السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خميس بن زعل الرميثي.. ذاكرة أهل البحر

خميس بن زعل الرميثي.. ذاكرة أهل البحر
3 مايو 2015 23:48
أحمد السعداوي (أبوظبي) بعد تسعة عقود قضاها مبحراً في عوالم التراث البحري الإماراتي، رحل عن عالمنا خميس بن زعل الرميثي، بعد أن كشف للعشرات من الخبراء التراثيين أسرار حياة أهل البحر في الإمارات بما احتوته من حكايا وحرف ورياضات، وبعد أن علم المئات من الأجيال الجديدة تفاصيل الأقدمين الذين عشقوا البحر وأعطوه كل وقتهم، فبادلهم حباً بحب وأعطاهم الكثير من خيراته . شاعر معروف وكان الرميثي شاعراً معروفاً وله ديوان حمل اسم «ديوان بن زعل»، فضلاً عن قصائد عديدة انصبت حول البيئة البحرية والحرف التي عمل فيها مثل الصيد والسباقات البحريّة للمحامل الشراعيّة وقوارب التجديف وصيد اللؤلؤ. ويعتبر الرميثي الذي غادرنا إلى مثواه الأخير الخميس الماضي، من أهم الرواة للتاريخ الإماراتي الحديث، بما يمتلكه من المعلومات والمعارف التاريخية والتراثية، إلى الحد الذي لقب بـ «أبو التراث»، وفقاً لخبراء تراثيين كُثر عملوا معه تحت مظلة نادي تراث الإمارات الذي عمل فيه مستشاراً تراثياً حتى اللحظات الأخيرة من حياته. وكانت له مشاركات في السباقات البحرية وحقق دوماً مراكز متقدمة في منافسات المحامل الشراعية باستخدام محمله من نوع الصمعاء المسمى «بارزة»، التي كتب فيها أكثر من قصيدة، أما المحمل الجلبوت، والذي سماه «لِحصان»، فكان له نصيبه أيضاً من المراكز المتقدمة في السباقات ما حدا بشعراء النبط الآخرين إلى نظم القصائد فيه وفي إنجازاته. ذاكرة حديدية وأجمع المقربون من الرميثي، على قدرته في الوصف التفصيلي للسباقات، كما تمتع بذاكرة حديدية، مكنته من حفظ كل الوقائع والمواقف التي مر بها، فضلاً عن براعته في حفظ أي قصيدة شعرية من سماعها مرة واحدة فقط، وهي ميزة يصعب أن تتوافر لشخصية لا تشبه خميس الرميثي الذي عاش حياة ثرية ومليئة بالمهام والأعمال والإشراف على السباقات البحرية والمشاركة فيها أحيانا، وتعليم الآخرين فنون التراث. وشهد الرميثي أهم التحولات في المجتمع الإماراتي منذ اعتماده على البحر وما يجود به من خيرات من لؤلؤ وتجارة الأسماك المجففة، حتى عصر اكتشاف النفط والنهضة الكبرى التي تحققت في الدولة، حيث عمل في بدايتها في إحدى شركات التنقيب عن النفط، إلا أنه سرعان ما عاود طريقه إلى عشقه الأول التراث، فأخذ يمثل دائرة معارف متحركة ينهل منها الجميع ويتعلمون من خبراته الواسعة في هذا الميدان. أما غناء أهل البحر الإماراتيين المعروف باسم «النهامة» كان لخميس الرميثي باع كبير فيه، بما امتلكه من صوت شجي، وأبيات وقصائد شعرية يشدو بها في مختلف المناسبات التي يعيشها أهل البحر، ما يضفي على حياتهم الشاقة بعداً إنسانياً جميلاً، يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة حياة البحر والتكيف مع مختلف الظروف. إرث فريد احتفظ الرميثي بعلاقات واسعة وقوية مع أشهر القبائل التي عملت في البحر داخل الإمارات، ومنها الرميثات، أهل منطقة البطين في أبوظبي، والطواير من دبي، كما ترك رحمه الله إرثاً فريداً من اللؤلؤ الطبيعي النادر الأحجام، يتخطى الأربعين حبة، والتي يصعب أن يجمعها هاو أو عاشق للتراث إلا إذا كان يمتلك مواصفات فقيد التراث، خميس بن زعل الرميثي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©