى دائما طالما كان أبناء الإمارات معتزين بها كجزء من شخصيتهم وهويتهم الوطنية». فقرات مرحة ألعاب «التلي ماتش» وما يتخللها من فقرات مرحة كان لها نصيبها ضمن فعاليات الأسبوع الثالث من ملتقى السمالية، حيث قالت عنها المشرفتان عليها، كسلا الرميثي، ووداد موسى: «إن هذا النوع من الألعاب وما يتسم به من أنشطة رياضية وأجواء مرحة صارت جزءاً رئيساً من فعاليات ملتقى السمالية، ونحرص على تنظيمها على أرقى مستوى، مع توفير تنوع في الألعاب بما يتماشى مع ميول وهوايات منتسبي المراكز التابعة للنادي، وبما يشجعهم على قضاء عطلة صيفية ممتعة ومفيدة في آن». إعادة التدوير أشرفت موزة الرميثي، على ورشة إعادة التدوير، وقامت بتعليم الفتيات من خلالها على كيفية استخدام الأشياء البسيطة الموجودة حولهن في عمل أشياء مفيدة وجميلة الشكل، باستخدام القناني الفارغة على سبيل المثال، وكذلك استخدام إطارات السيارات في عمل مناضد أو مقاعد أو وسائل تخزين بعد تزيينها وتجهيزها بالشكل الملائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©